عبرت أغلب المنظمات الحقوقية الإقليمية منها والدولية بالقلق من "تنامي اعتقال الصحفيين المصريين"، واعتبر الصحفي جمال عبد الرحيم، السكرتير العام لمجلس نقابة الصحفيين من أن "تعيين السيسي لرؤساء تحرير الصحف القومية يتنافي مع مبادئ استقلال الصحافة"، ورغم ذلك فإن "السيسي" يلتقي وفد الصحفيين العرب مدعيًا النهوض بمهنة الصحافة، وداعيًا الصحفيين لالتزام "آداب المهنة" وعدم ترويج الإشاعات والأخبار الكاذبة"! فيما يعلن مصطفى بكري أن "السيسي "مُحبط" من الصحافة والإعلام"!. مرصد الانتهاكات
يذخر الشهر الواحد في ظل الانقلاب العسكري بعشرات الحالات من الانتهاكات والقمع الذي يمارسه الانقلابيون بحق الصحفيين، في ظل صمت من النقابة على شريط الانتهاكات والقمع بحق أعضائها، ولعل أبرز تلك الممارسات؛ استمرار حبس 93 صحفيا وفق المرصد العربي لحرية الإعلام، فضلاً عن المنع من التغطية واحتجاز الصحفيين كما تم في وقفة "رابطة أسر المختفين قسريا" أمام المجلس القومي لحقوق الإنسان، إضافةً لتسريح صحفيين آخرين وغلق مؤسساتهم ووصل عدد المسرحين إلى 250 صحفيًا حيث سرحت البوابة نيوز 120 محررا ومراسلا بواقع نصف صحفييها، علاوة على تكميم الأفواه.
وبرصد بسيط خلال الأيام السابقة؛ منعت جريدة الشروق في 24 يوليو الماضي مقالا للكاتب الكبير فهمي هويدي، وأيدت حكما على عضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق مجدي حسين بخمس سنوات حبس، وتجديد حبس الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا 15 يوما، إضافة لحظر النشر في توقيت متزامن حول أزمة الدولار وتخطية حاجز 13 جنيها.
قال المصورالصحفي بلال دردير محمد إنه "فر الى خارج مصر بعد ان صدر ضده حكما غيابيا بالحبس 15عاما لقيامه بتصويرمظاهرة فى ديسمبر 2014". مؤكدا أنه فر الى ماليزيا خوفا من مصير مشابه لزميله المصور الصحفي”محمود شوكان” المعتقل احتياطيا منذ ثلاثة سنوات في في قضية "غرفة عمليات رابعة" مع فقدان ثقته التامة بعدالة القضاء المصري.
وأضاف دردير في رسالة منه إلى المرصد العربي لحرية الاعلام "فرارى منعنى من عمل اعادة الاجراءات لأن ذلك سيتطلب إنى أسلم نفسى وأحط نفسى تحت رحمة القاضى".
منع هويدي
ولعل أبرز الأحداث التي يعاني منها الصحفيون في ظل الإنقلاب، تواصل تأميم الصحف والقضاء علي حرية الرأي والتعبير وتحويل الصحف القومية والخاصة والحزبية الي دكاكين ناطقة بما يريده عباس كامل مدير مكتب السيسي.
بعدما ضاقت صحف "الشروق"، ورفض صحف أخرى نشر مقال فهمي هويدي: "أبو الغيط إذا تكلم"، ووجه هويدي فلي المقال انتقادا لأحمد أبو الغيط وزير خارجية مبارك لمدة 7سنوات، رغم ما اعترف به بلسانه أن "ثورة يناير مؤامرة، والربيع العربي كله مؤامرة".
كما منعت "الشروق" نشر مقال للدكتور عمرو حمزاوي، ومنعت الأهام مقالا لكارم يحيي الصحفي بالجريدة ورفضت نشر مقالات أخرى له.
حبس الصحفيين
وقبل أيام، قضت دائرة 28 إرهاب شمال الجيزة، برئاسة المستشار محمد نافع، الثلاثاء الماضي، حبس الكاتب الصحفي مجدي حسين، رئيس تحرير جريدة الشعب، 5 سنوات لاتهامه بالترويج لأفكار متطرفة تضر بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي للبلاد.
وقال مجدي حسين، إنه "فوجئ فور قرار إخلاء سبيله بإحدى قضايا التحريض على التظاهر، بعد حبسه إحتياطيا في قضية لم تشكل ولم تحال إلى المحكمة، بصدور 5 أحكام غيابية رغم وجوده في سجن طره".
وأضاف حسين للقاضي، أنه يعمل صحفي ويعاقب على رأي تم نشره في جريدة الشعب التي يرأسها وساقتها التحريات بطريقة مثيرة للسخرية تدعي تحريفًا لسورة "يس" وازدراءً للدين الإسلامي.
وأول أمس، جدد قاضى المعارضات بمحكمة شبرا الخيمة حبس عمرو بدر ومحمود السقا 15 يومًا على ذمة التحقيقات فى الاتهامات الموجهة إليهما بنشر شائعات كاذبة والتحريض على التظاهر ومحاولة قلب نظام الحكم.
كانت المحكمة قد رفضت الاستئناف المقدم من المتهمين على قرار حبسهما بنفس الإتهامات.
خطف صحفيين
من جانبها، أصدرت رابطة اسر المختفين قسريا بيانا بشأن اعتداء قوات الأمن علي الصحفيين 26 يوليو، الذين قاموا بتغطية وقفة امام المجلس القومى لحقوق الانسان للتنديد بعدم تحركه للضغط على النظام لكشف معلومات عن اماكن اعتقال ذويهم واحتجاجا علي تقريره الصادر بشأن الاختفاء القسري.
وأدان البيان قيام عدد من أفراد الشرطة باعتراض الصحفيين الذين حضروا لتغطية الحدث واصطحابهم الي مبني مديرية أمن الجيزة في الجهة المقابلة للمجلس بحجة الاطلاع علي هوياتهم، رغم أنه كان يكفي الاطلاع عليها اثناء أدائهم لرسالتهم المهنية، ولم يتم صرفهم إلا بعد انتهاء الفعالية؛ ما عطلهم عن أداء رسالتهم ومهنتهم في نقل الحقيقة إلي عموم الناس .
"بوابة" عبدالرحيم
من ناحية أخرى، قامت مؤسسة "البوابة نيوز" المملوكة لعبد الرحيم علي، بتسريح أكثر من 120 صحفيًا الأربعاء 27 يوليو، وذلك بعد أن تم إبلاغهم بشكل مفاجئ مساء أمس، مع تحذير لهم بعدم الحضور إلى المؤسسة حيث سيتم تعامل أفراد أمن المؤسسة معهم.
وتعتزم إدارة المؤسسة، فصل عددٍ آخر من الصحفيين مع نهاية الشهر المقبل، في ظل رغبة الإدارة بتقليص عدد العاملين بالمؤسسة الذي يزيد عن 400 شخص، وذلك ضمن خطة دمج وتطوير داخل المؤسسة.
وسرحت مؤسسة "دوت مصر" نحو 90 صحفيًّا منذ أيام، وكذلك فعلت "الوطن" ومؤسسات أخرى وسرحت 40 صحفيًّا بنفس الفترة وتخفيض مرتبات الباقين.
إعدام الصحفيين
ووقع القضاء أقسى عقوبة وهي الإعدام الجماعي لأربعة من الصحفيين لأول مرة في تاريخ مصر، فضلاً عن اعتقال إثنين من الصحفيين والحكم بالحبس علي ثلاثة آخرين فقط في يونيو.
إضافة لاعتداءات بشكل جماعي علي الصحفيين أثناء ممارسة أعمالهم، خاصة أثناء تغطية مظاهرات طلاب الثانوية العامة أمام وزارة التربية والتعليم ، والاعتداء علي العديد من الصحفيين والتحرش الجنسي ببعض الصحفيات، وكذلك الاعتداءات الفردية التي شملت الضرب بقطع خشبية لأحد الصحفيين من ضباط الأمن، فضلا عن تمزيق ملابس للصحفيين من قبل حراس لشخصيات عامة ومصالح ومنشأت فضلاً عن منع تغطية الصحفيين محاكمة نقيبهم وزميليه أعضاء المجلس.
واعتدت إدارة سجن برج العرب في علي مصعب حامد الصحفي بجريدة الحرية والعدالة و450 سجينًا آخرين بسجن برج العرب بسبب إضرابهم عن الطعام احتجاجًا علي الاعتداءات علي المعتقلين خاصة طلاب الإسكندرية.