يجني الانقلاب العسكري ثمار فساده المتراكم و"خيبته الثقيلة" بسقوط متسارع في الأداء الاقتصادي لاسيما قطاع السياحة ، وعلى طريقة "غطيني وصوتي" يستخدم أسلوب التعتيم و"حظر النشر" لإخفاء فشله ، لكن "رائحته" السيئة تفضحه أكثر . فقد كشفت نسب التراجع السياحي في مصر عن أرقام مفزعة من الخسائر حيث تراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 48.7%، والتي وصلها 1.575 مليون سائح خلال الثلث الأول من العام 2016 "يناير / إبريل" فيما تداولت أنباء أن الربع الثاني وصلت خسائره إلى 59.9 %، وسارع الانقلاب إلى التعتيم على الخبر وحظر نشره.
وأرجع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ، في بياناته، تراجع عدد السياح إلى مصر خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري، إلى انخفاض أعداد السياح الوافدين من روسيا الاتحادية.
وعلقت موسكو رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ ، عقب مقتل 224 شخصاً معظمهم روس، إثر تحطم طائرة روسية فوق سيناء نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2015، ومنذ ذلك التاريخ تراجعت حركة السياحة إلى مصر بشكل كبير.
ومطلع الشهر الماضي، اعتمد مجلس وزراء الانقلاب محاور التحرك العاجلة لاستعادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، والتي تهدف إلى جذب 10 ملايين سائح بنهاية عام 2017، من الأسواق السياحية المستهدفة.
كما كشفت صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية في يناير الماضي تراجع عدد السياح في شرم الشيخ لأكثر من 85 % مع استمرار تقديم السلطات الروسية والبريطانية النصائح لمواطنيها بعدم زيارة هذا المنتجع الواقع على البحر الأحمر. وقالت الصحيفة إن ” حال السياحة في أصبح يرثى لها، وتواصل معاناتها إثر توقف المسافرين فجأة عن زيارة البلاد، بعد تحطم طائرة ركاب روسية فوق سيناء في أكتوبر الماضي”. وأشارت الصحيفة إلى أن الغرب ما زال لا يثق في قدرات مصر على تأمين مطارتها. وأكدت أن وزارة الخارجية البريطانية مازالت تنصح المسافرين بأن تهديد الإرهاب مرتفع في إقليم سيناء، وتخبرهم أن شركات الطيران البريطانية لم تعد تقوم بتسيير الرحلات الجوية إلى هناك.
وقالت الوزارة عبر موقعها على الإنترنت: “ننصح بعدم السفر جوا من وإلى شرم الشيخ إلا للضرورة القصوى”.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد تحطم الطائرة اتخذت وزارة الخارجية البريطانية ترتيبات خاصة للمواطنين البريطانيين بالعودة بأمان لكن هذه الإجراءات انتهت في نوفمبر.
كما تقدم السلطات الروسية لمواطنيها نصائح مماثلة، ما أدى إلى هذا الانخفاض الكبير في عدد السياح بهذا المنتجع الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة. وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: “رغم أن مصر بحاجة ماسة لإعادة إحياء صناعة السياحة المتدهورة، لم يملك الغرب الثقة في قدرة البلاد على توفير الأمن الكافي للمطارات”. السياحة تلفظ أنفاسها
وكانت صحيفة "إنترناشونال بزنس تايمز" الإلكترونية الأمريكية قد قالت في مارس الماضي إن صناعة السياحة المصرية تلفظ أنفاسها الأخيرة٬ مشيرة إلى أن القطاع تلقى في الآونة الأخيرة سلسلة من الضربات الموجعة التي كان لها بالغ الأثر على السياحة الوافدة من الخارج.
وفي تصريحات صحفية أكد سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة أن نسب الإشغالات ما زالت ضعيفة٬ خاصًة بالأقصر وأسوان٬ حيث لا تتعدى نسبة الإشغالات بالأقصر وأسوان ال10 .%أما السياحة الشاطئية٬ فهي أفضل حالا من الثقافية٬ حيث تتراوح نسب الإشغالات بالغردقة ذ من 50 %إلى 60 %وتصل أحياناً إلى 70%٬ بينما في شرم الشيخ تتراوح ما بين 40 و50%٬ مضيفا: "وعلى الرغم من ارتفاع نسب الإشغالات بهذه المناطق إلا إنها ضعيفة جداً٬ مقارنة بعام الذروة عام ٬2010 الذي وصل به عدد السائحين إلى 15 مليون سائح".
حكومة الحظر
وخوفا من المزيد من الفضائح ، تعتمد إدارة الانقلاب العسكري الفاشلة على فرض حظر النشر في معظم القضايا ، وقد سبق وحظر النشر في 27 قضية أخرى منها اقتحام السجون ومحاكمة المخلوع مبارك المؤجلة وهزلية "تخابر" الرئيس الشرعي محمد مرسي، وقضية موانئ بورسعيد وحادث الضبعة وانتخابات الرئاسة وتسريبات الإخوان ، والتخابر مع حماس، وموانئ شمال سيناء وشيماء الصباغ ، وكذلك قضية أنصار بيت المقدس ومقتل محامي المطرية وقضية الآثار الكبرى والقضية 250 أمن دولة واغتيال النائب العام وقضية الرشوة الجنسية وفساد وزارة الزراعة.
كما حظرت حكومة الانقلاب النشر في قضية الفوج السياحي المكسيكي وشهود الأمن الوطني وقضية هشام جنينة ومحطة الضبعة وقضاة بيان رابعة وتظاهرات 25 أبريل.