انتقد حازم حسني أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، سفاهة الحديث الذي أدلى به قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي للصحف القومية، قائلا إن "مرارته لم تتحمله". وقال في تدوينة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "جاء الجزء الثالث من حديث السيسى لرؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث بمثابة "طبة ميزان"، حديث ملىء بالشغت الذى يعمد بعض تجار اللحوم لإضافته بقدر ما تسمح به ذمتهم بغرض "تطبيب" الميزان، دون أن يكون لكبشة الشغت هذه أى فائدة غذائية نرجوها منها". وتابع: "تحدث السيسى عن أخبار سارة للمرأة المصرية التى لم يغب عنها - دون غيرها - هدف الحفاظ على بقاء الدولة، لكننا لم نعرف ما هى هذه الأخبار السارة، ولا نحن عرفنا أصلاً ما هى فكرة السيسى عن الدولة، وهل هى دولة الملك الشمس لويس الرابع عشر أم هى دولة مبارك المتنكرة فى ثياب جديدة تكشف كل عوراتها؟!". وأضاف: "ثم حدثنا السيسى مرة أخرى -دون أى خجل- عن نفس هؤلاء المصريين "البسطاء" الذين شاهدوه وهو "بيتمشى عادى" على كورنيش اسكندرية فأوقفوا الأوتوبيس الذى كانوا يستقلونه ليقولوا له "ما تخافش"، دون أن نعرف هو كان أوتوبيس نمرة كام، ولا حتى من كان مخرج اللقطة على غرار لقطة مسعدة وجوزها فى فيلم "طباخ الرئيس". واستطرد: "تحدث السيسى أيضاً عن الأفكار المبتكرة والخلاقة وغير التقليدية لحل المشكلات الجماهيرية، فهو على سبيل المثال طبق اقتراحاً لأحد أبناء القوات المسلحة بشراء المستلزمات الطبية بسعر الجملة، وربما بسعر المصنع، وهى كما نرى -ونستشعر من حديث السيسى وسياساته- حلولا مبتكرة لا نجدها على ما يبدو إلا لدى أبناء القوات المسلحة الذين -بهدف توفير المليارات- قد تفرغوا لإدارة مشتريات الدولة المصرية بسعر المصنع.. حلول عبقرية عبقرية، مافيش كلام، ولم يسمع عنها المدنيون من قبل!". واختتم: "أكتفى بهذا القدر، فالمرارة لم تعد تتحمل، وكم الشغت الذى امتلأ به الجزء الثالث من الحديث أكثر بكثير مما هو مسموح به فى أعراف وتقاليد محلات الجزارة، وهو فى كل الأحوال غير قابل للهضم، اللهم إلا فى بطون أولئك "البسطاء" الذين أكد السيسى أنه يلتقيهم، كبسيط مثلهم، فلم ير فيهم غضباً من سياساته كما يشاع زوراً وبهتاناً، وإنما هم "أذهلوه" بفهمهم ورضاهم ودعائهم.. وخلوا بالكم لو سمحتم من حكاية "فهمهم" دى لأنها تدى على لحمة تخفى حقيقة الشغت ودوره فى طبة الميزان!".