بدأ مستوطنون صهاينة وجماعات متطرفة، صباح الأحد، بتنفيذ اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى المبارك، في ما يطلق عليه الاحتلال بحسب التقويم العبري ذكرى "خراب الهيكل". ووصل عدد المستوطنين المقتحمين إلى 140، تقسموا عبر عدة مجموعات، اقتحموا المسجد على فترات مختلفة. وينتظر المئات من المستوطنين خلف باب المغاربة، تمهيدا لاقتحامهم للمسجد للانضمام إلى المجموعات السابقة. واقتحم عدد من ضباط الاحتلال ومن الوحدات الخاصة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأقصى، وانتشروا فيه لتأمين اقتحاماتٍ واسعة للمستوطنين.
ويشترط الاحتلال الصهيوني على الفلسطينيين، تسليم هوياتهم قبل الدخول للمسجد الأقصى، بحسب دائرة الأوقاف بالقدسالمحتلة. وكانت حثت منظمات صهيونية نشطاءها من الجمهور "الإسرائيلي" إلى المشاركة الفعالة في الاقتحام الجماعي للأقصى صباح يوم غد الأحد 14 أغسطس. واضطرت شرطة الاحتلال لإخراج أحد المستوطنين بعدما أوقفه حراس المسجد، حينما حاول أداء طقوس تلمودية فيه، بينما أخرجت قوات الاحتلال شابين من المسجد، لمشاركتهما في التصدي بصيحات وهتافات التكبير لهذه الاقتحامات. في الوقت ذاته، أغلق الاحتلال عددا من أبواب الأقصى أمام المصلين، شملت أبواب: الحديد، والقطانين، والملك فيصل، والمطهرة. وتنتشر أعداد كبيرة من العاملين في الأقصى من حُرّاس وسدنة في أرجائه، لمراقبة سلوك المستوطنين خلال جولاتهم الاستفزازية والمشبوهة برحابه. وكانت حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أن محاولات المجموعات اليهودية المتطرّفة لتنفيذ اقتحام جماعي للمسجد الأقصى هي استمرار لسعي الاحتلال الفاشل من أجل تقسيم الأقصى. وحمّل عضو المكتب السياسي للحركة عزّت الرّشق الاحتلال مسؤولية تواطئه مع مجموعات المتطرّفين وحمايتهم في تنفيذ هذه الاقتحامات الاستفزازية، وقال إن الشعب الفلسطيني لن يبقى مكتوف الأيدي، وسيدافع عن الأقصى. وأعلنت قوات الاحتلال عن تكثيف تواجدها وإجراءاتها العسكرية والأمنية في عموم مدينة القدسالمحتلة، وفي القدس القديمة ومحيط الأقصى خلال يومي السبت والأحد. وأغلقت قوات الاحتلال في ساعات المساء منطقة باب العامود (أحد أشهر أبواب القدس القديمة)، وشارع السلطان سليمان المجاور، لتأمين تدفق المستوطنين إلى البلدة القديمة، واختراق شوارعها وأسواقها، وحاراتها، باتجاه باحة حائط البراق، للمشاركة في احتفالات احياء "ذكرى خراب الهيكل". كما شنت قوات الاحتلال خلال الأيام الأخيرة حملة اعتقالات وإبعادات واسعة بحق مقدسيين، خاصة من سكان البلدة القديمة في القدسالمحتلة، وأصدرت قرارات بإبعادهم عن المسجد الأقصى أو القدس القديمة خوفاً من حدوث تصعيد.