قالت تقارير إحصائية رسمية، إن تفاقم سعر الدولار في مقابل الجنيه المصري يعود إلى الانهيار في مصادره الرئيسية منها دخل السياحة، الذي وصل في 2014 إلى نحو 10.3 مليارات دولار، ثم تراجع في 2015، ليس بسبب حادث الطائرة الذي وقع في أكتوبر من 2015، فانخفض دخل السياحة إلى 6.5 مليارات دولار، في حين وصل دخل السياحة خلال الربع الأول في العام الجاري 2016 إلى نصف مليار دولار. كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن تراجع أعداد السياح الأجانب في مصر، بنسبة تصل إلى 45.5% خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأكدت الصحيفة أن الركود السياحي في مصر يزداد سوءا، مقارنة بالسياحة في دول الشرق الأوسط المجاورة لها في المنطقة. من جانبه، رأى المجلس العالمي للسفر والسياحة أن قطاع السياحة في مصر تعرض لضربات قاصمة سواء من المقاطعات الرسمية أو غير الرسمية على السواء. وأوضح المجلس العالمي للسياحة أهمية القطاع السياحي في إنعاش الاقتصاد المصري حيث أنه يشكل 11.4% من إجمالي الناتج المحلي، و10.5 % من نسبة التوظيف بإجمالي 2.6 مليون وظيفة. وقال ديفيد سكوسيل، الرئيس والمدير التنفيذي لمجلس السياحة والسفر العالمي: "لا تزال الكثير من خطوط الطيران تمتنع عن التوجه إلى شرم الشيخ، خاصة الخطوط الجوية البريطانية"، حيث أوضحت البيانات تسارعاً في معدل تراجع قطاع السياحة في مصر وانخفض معدل الرحلات الدولة بنسبة 28.9% خلال الربع الأخير من عام 2015. تقديرات حكومية من جانبه، قال الإنقلابي وزير المالية عمرو الجارحي أمس الأول 23-8-2016، إن حصيلة قطاع السياحة في بلاده تراجعت إلى 4.5 مليارات دولار في العام المالي الماضي 2015/2016، مقابل نحو 12 مليار دولار في سنوات ما قبل ثورة 25 يناير. ويبدأ العام المالي في مصر مطلع يوليو حتى نهاية يونيو من العام التالي، وفق قانون الموازنة المصرية. وأوضح الجارحي، في بيان صادر عن وزارة المالية اليوم، أن التراجع انعكس سلباً على نقص الموارد الدولارية وتوافر العملات الاجنبية للاقتصاد المصري، مشيراً أن الشهور ال 10 الأخيرة سجلت أسوأ فترة تأثرت بها السياحة منذ 15 عاماً الماضية. وكان الجارحي متفائلا مطلع أغسطس الجاري، وتحدث إن إيرادات السياحة المتوقعة هذا العام لن تزيد 5 مليارات دولار، وذلك مقارنة مع 6.1 مليارات دولار في 2015. واستنادًا إلى بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن عدد السياح الوافدين إلى البلاد تراجع إلى 2.328 مليون سائح في الشهور الستة الأولى من العام الجاري، مقابل 3.969 ملايين سائح خلال الفترة المناظرة من عام 2015. وأرجع الجهاز تراجع عدد السياح إلى مصر خلال النصف الأول من العام الجاري، إلى انخفاض أعداد السياح الوافدين من روسيا الاتحادية بشكل أساسي، إضافة إلى بريطانيا وألمانيا وإيطاليا. وشهدت مصر المثقلة بأعباء الدين زيادة في عجز الموازنة بلغت 37.5% سنويا خلال الربع السنوي الأول، بما اضطرها إلى اللجوء إلى صندوق النقد الدولي للحصول لطلب قرض قيمته 12 مليار دولار، حيث ساهم تراجع أعداد السائحين في نقص العملة الأجنبية، وفقاً للتقرير. وجاء تراجع حركة السياحة في أعقاب تفجير الطائرة الروسية التي أقلعت من منتجع شرم الشيخ بمصر في أكتوبر 2015. وزاد التفجير، الذي أودى بحياة 224 راكبًا وأفراد طاقم العمل وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" المسئولية عنه، من أوجاع قطاع السياحة الذي تغمره المخاوف جراء انعدام الاستقرار السياسي وأعمال العنف.