كل سنة وانت طيب .. كل سنة وأنت حر .. هذه التهئنة الرقيقة بعثها صحفيون شاركوا أمس في الاحتفال بعيد ميلاد زميلهم حسن القباني المعتقل في سجون الانقلاب العسكري منذ أكثر من عام ، ورغم أن قضبانا وأسوار تفصل بينهم إلا أن هؤلاء الصحفيين قرروا ألا يفوتوا مناسبة مرور 32 عاما على ميلاد زميلهم المعتقل دون أن يحتفلوا به في بهو النقابة التي طالما شارك فيها مناضلا في الكثير من الفعاليات الرافضة للظلم والمطالبة بالحرية للصحفيين والشعب المصري. ولم تمنع ظروف الاعتقال زوجة "حسن" آية علاء حسني من شراء "التورتة" التي اعتادت عليها كل عام ، إلا أن الاختلاف كان في العبارة التي زينت "التورتة" وهي "أطلقوا سراح سجين الصحافة حسن القباني" ، والتي اضطرت لتقطيعها دون أن يشد زوجها على يديها ليساعدها في التقطيع دون أن تهدر جزءا كبيرا منها.
كما اضطرت إلى حمل ابنتيها "شهد وهيا" لالتقاط صورة فوتوغرافية إلى جوار صورة والدهما المغيب خلف القضبان لأنه رفض بيع قلمه للانقلاب . الكلمات التي ألقيت في الحفل البسيط الذي فضلت الأسرة أن تقيمه بالنقابة مساء السبت ، عبرت عن تضامن كامل ، دون يأس ، مع الصحفي المعتقل وزملائه ، إضافة إلى التأكيد بأن "الصحافة ليست جريمة" ، رغم محاولات التكميم التي لا تنتهي ، والتي كانت آخرها دعوى فرض الحراسة التي رفضت اليوم . قدمت للحفل إيمان محروس ، زوجة الصحفي المعتقل أحمد سبيع ، وألقى الكلمات كل من أحمد عبد العزيز عضو لجنة الحريات بنقابة الصحفيين ، والصحفي أبو المعاطي السندوبي ، وعمر جابر والدكتورة منار الطنطاوي زوجة الصحفي المعتقل هشام جعفر ، والتي دارت حول تهنئة الصحفي حسن القباني بيوم ميلاده ، متمنين أن يتم الاحتفال به قريبا بعد خروجه من المعتقل.
كما نددت بتجاهل نقيب ومجلس نقابة الصحفيين الفعاليات التي تقيمها رابطة أسر الصحفيين المعتقلين إحياء لقضايا أزواجهن ، وسعيا في إطلاق سراحهم وعودتهم لممارسة المهنة التي أحبوها وتمسكوا بها رغم القمع الذي يمارس ضدهم بسبب آرائهم