زعم الدكتور جهاد الحرازين، الناطق باسم حركة فتح الفلسطينية، أن مشاركة رئيس السلطة محمود عباس أبو مازن في جنازة «شيمون بيريز» حققت نجاحات سياسية غير مسبوقة، مطالبا بضرورة الفصل بين الشعب الفلسطيني والعمل السياسي، معتبرا مذلة أبو مازن وبكائه على الزعيم الصهيوني "بيريز" وسيلة من وسائل دعم القضية الفلسطينية!. وقال النطاق باسم فتح، في سياق تبريره لجريمة أبو مازن: «لأننا أصحاب قضية ولا بد من طرق جميع الأبواب المغلقة لحل المشكلة الفلسطينية». وحول المظاهرات التي خرجت، أمس، في مناطق السلطة تنديدا بسلوك أبو مازن المشين، أضاف الناطق باسم فتح، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «أوراق رسمية» على فضائية «العاصمة 2»، اليوم السبت: «من خرجوا بالأمس في مظاهرات ضد الرئيس الفلسطيني هم أشخاص يريدون تدمير الدولة ويصطادون في المياه العكرة»، متهما الصحف الإسرائيلية بالوقوف وراء إثارة الرأي العام ضد الرئيس الفلسطيني. ولم ينس "الحرازين" المتاجرة بالقضية ودغدغة مشاعر البلهاء بعبارات رنانة تخالفها تماما سلوكيات وسياسات السلطة وكل قادتها، متابعا «يجب علينا أن نتفق أننا أمام محتل غاشم يحتل الدولة الفلسطينية، وما زال يسفك دماء الفلسطينيين منذ حادث «صبرا وشاتيلا»، مؤكدا أن التاريخ الفلسطيني مليء بالمعارك، وأن الفلسطينيين ما زالوا صامدين أمام هذا الاحتلال الذي يتم تسليحه بأحدث الأسلحة الأمريكية والعالمية. وطالب الناطق باسم فتح بضرورة وجود موقف عربي موحد تجاه القضية الفلسطينية، مدعيا أن الشعب الفلسطيني يسعى إلى تحقيق السلام، من خلال مشاركة الرئيس الفلسطيني في جنازة شيمون بيريز ، الجمعة!. br قائمة الخونة العرب وعلى الرغم من التاريخ الدموي لرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز، الذي توفي فجر الأربعاء، إلا أن دولا عربية شاركت في جنازته التي جرت، الجمعة غرة أكتوبر 2016، في القدسالمحتلة. وبعث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني برقية تعزية إلى الحكومة الإسرائيلية، عبر فيها عن "تعازيه للشعب الإسرائيلي بوفاة بيريز. وقال العاهل الأردني، في برقيته: إن "جهود بيريز في دفع عملية السلام وحل الدولتين ينبغي أن يحظى بتأييد من القادة الإسرائيليين والأطراف المشاركة في عملية السلام في ظل التهديدات والظروف الأمنية التي تمر بها المنطقة". وأوفدت الحكومة الأردنية نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية جواد العناني للمشاركة رسميا في جنازة بيريز. كما شاركت سلطات الانقلاب في مصر رسميا في الجنازة عبر وزير خارجيتها سامح شكري، وبررت صحف مصرية المشاركة بأنها بروتوكولية وتعود لوجود اتفاقية سلام بين الجانبين. وأوفد المغرب مستشار الملك محمد السادس ويدعى "آندري أوزلاي"، وهو من أتباع الديانة اليهودية لتقديم العزاء بوفاة بيريز. بكاء أبو مازن في صحف "إسرائيل" وقال موقع "walla” الصهيوني: إن صورة أبو مازن وهو يبكي خلال الجنازة خلفت عاصفة من الردود الغاضبة بالضفة الغربية وقطاع غزة وفي الدول العربية. وأشار الموقع إلى أن مكتب أبو مازن نفى أنه كان يبكي، زاعما أنه كان مستغرقا في الاستماع إلى ترجمة التأبين عندما التقطت الصورة. وبحسب التقارير الإسرائيلية فقد دعت أسرة بيريز الرئيس الفلسطيني لحضور الجنازة، وحرصت على جلوسه في الصف الأول. وأضاف مكتب أبو مازن، في بيان له، أن حرص الرئيس على حضور الجنازة جاء كي يظهر للعالم أنه "رجل سلام"، وكذلك "للضغط على الحكومة الإسرائيلية لاسئتناف عملية السلام". ووافق نتنياهو، الخميس، على طلب أبو مازن للمشاركة في الجنازة، بعدما أرسل الأخير طلبا لمنسق عمليات الحكومة الفلسطينية بالأراضي الفلسطينية اللواء يوآف مردخاي. ووصل أبو مازن للقدس ضمن وفد ضم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ومحمد مدني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والمسؤول عن ملف العلاقات مع إسرائيل. صحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت إن ما ضاعف الغضب الذي انتشر كالنار في الهشيم في العالم العربي بعد حضور أبو مازن الجنازة، أن هذا الحدث يأتي في الذكرى ال16 لاستشهاد الطفل محمد الدرة في ذروة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وهي الواقعة التي أصبحت أحد رموز الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. من جانبها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس مشاركة أبو مازن في الجنازة «استخفافا بدماء الشهداء" و"وصمة عار".