انطلق اليوم بجنيف حوار حكماء الشرق والغرب برئاسة أحمد الطيب شيخ العسكر ورئيس ما يسمى بمجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع مجلس الكنائس العالمي، ويتزامن الحوار "المزعوم" الذي يتبناه "مجلس حكماء المسلمين"- الذي أنشأته الإمارات في مواجهة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه العلامة يوسف القرضاوي- مع إجراءات اتخذتها سويسرا؛ حيث ينعقد "الحوار"، تعتدي على رمزية "الإسلام" وبعض شعائره، كان آخر تلك الإجراءات حظر ارتداء النقاب، ومنع مآذن المساجد، فيما يتجه البرلمان السويسري الذي وافق على القرارين إلى منع صور المحجبات في جوازات السفر. الطيب يتجاهل التصعيد
وبشكل متعمد، يتجه شيخ العسكر أحمد الطيب إلى تجاهل التصعيد الأوروبي عامة والسويسري خاصة، ضد المسلمين الذين يتزايدون هناك بشكل دوري، مطالبا بتدشين مشروع عالمي لمواجهة الكراهية ونشر السلام بصفته رئيس "الحكماء". ويروج إعلام الإمارات والانقلاب بمصر أن مهمة الطيب "تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام"، وكان في مقدمة مستقبلي الطيب بسويسرا؛ موستر بيريز، رئيس بعثة سويسرا لدى الأممالمتحدة، ودكتور أولاف فيكسه تفايت، السكرتير العام لمجلس الكنائس العالمي، وعدد كبير من قيادات مجلس الكنائس العالمي.
واصحبه في رحلته المشير عبد الرحمن سوار الذهب رئيس جمعية الدعوة الاسلامية والرئيس السوداني الانتقالي الأسبق ، الذي نقل عنه موقع "حكماء المسلمين على "تويتر": "الإسلام كدين كان ولايزال ودودا مع المسيحيين واليهود ولم تكن دعوة الإسلام متناقضة مع الإيمان بالله عند أهل الكتاب بل كانت مكملة له".
وفي كلمته قال الطيب إن "الإرهاب لا يفرق بين متدين وملحد أو بين مسلم وغير مسلم، والمسلمون أكثر من يدفعون ثمن هذا الإرهاب من دمائهم وأشلائهم، مشددا على أن محاولات إفراد الإسلام بتهمة الإرهاب جعل المسلمين بين مطرقة الإرهاب وسندان الإسلاموفوبيا".
وتناول عدة عبارات من قبيل "ترسيخ السلام" و"مؤسسات الأديان" و"المواطنة"، و"خطابات الكراهية"، وهي العبارات التي بات يستخدمها من يؤجرهم محمد بن زايد لينطقوا بلسان واحد عن رؤية ولي عهد أبوظبي للدين الذي لا يحرمه من رحلاته الصيفية لأوروبا ولا سباقات "القدرة" التي يبارون فيها أنفسهم، أو صيد "المقناص" التي أنهوا فيها على حيوان "الرتة" الجبلي وباتت منظمات حماية الحيوان في أوروبا تصرخ من شبق "عيال" زايد للسيطرة والاستحواذ
اجتماع مغلق!!
كما بدأ قبل قليل الاجتماع المغلق بين أحمد الطيب، والقس "تفايت"، ومن المقرر أن يناقش اللقاء آليات التعاون بين الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين ومجلس الكنائس العالمي لنشر ثقافة التعايش والسلام؟!
ويعقب هذا اللقاء انطلاق الجولة الثالثة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب حيث ألقي كلمة في بداية جولة الحوار، وسبق اللقاء جولة تفقدية للطيب لمقر مجلس الكنائس العالمي بجنيف يرافقه الأمين العام لمجلس الكنائس الذي طلب من شيخ العسكر أن يضع توقيعه باعتباره أكبر شخصية إسلامية على كتاب المجلس التوثيقي.
توظيف "الحكماء"
وكان "مجلس حكماء المسلمين" شارك إلى جوار مؤسسات أخرى تنطلق من أبوظبي، في مؤتمر جروزني الأخير برعاية رئيس الشيشان الصوفي الموالي للروس رمضان قاديروف، وبحضور مجموعة من شيوخ الصوفية في العالم العربي، كما عقد "حكماء المسلمين" دورته الثامنة بالبحرين –أنسباء حاكم دبي- ودعى بيانها الختامي إلى ما أسماه "وحدة الصف الوطني"، لمواجهة "زرع بذور الطائفية" و"تفتيت النسيج الوطني"، وذلك في إشارة للمظاهرات الشيعية المتجددة في البحرين، وخلا البيان كما بيان الكنائس من أي تصريح أو توضيح لثمار الجلسات المغلقة.
غير أن الجولة الثالثة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب في سويسرا، زعمت أنه لتأسيس حوار متوازن هادف يقوم على الاحترام المتبادل وقبول الآخر.