أكد تصنيف الديمقراطية ل113 دولة في العالم أن العسكر لا يؤمنون بالديمقراطية ولا يؤتمنون عليها، حدث ذلك في مصر والجزائر وباكستان وتركيا والأرجنتين وشيلي وسوريا ونيجيريا وغيرها، فأينما وجد العسكر لا توجد ديمقراطية. وكشف التصنيف الذي أعده "دافيد كامب بيل" من جامعة "كلاجنفورت" النمساوية، احتلال مصر المركز 108 على مستوى العالم، فيما جاءت كل من سوريا واليمن في المستويين قبل الأخير والأخير عالميًّا.
سحق الديمقراطية!
في مصر، وعقب إصرار "الضباط الأحرار" على الاستمرار في السلطة، والفتك بالإرادة الشعبية دون حدود، رغم أن من مبادئ الحركة التي قاموا بها عام 1952 كانت "إقامة حياة ديمقراطية سليمة" فإذا بهم يسحقون الديمقراطية ويدمرون إرادة الشعب ويبيعون له الوهم ويرسخون للاستبداد والديكتاتورية، وفي التصنيف الجديد لعام 2016 جاءت مصر في المرتبة السادسة عربيًّا و108 عالميًّا، في حين حلت كل من سوريا واليمن على التوالي في المرتبتين الأخيرتين.
وبالعودة إلى بدايات سحق الديمقراطية في مصر، يعترف خالد محيي الدين، أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة في مذكراته: "إن جمال عبد الناصر كان ضد الديمقراطية على طول الخط، وإنه هو الذي دبر الانفجارات الستة التي حدثت في الجامعة وفي جروبي ومخزن الصحافة بمحطة سكة حديد مصر".
ويؤكد "محيي الدين" أن عبد الناصر اعترف لعبد اللطيف البغدادي وكمال الدين حسين أنه هو من دبر هذه التفجيرات لإثارة مخاوف الناس من الديمقراطية؛ عبر الإيحاء بأن الأمن سيهتز، وأن الفوضي ستعم البلاد إذا مضوا في طريق الديمقراطية.
وهي نفس العقلية التآمرية التي قام العسكر بناء عليها بانقلابهم المشؤوم علي الديمقراطية في 3 يوليو 2013 والإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيًّا محمد مرسي.
وتصدرت تونس الدول العربية في مؤشر الديمقراطية، حسب أحدث تصنيف للديمقراطية في العالم، فيما تذيلت اليمن القائمة على الصعيدين العربي والعالمي في ظل غياب لافت للسعودية عن القائمة.
وجاءت تونس في المرتبة 66 دوليًّا والأولى عربيًّا، كما سجلت أعلى نسبة تطور إيجابي على الصعيد الدولي في مؤشر التطور الديمقراطي بعد تقدمها 36 درجة.
واحتلت الكويت المرتبة الثانية عربيًّا وال85 دوليًّا، فيما جاءت لبنان في المركز الثالث عربيًّا وال92 دوليًّا تلتها المغرب في المرتبة الرابعة عربيًّا وال99 دوليًّا، والبحرين بالمرتبة 5 عربيًّا و103 عالميًّا.
جدير بالذكر أن الانقلابات العسكرية في أنحاء العالم خلَّفت وراءها دماءً وأشلاء ودمارًا وفقرًا وجهلاً، والشعوب التي ما زالت خاضعة لحكم العسكر، مثل مصر، تعاني التخلف، وترجعت سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وعلميًّا، بعكس تلك التي تجاوزت مراحل الانقلابات العسكرية، واستعادت الديمقراطية، فتمكنت من التقدم، كما حدث في البرازيل والأرجنتين وتركيا وشيلي وإسبانيا وغيرها.