بعد سنوات من التحول الاستراتيجي نحو العسكرية المصرية صوب الغرب وأمريكا، يخاطر السيسي اليوم بمغامرة عابثة مع روسيا، التي تشهد علاقتهما تطورا كبيرا، بمناورات عسكرية مع روسيا بمصر. وتوجه جنود من روسيا إلى مصر، اليوم السبت، للمشاركة في التدريبات المشتركة "حماة الصداقة 2016"، التي تستمر حتى 26 أكتوبر. وقال المتحدث باسم قوات الإنزال الجوي بوزارة الدفاع الروسية، يفغيني ميشكوف: إنّ "تدريبات حماة الصداقة 2016 انطلقت، اليوم، من أجل مكافحة الإرهاب، ببدء نقل الروس إلى مصر". وأوضح ميشكوف أنّ هذه التدريبات تعتبر "من أولى التجارب لتدريبات مشتركة لقوات المظلة في القارة الإفريقية"، مشيرا إلى أنّه "يتم نقل الأفراد والأسلحة والمعدات من مطار دياغيليفو العسكري في مقاطعة ريازان، على متن طائرات النقل العسكري إيل 76". ومن المقرر أن تجري التدريبات بمشاركة أكثر من 15 مروحية وطائرة، وعشر قطع من المعدات العسكرية وأكثر من 500 فرد. وأفادت وزارة الدفاع الروسية، أخيرا، بأنّ "المظليين الروس يستخدمون خلال التدريبات في مصر نظم المظلات الخاصة أرباليت، في أول استخدام لها بظروف مناخ الصحراء في إفريقيا، بعدما تم اختبارها في منطقة القطب الشمالي والمحيط المتجمّد". وفي السياق، ذكرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية، الثلاثاء الماضي، أنّ "العملية ستكون ذات طابع مكافحة الإرهاب، وستتدرب القوات المسلحة لروسيا الاتحادية مع العسكريين المصريين على صد هجوم العدو المحتمل؛ بهدف احتجاز السفينة وشن ضربات جوية مدققة". وأضافت الصحيفة أنّ "روسيا ومصر تتفاوضان على إجراء تدريبات عسكرية مشتركة في ربيع عام 2017، بمشاركة حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنيتسوف وسفينتي ميسترال، اللتين اشترتهما مصر من فرنسا". وتتوجه روسيا ومصر نحو مزيد من التعاون العسكري، بدءاً من إجراء تدريبات عسكرية مشتركة، وصولاً إلى إقامة قاعدة جوية روسية في سيدي براني. وتعد تلك المناورات الاولى منذ العهد الناصري، وهي غير ذات جدوى بحسب سكريين، لتغيير عقلية الجيش المصري نحو امريكا منذ نهاية السبيعينيات تدريبا وتسليجا بعد توقيع كامب ديفيد...