وصلت الفوضى في شبه دولة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لوكالة الأنباء الرسمية "الشرق الأوسط"، بعد أن نشر سيد النشار، مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، الرسمية المصرية أمس الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول 2016 استغاثة على صفحات الوكالة نفسها، لقائد الانقلاب، من تعنّت رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الوكالة علاء حيدر، بأنه حول الوكالة الرسمية للدولة، إلى عزبة خاصة لخدمة مصالحه الشخصية. وأضاف النشار- في الخبر الذي نشره بالمخالفة لقواعد النشر- أن حيدر استغل نفوذه في استعادة قطعة أرض كبيرة بميدان رمسيس- وسط القاهرة- لعائلته، كما حولها أيضًا إلى خرابة نتيجة لسوء الإدارة والتخبط والتراجع في كل قرار يتخذه، وعدم معرفته بما ينشر في المؤسسة؛ نتيجة لانشغاله الدائم بالسفريات للخارج التي تكلف الوكالة التي تعتمد على دعم كامل من الدولة آلاف الدولارات.
وقال سيد النشار، إن ما قمت به اليوم من نشر الرسالة عبر موقع المؤسسة جاء بعد ضغوط شديدة تعرضت لها من استهداف شخصي لي من قبل رئيس التحرير وشلته داخل العمل، ومحاولة مني لإنقاذ تلك المؤسسة العريقة من الإدارة بنظام "الشخصنة"، ولست نادمًا عما فعلت.
وأكد النشار، في تصريحات صحفية، اليوم الأربعاء، أن بداية الخلاف مع رئيس التحرير ترجع إلى واقعة محاولة زميلة لنا في العمل للانتحار داخل مكتب الوكالة، وأمام مكتب رئيس التحرير؛ حيث شعرت بحجم الظلم الذي تعرضت له الزميلة، وهو ما دفعها لسكب "الجاز" على رأسها وملابسها تمهيدًا لحرق نفسها، نتيجة لموقفي المساند للزميلة بدأ الترصد لي من هذا الشخص وحاشيته.
وذكر مدير تحرير وكالة الشرق الأوسط، أن حيدر لديه خشية أن أصل إلى منصب رئيس الوكالة، ويسعى لإبعادي عن العمل ويترصد لي، وهو ما ظهر جليًا في العديد من المواقف خلال الأشهر الماضية، ومنها قراره بإرجاعي من المغرب بعد 3 أسابيع فقط من ذهابي إلى هناك، وذلك منذ 5 أشهر.
وذكر النشار أنه حاول مواجهة رئيس التحرير بما يتعرض له داخل المؤسسة، وآخرها "إيقاف تقرير لي عن الانتخابات بالمغرب رغم الموافقة الأولية عليه، وذهبت إلى مكتبه في 12 من ظهر الثلاثاء، وذلك بعد عودته من نيويورك التي مكث بها أكثر من 20 يومًا، إلا أنني فوجئت بمماطلة من قبل مدير مكتبه في دخولي إليه".
وتابع: "ومع مرور الوقت كررت طلبي بالدخول إليه، إلا أنني كنت أواجه بحجج مثل أنه لديه اتصال هاتفي هام، وغير ذلك من الحجج الواهية، واستمر الوضع حتى ال5 من مساء اليوم، وأنا أمكث لمدة 5 ساعات أمام مكتبه وهو يرفض أن يقابلني".
وأوضح أنه حينما شاهد هذا الموقف شعر أن المؤسسة في خطر شديد، وتلك الممارسات تهدد الأمن القومي؛ لما لها من أهمية كوكالة أنباء رسمية تعبر عن الدولة، و"انطلاقًا من ثقتي في شخص الرئيس قمت بنشر الرسالة على مسئوليتي الشخصية، وتركت المكتب دون معرفة رد الفعل أو القرارات التي تم اتخاذها بحقي".
وأشار إلى أنه تلقى مكالمة هاتفية من جلال عارف رئيس المجلس الأعلى للصحافة للاستفسار عن الواقعة "وحين أبلغته بما يحدث داخل المؤسسة وكيف يصنع رئيس التحرير الفتن بداخلها، طلب مني إعداد تقرير عن تلك الوقائع وإرسالها إليه".
في حين قال علاء حيدر، رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن هناك اجتماعًا طارئًا لمجلس إدارة الوكالة مع رؤساء الأقسام لاتخاذ إجراء ضد سيد النشار، مدير تحرير الوكالة لإيقافه عن العمل، وإحالته إلى التحقيق.
وأضاف "حيدر"، في تصريحات صحفية، أنه سيقوم بتحريك دعوى قضائية ضده وتقديم جنحة مباشرة على ما ارتكبه من أخطاء مهنية، خاصة "أنه كان له سابقة قديمة بقيامه بتزوير (الباسبور) الخاص بالمكاتب الخارجية".
وأوضح "حيدر" أن الأزمة بدأت حين رفض مجلس إدارة هيئة التحرير إعادته إلى المغرب، واتخذ قرار بإجماع رؤساء الأقسام بإيقافه عن العمل وتحويله للتحقيق، وأضاف: "بعدها قام مجلس الإدارة بإبلاغي بسفره إلى المغرب مع وفد من الوكالة، ولذلك قام بحذف الخبر المثير للجدل سبب الأزمة الحالية، وذلك بعد منعه من السفر".
وكانت صحف مصرية قد نشرت صورًا للاستغاثة التي نشرها مدير التحرير ضد رئيس مجلس الإدارة.