يبدو أن التأييد الواضح من حكام آل سعود للانقلاب العسكري بمصر قد يغير وجهته بعد البلبلة التي سببها داعية العسكر بمصر الحبيب على الجفري حينما فتح النيران على السلفية، وهي المذهب الرسمي في الرياض. فبالأمس منعت قناة روتانا خليجية السعودية بث لقاء مع الجفري، كان من المقرر بثه مساء الأحد؛ ما دفع الجفري لبث اللقاء على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يحذفه اليوتيوب بدوره بناء على حقوق الملكية الخاصة بالقناة. وكانت الإعلامية السعودية نادين البدير مقدمة برنامج "اتجاهات" على القناة المملوكة لرجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال، قد أعلنت عن موعد بث اللقاء مع الجفري للحديث عن مؤتمر جروزني المثير للجدل، مساء الأحد، غير أن القناة لم تذع اللقاء. ونشر "الجفري" اللقاء كاملاً على موقع "يوتيوب" وقال في حسابه على موقع "تويتر" "اعتاد مكتب الحبيب على اشتراط أخذ نسخة من أي حلقة مسجلة فور الانتهاء من تسجيلها لذا تمكنا من النشر بعد فوات موعد النشر المقرر في القناة"، إلا أن اليوتيوب حذف الفيديو لاحقًا. كلمة السر وتحدث الجفري في اللقاء عن تفاصيل مؤتمر جروزني الذي عقد مؤخرًا في الشيشان وأثار جدلاً واسعًا في الدول الإسلامية. وكان مؤتمر الشيشان الذي عقد بمشاركة شيخ الأزهر ورجال دين صوفيين مصريين وإماراتيين وغيرهم ويعتقد أنه مدعوم وممول من قبل الإمارات، قد شهد هجومًا حادًا على الوهابية والسلفية لدرجة أن البيان الختامي زعم خروج الوهابية والسلفية من جماعة أهل السنة الأمر الذي أحدث غضبًا شديدًا داخل السعودية. وتجدر الإشارة إلى أن هناك غضبًا شعبيًا سعوديًا، لما خرج به مؤتمر استضافته العاصمة الشيشانية، جروزني، بهدف تعريف هوية "أهل السنة والجماعة"؛ إذ استثنت توصياته السلفية والوهابية من التعريف، كما لم تدرج المؤسسات الدينية السعودية ضمن المؤسسات التعليمية "العريقة"، علاوة على مكان انعقاد المؤتمر في الدولة التابعة لروسيا. أباطيل الجفري وقال الجفري بحلقته الممنوعة التي نشرها على صفحته الرسمية على «فيس بوك» :" إن 95% من أهل السنة والجماعة «أشاعرة»، وإن «الوهابية» من أهل السنة، وهذا ليس تراجعًا منه، لافتًا إلى أن مَن أخرجوهم من تعريف أهل السنة والجماعة هي السلفية التكفيرية، والسلفية الجهادية، و«داعش»، لأنها فرق ضالة". واتهم «الجفري» الإخوان بافتعال الأزمة، وزعم أن قيادات التنظيم هي التي أثارت الأزمة، فوضعوا خطين متوازيين، خطًّا لعلماء المملكة، وخطًا للحديث حول الشيشان وروسيا، كما انتقد الداعية موقف بعض السلفية، مضيفًا: "درسنا في كتب التوحيد في السعودية أن الأشاعرة فرقة مارقة، وأنهم ليسوا من أهل السنة، وانتهى فريق ثالث إلى تكفيرهم، وهذا ليس صحيحًا فهم بذلك أخرجوا أكثر من 95% من علماء أهل السنة والمسلمين من الملة، وهؤلاء من متطرفى السلفية يخالفون أهل السنة، في حين أننا نعتبر السلفية من أهل السنة، لكنهم يخالفون السنة فى بعض النقاط، فالمؤتمر ليس ضد المملكة العربية، وليس ضد السلفية، وقد حضره نحو 200 عالم إسلامي، وعلى البعض التوقف عن الغرور، والسعي للفتنة بين الدولة والناس، فما ذلك خدمة للدين". وعن عدم دعوة السعودية للمؤتمر، قال "الجفري" إن الدعوة لم توجه إلى دول، بل إلى علماء، وإن الشيشان دعت الأقرب إليها فى المذهب والرؤية، وهم الأشاعرة والماتريدية، وكان هدف المؤتمر تبرئة أهل السنة والجماعة من صفة القتل التى التصقت بهم فى روسيا، متابعًا: "في عموم اتحاد روسيا فإن أهل السنة والجماعة تساوى الإرهاب، وروسيا موافقة على هذا المؤتمر، لكن الفكرة من الشيشان، وأردنا من خلاله أن نقول إن من يفجِّر ويقتل ليس من أهل السنة". واستطرد داعية العسكر في أكاذيبه قائلاً: "إن المؤتمر عُقد بتمويل من الشيشان، ولم تشارك الإمارات في تمويله، وإن مؤسسة طابا لم تكن صاحبة فكرة المؤتمرة، وإنما هي مَن تولت التنسيق بين الشيشان والعلماء، وكانت الفكرة لمفتي الشيشان، الشيخ محمد صالح صلاح الدين، والشيخ آدم شهيدوف المستشار الديني للرئيس الشيشاني، و"طابا" لم تمول المؤتمر بدرهم واحد". سلفية مصر فى المقابل، هاجمت الجماعات السلفية فى مصر "الجفري" ونشرت هاشتاج "الجفري في إسرائيل" حملت عليه فيديوهات سابقة له، أثناء زيارته للقدس، وتأمينه من قِبل إسرائيل. وقال سامح عبدالحميد، الداعية السلفي: إن أهل السنة موجودون من قبل أن يولد الأشعري والماتريدي، متابعًا: "أطالب العلماء من السلفيين بعمل مؤتمر علمي للتعريف بأهل السنة ورد شبهات مؤتمر الشيشان الذي لا يُمثل إلا نفسه ولا يُمثل أهل السنة والجماعة".