وجه الكاتب الصحفي وائل قنديل عدة تساؤلات للأغنياء الذين يعترضون على صرخة الغلابة والفقراء والجوعى في 11/11: "هل يكتفي سكان "الثورة هايتس" المعترضون على دعوة 11/11 بالفرجة فقط، ويتركوا هؤلاء المجانين الغلابة يجرّبون اختيارهم؟! وهل الوضع الكارثي المطبق على مصر يكفي لصناعة حالة غضب، تدفع قطاعات من الشعب إلى الانفجار؟ هل ترى في ما جرى في مدينة بورسعيد، من تظاهراتٍ حاشدة، قبل يومين، ملامح ثورة شعبيةٍ على مظالم اجتماعية، وفساد إداري، وسياسي؟". وقال قنديل، خلال مقاله النمشور في صحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة، "إذا كان ذلك كذلك، فلماذا تنظر باشمئناط، واستعلاء إلى تلك الدعوة التي تنمو وتنتشر، محفزة الجماهير للتظاهر في الحادي عشر من الشهر المقبل؟ موضحا أن هذا الرفض يأتي بحجة أن الدعوة للثورة مجهولة أو أنها لم تسقط من عند سكان "الثورة هايتس"، أي لا يتبناها، أو يتحدّث باسمها، "الثوار". وأوضح أن هذه المفردة التي باتت تبعث على السخرية، كونها تحوّل الثورة من صيرورة شعبية ديناميكية، إلى حالة ثبات، أو تجمد استاتيكي مقدس، وبالتالي، فالثوار هم، فقط، الذين لمعوا كالنجوم في سماء يناير 2011، ولم يأت أحد بعدهم، كأنهم "الأسباط" والرسل في القصص المقدس، في الوقت الذي استقرّ بهم المقام كماسح أحذية في بلاط الحكم العسكري، ومنهم من انتهى به الحال خادماً ليلياً في الوكر التشريعي لسلطات الانقلاب، فيما بقي آخرون قابضين على جمر يناير، لكنهم بلغوا من اليأس عتياً، بالإضافة إلى "ينايريين بالوراثة" يعتقدون ألا ثورة إلا ما يصدر عنهم، وفي التوقيتات التي يختارونها، ويجلسون في وضعية المشاهد. وقال قنديل إنه يمكن لمن اختاروا هذه الوضعية أن يكتفوا بالفرجة فقط، ويتركوا هؤلاء المجانين الغلابة يجرّبون اختيارهم، ويكفّوا ألسنتهم عنهم، بدلاً من التجديف في اتجاه أنها دعوةٌ أمنيةٌ مخابراتية، مضيفا أن شيئا من هذا جرى في مناسباتٍ عديدةٍ منذ وقوع الانقلاب، فكانت السخرية والشماتة في المجموعات التي اختارت الصمود، عقب مجزرتي رابعة العدوية والنهضة، وتوابعهما من مجازر مختلفة الأحجام، فلم تتوقف العبارات المغلّفة بالازدراء والاستعلاء، وتحطيم المعنويات، حتى وجد المتظاهرون أنفسهم بمواجهة سلطةٍ قمعيةٍ دموية، فيما تكوي ظهورهم سياط السخرية والتشفّي ممن اختاروا القعود. وأوضح أن الإصرار على تثبيت فكرة أن الثورة بلغت سن اليأس، معلنة ثالوث الإحباط الكريه: لا فائدة.. لا أمل.. لا مستقبل، هو بحد ذاته مشاركة في الحرب النفسية على الذين ينحتون في الصخر، ويتشبثون باختيار المقاومة، كما أنه من العبث أن تترجم حالة الهستريا المتصاعدة في إعلام السلطة ضد هذه الدعوة إلى اعتبارها خدعةً سلطوية، وصناعةً مخابراتية، رغم تخوفات النظام الواضحة ورعبه، خاصة وأن دعوات مثل هذه وأقل أقضت مضجع الانقلاب الذي استولى على الحكم بالقوة، حتى أن جيش جيوشه لمحاربة سائق التوك توك البليغ، وذلك الصعيدي الفصيح الذي انتشرت كلماته على مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة البرق. واختتم قنديل مقاله قائلا: "النظام الذي اعتبر نفسه في حربٍ مع فتاة صغيرة (إسراء الطويل)، ويسجن أطفالاً في عمر الزهور، من الطبيعي أن يرتعد وتنتابه لوثةٌ أمام دعوة للخروج ضده، حتى وإن كانت غامضة المصدر، بل أن هذا الغموض هو ما يفاقم حالة الفزع مما هو آتٍ".