قبل ساعات من إطلاق نشطاء حملة #FBCensorsPalestin، التي تدعو للانضمام والمشاركة في إيقاف النشر والتفاعل على صفحات وحسابات فيس بوك الأحد (25 سبتمبر/أيلول) من الساعة الثامنة صباحا وحتى العاشرة مساء بتوقيت القدس، احتجاجا علي حجب صفحات فلسطينية، اعتذر مسئول بإدارة فيس بوك، واُعيدت صفحات محجوبة. وأقدمت إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، منذ أول أمس الجمعة، على إغلاق عدد من الصفحات الفلسطينية الخاصة بمواقع ووكالات أنباء إخبارية ومسئوليها، وكذا حسابات بالضفة الغربية، وصورة بطاقة هوية لسيدة فلسطينية عمرها 109 أعوام. حيث حذف موقع "فيس بوك" أكثر من عشر حسابات لمديري ومحرري اثنتين من أكبر الصفحات الفلسطينية الإخبارية، وهما وكالة شهاب للأنباء، وشبكة قدس الإخبارية، وغيرهما من صفحات ناشطين، دون سابق إنذار أو تنويه. كما حذفت شبكة فيس بوك صورة لبطاقة هوية تعود لامرأة فلسطينية "فاطمة علي سالم أبوحوشية" من مواليد قطنة، عام 1910، وقال البعض إنها متوفاة، بذريعة أن "المنشور يتضمن محتوى عنصريا"، ما أغضب نشطاء فلسطينيين. وجاء الحذف عقب عقد إدارة فيس بوك اتفاقًا مع وزير الأمن العام الإسرائيلي جلعاد إردان، ووزيرة العدل إيليت شكد، في شهر سبتمبر الحالي، يقضي بمراقبة المحتوى الفلسطيني على الصفحات والحسابات الشخصية بالموقع، وحذف كل ما يزعج السلطات الإسرائيلية من منشورات وصفحات وحسابات. وذكر موقع "الانتفاضة الإلكترونية The Electronic Intifada" أن متحدثا باسم موقع "فيس بوك" اعتذر عن حادثة تعطيل حسابات فلسطينية لمحررين في صفحة "قدس" التي يتابعها أكثر من 5 ملايين شخص، ومحررين في صفحة وكالة "شهاب للأنباء" التي يتابعها أكثر من 6 ملايين شخص. إلا أن موقع "فيس بوك" لم يشر لأي اعتذار على صفحته الرسمية. وأكد المسئول بإدارة فيس بوك لموقع "الانتفاضة الإلكترونية"، أنه "حصل عن طريق الخطأ"، وأن إدارة الموقع فتحت تحقيقاً بالموضوع، مضيفاً: "فريقنا يتلقى ملايين التقارير والشكاوى، خلال الأسبوع، وأحياناً تصلنا أشياء خاطئة. نعتذر عن هذا الخطأ". وأضاف: "لدينا فريق يتعامل مع ملايين التقارير والبلاغات أسبوعيًا، وأحيانًا نخطئ، نعبر عن أسفنا الشديد حيال هذا الخطأ". وكان الكاتب الأمريكي "غلين غرينوالد"، أشار في تقريرٍ أعده في موقع "ذا انترسيب" في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، إلى أن "جهود الرقابة المشتركة بين فيسبوك وإسرائيل ستتركز على المحتوى العربي والإسلامي والفلسطيني الذي يعارض الاحتلال الإسرائيلي، لمعرفة ما الذي يجب حجبه من المواقع والحسابات الفلسطينية". وبعدما اتهم موقعي شبكة "قدس" الإخبارية و"شهاب للأنباء"، إدارة فيس بوك بحذف مواقعهم في اعقاب الاتفاق الاخير مع الوزيرين الاسرائيليين، حاولت إدارة فيس بوك التقليل من أهمية لقاءاتها مع مسئولين حكوميين رفيعي المستوى في إسرائيل. وسبق الاعتذار إعلان شبكة "قدس" الإخبارية وغيرها من الشبكات الفلسطينية والصحفيين، عن حملة لوقف النشر، يوم الأحد، عبر موقع فيسبوك مؤقتًا، وذلك من الساعة الثامنة وحتى العاشرة مساءً بتوقيت فلسطينالمحتلة، احتجاجًا على ما يرونه تواطؤ موقع فيسبوك مع الرقابة الإسرائيلية. وأعلنوا استخدامهم وسم #FBCensorsPalestine فيس بوك يراقب فلسطين، عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتوضيح الموقف الفلسطيني من القضية. واعتبر مراقبون فلسطينيون أن اللقاء بين إدارة فيس بوك والوزيران الإسرائيليان وتلبية المطالب الإسرائيلية يعد "انصياعًا" من قبل إدارة الموقع الاجتماعي، و"مطاردة" للفلسطينيين في الفضاء الإلكتروني"، ويخالف جميع المواثيق الدولية لحرية الرأي والتعبير. حيث تنص المادة (19) من العهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية، على شروط واضحة لتقييد حرية الرأي والتعبير؛ ومنها وجوب أن تكون القيود قانونية وواضحة ومعلن عنها، الأمر الذي لم يتم احترامه من جانب إدارة "فيس بوك". ولكن المتحدث باسم الشركة، قال إن الموقع "غير متسامح مع خطاب الكراهية بغض النظر عن الطرف الموجه إليه هذا الخطاب"، مضيفاً: "لقاؤنا مع الحكومة الإسرائيلية هو جزء من عملية الحوار المتواصلة مع الممثلين الحكوميين عبر العالم". وتابع "نحن نهتم لحرية الرأي وحقوق الجماعات المختلفة على فيسبوك وسوف نحميهم ونعمل معهم جميعاً، مهما كان عرقهم أو دينهم". وأشار إلى أنه "لا يمكن معالجة المحتوى المتطرف على شبكة الإنترنت إلا بالشراكة القوية بيننا وبين صانعي السياسة والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والشركات، وهذه حقيقة الأمر في كل مكان". وأوضح: "لهذا السبب نلتقي بصانعي السياسة في كل مكان، لنناقش هذه المسائل المهمة"، و"إن فيسبوك لا يقبل البتة بنشر أي خطاب كراهية بغض النظر عن الجهة الموجَّه لها الخطاب، إن لقاءاتنا مع الحكومة الإسرائيلية هي جزء من عملية حوار مستمرة مع ممثلي الحكومات في جميع أنحاء العالم". وختم كلامه: "نحن نهتم بآراء وحقوق مختلَف المجتمعات على فيس بوك، وسنعمل على حمايتهم والعمل معهم جميعًا، أيًا كان عرقهم أو ديانتهم، ستتمتع آراء الفلسطينيين على الموقع بالأمان بالقدر الذي تتمتع به آراء أي مجتمع آخر على منصتنا". وكانت السلطات الاسرائيلية، اتهمت مواقع فلسطينية بالتحريض على اشعال انتفاضة القدس الاخيرة، التي اندلعت منذ اكتوبر 2015 ولا تزال دائرة، واعتقلت مؤخرًا عددًا من النشطاء الفلسطينيين، من ضمنهم صحفيين، ووجه لهم تهمة "التحريض"، على خلفية الأخبار والآراء التي ينشرونها عبر فيس بوك. وكان الوزيران "إردان" و"شكد" اقترحا مشروع قانون لإجبار مواقع التواصل الاجتماعي على إزالة أي محتوى تعتبره دولة الاحتلال تحريضيا، بينما قام أعضاء آخرون في الكنيست بتقديم مشروع قانون لإجبار هذه المواقع على مراقبة المحتوى بنفسها وطالبا بتغريم فيس بوك مليار دولار. وقال موقع فيس بوك، في بيان صحافي، عقب الاجتماع معهما أنه "لا مكان للإرهابيين في فضائه الإلكتروني"، ووصف اللقاء مع المسؤولين الإسرائيليين بأنه كان "بناء". وعلى مدى الشهور الأربعة الأخيرة، طلبت إسرائيل من موقع فيسبوك حذف 158 منشورا اعتبرتها "محرضة على العنف"، بالإضافة إلى 13 طلبا مماثلا لموقع يوتيوب. واستجاب فيس بوك لنحو 95 في المئة من هذه الطلبات، بينما استجاب يوتيوب ل 80 في المئة، حسب وزيرة العدل الإسرائيلية "ايليت شاكيد".