قال المحلل د.عصام عبدالشافى، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن "العسكر لن يترك السلطة بإرادته مهما كانت المبررات ومهما كان الانهيار في الأوضاع". وفصّل "عبدالشافي" في تصريح خاص ل"الخليج العربى" أسباب رؤيته، أولها أنه سبب هذا الانهيار، وثانيها أنه لا يعنيه هذا الانهيار، وثالثها أنه يعرف كيف يبتز داعميه، لأنهم في وضع ضعيف داخلياً وخارجياً، وداعموه ليسوا أكثر منه حرصاً على أمن مصر واستقرارها، ومن ثم أي تغيير داخل منظومة الحكم في مصر في ظل الانقلاب، لن تكون إلا بين العسكر. وتعليقا على أنباء عدم ترشح السيسى للرئاسة ثانية التى تداولتها وسائل الإعلام الأيام الماضية، قال: "هذا غير دقيق وغير وارد على الإطلاق إلا إذا أجبر فعلياً وحدث عليه انقلاب من داخل الجيش"، موضحا أن من جاء على رأس دبابة طمعا في السلطة التي لن يتركها إلا أمام ثورة شعبية حقيقية تنال من أركان النظام ومنظومته، أو رأس دبابة أخرى تتمتع بدعم أكبر مما يتلقاه صاحب الدبابة الأولى، مؤكدا أن هذه عقيدة العسكر ولن تتغير". ورأى "عبدالشافى" أن الأزمات التى يعانى منها المجتمع المصرى لن تؤثر على السيسى وتدفعه إلى عدم الترشح ثانية، قائلاً: "لا أعتقد هذا لأن السيسي لم يأتِ بإرادة شعبية حتى يحترم إرادة الشعب ويرحل عند الفشل في تحقيق إنجاز حقيقي علي الأرض، من جاء بانقلاب عسكري، يحكم بالقمع والقهر، ولا مجال بالمطلق لمراعاة احتياجات الشعب وإرادته". وعد فأخلف ومجددا بعد أن كتب تغريدة بأنه "لن يقاتل مجددا"، وتصريحاته للصحفى "ياسر رزق" الاثنين الماضي، حول إذا كان سيترشح لفترة رئاسية ثانية، فأكد أن ترشحه سيكون بشروط، كرر السيسي مخلفا وعده بعد أحداث 3 من يوليو 2013 أعلن عدم نية ترشحه للرئاسة وأنه ليس لديه أطماع شخصية، ثم خرج بعدها ليعلن ترشحه بعد رؤيته "تزايد شعبيته"؟!. واستغل السيسي أذرعه الإعلامية في الترويج لإرهاقه وعجزه، وأوحى إلى مصادر عن أنه "لن يترشح لفترة رئاسية ثانية، نتيجة لضغوط وصفتها بالكبيرة من جهات داخلية وإقليمية ودولية، تُمارس عليه خلال الفترة المقبلة لمنعه من الترشح مجدداً"، مثل تصريحات مستشار محمد بن زايد. وفى تغريدة له على حسابه الشخصى على "تويتر" قال الدكتور "طارق الزمر" رئيس حزب البناء والتنمية المصرى: يخطئ من يتوقع أن النظام الحالي يمكن أن يدير انتخابات رئاسية حقيقية إلا إذا كانت لاستبدال جنرال بجنرال". ومن جانبه، قال الإعلامى "جمال ريان" فى تغريدة له على حسابه الشخصى على "تويتر": يكثر الحديث هذه الأيام في مصر ودول إقليمية وعالمية عن جهود تبذل للبحث عن بديل للسيسي ولكن احذروا يا مصريين من إعادة تدوير السيسي بسيسي آخر". ومن الأسباب التي تجعل الكثيرين سواء في الداخل أو الخارج ومن معسكر الانقلاب نفسه يعتبرون ترشح السيسي لفترة رئاسية ثانية بمنزلة مغامرة ومقامرة وخيمة العواقب، وعلى رأسها؛ تفاقم الكثير من الأزمات الداخلية والخارجية على المستويات كافة، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وانسداد الأفق السياسي، منذ انقلابه العسكري على الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو 2013.