عبّرت الأممالمتحدة عن غضبها بعد قصف قافلة للمساعدات الإنسانية فى سوريا أمس الاثنين، مؤكدة أنه اذا ثبت أن الهجوم كان متعمدا، فقد يعتبر جريمة حرب. قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن تنبؤات بعض البضحف العربية بانهيار الهدنة السورية قد صدقت، إذ جاءت بالتزامن مع إعلان نظام بشار انتهاءها. وقبل ساعات من استئناف القتال، تحدث بعض الكتاب عن شكوكهم في صمود اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم إقراره برعاية الولاياتالمتحدة وروسيا ودخل حيز التنفيذ يوم 12 سبتمبر الجاري. ووصف حسن أبو هنية الهدنة في صحيفة "الرأي" الأردنية "بالهشة". وقال "الاتفاق ينطوي على هشاشة ظاهرة وقد ينهار في أي لحظة فالاتفاق الذي كان من المفترض أن يدخل حيز التطبيق اعتباراً من أول أيام عيد الأضحى في 12 سبتمبر يفتقر إلى الشفافية والوضوح ويأتي في سياق أمني عسكري تحت ذريعة الشأن الإنساني بعيداً عن المجال السياسي وموضوعات الحل النهائي". وكانت غارات جوية استهدفت مساء الاثنين قافلة مساعدات انسانية مشتركة بين الأممالمتحدة والهلال الأحمر السورى واللجنة الدولية للصليب الأحمر فى شمال سوريا، ما أدى إلى مقتل 12 متطوعا وسائقا على الأقل، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامى عبد الرحمن إن "نحو عشرين شاحنة تضررت جراء استهدافها بغارات فى بلدة اورم الكبرى فى ريف حلب الغربى" بعد ساعات على اعلان الجيش السورى انتهاء الهدنة. وصرح المبعوث الدولى إلى سوريا ستافان دى ميستورا أن "غضبنا من هذا الهجوم كبير جدا". وأضاف أن "هذه القافلة كانت نتيجة عملية طويلة من التراخيص والتحضيرات من أجل مساعدة مدنيين معزولين". ودعا ستيفن اوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى إجراء تحقيق. وقال "دعونى أكون واضحا: إذا تبين أن هذا الهجوم الوحشى كان استهدافا متعمدا للعاملين فى القطاع الانسانى، فسيرقى إلى جريمة حرب". ولم تؤكد الأممالمتحدة حصيلة القتلى التى أوردها المرصد السورى لحقوق الإنسان. لكن اوبريان قال أن المعلومات الأولية تشير إلى أن "عددا من الأشخاص" قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة، بينهم متطوعون من الهلال الأحمر السورى. وأضاف أن مستودعا للجمعية نفسها أصيب وكذلك مركزا طبى. وتابع أنه "كل أطراف النزاع ابلغت بالقافلة -- التى كان يفترض أن تصل إلى 78 ألف شخص -- وكتب على القافلة بشكل واضح أنها إنسانية". وكان المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك صرح أن هذه الشاحنات كانت ضمن قافلة مساعدات انسانية مشتركة بين الأممالمتحدة والهلال الاحمر السورى واللجنة الدولية للصليب الاحمر. وأضاف أن القافلة كانت تضم 31 شاحنة محملة بمساعدات إلى بلدة اورم الكبرى لتوزيعها على 78 ألف شخص يقيمون فى البلدة ومحيطها. ونقلاً عن ناشطين سوريين قولهم إن "أكثر من 20 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية كانت معدة لدخول أحياء حلب المحاصرة احترقت بعد قصفها من قبل طيران النظام". وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "طائرات حربية سورية أو روسية قصفت شاحنات مساعدات قرب حلب في وقت متأخر الاثنين بعد انتهاء وقف إطلاق النار الهش الذي استمر أسبوعاً". وقال أحد السكان إن "الشاحنات أصيبت بنحو خمسة صواريخ خلال وقوفها في مركز يخص الهلال الأحمر السوري في أورم الكبرى". من جانبه، قال متحدث باسم الأممالمتحدة إن "قافلة مساعدات تعرضت لقصف خلال توجهها إلى بلدة أورم في محافظة حلب". وأضافت الأممالمتحدة أن "18 على الأقل من أصل 31 شاحنة ضمن قافلة مساعدات الهلال الأحمر والأممالمتحدة تعرضت للقصف". وتعرضت الأحياء الشرقية في مدينة حلب لقصف مدفعي وجوي عنيف، مساء الإثنين 19 سبتمبر/أيلول 2016، بعد أقل من ساعتين على إعلان قوات نظام بشار الأسد، انتهاء سريان الهدنة التي تم التوصل إليها بموجب اتفاق أميركي روسي. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن الولاياتالمتحدة وروسيا وأطرافاً أخرى معنية بعملية السلام في سوريا، ستجتمع الثلاثاء في نيويورك لتقييم الوضع في سوريا. وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، إن "القذائف والبراميل المتفجرة تنهمر كالمطر على معظم الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة من دون توقف منذ الساعة السابعة والنصف (16:30 ت غ)". من جهته أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تعرض الأحياء الشرقية لقصف مدفعي وصاروخي عنيف، لافتاً إلى أن الغارات الجوية استهدفت أحياء في المدينة وريفيها الغربي والجنوبي، موقعة عدداً من الجرحى. ويأتي استئناف القصف على الأحياء الشرقية بعد قوات النظام عند الساعة السادسة مساء الإثنين "انتهاء مفعول سريان نظام التهدئة الذي أعلن اعتباراً من السابعة مساء من يوم 12/9/2016 بموجب الاتفاق الروسي الأميركي". وتوصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق ينص على وقف لإطلاق النار في سوريا بدأ سريانه مساء 12 أيلول/سبتمبر، ويستثني مناطق سيطرة تنظيم "داعش" وجبهة "فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة).