رفض الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب العسكري، الاتصال بالطالبة الأولى على الثانوية العامة، أميرة إبراهيم عراقي لإبلاغها بالنتيجة، على الرغم من إجرائه اتصالا هاتفيا بكافة الأوائل على الهواء مباشرة خلال المؤتمر الصحفي لإعلان النتيجة، وسبب ذلك هو كون الطالبة ابنة أحد المعتقلين السياسيين الرافضين للانقلاب العسكري. وقالت الطالبة أميرة: إن "الوزير لم يهاتفها كما هاتف باقي الطلاب الأوائل"، مضيفة أن "هذا غير مستغرب من الحكومة بعد أن سجنوا والدها بتهم ظالمة". وكانت الطالبة أميرة عراقي- ابنة المعتقل الدكتور إبراهيم عراقي، الحاصلة على المركز الأول "مكرر" على مستوى الجمهورية فى الثانوية العامة- قد وجهت، عبر بوابة الحرية والعدالة، رسالة خاصة لجميع الطلاب المعتقلين في سجون الانقلاب، قالت فيها: "أوجه رسالة تثبيت ومؤازرة لكل إخواني الطلبة المعتقلين الذين هم في ظروف أصعب مني جدا، وأحيي الثوار في كل مكان لأنني تعلمت منهم الإرادة والمثابرة". كما وجهت "أميرة" رسالة أخرى إلى الذين اختطفوا أباها منذ أكثر من عامين، ووضعوه في غياهب السجون ظلما وعدوانا، قالت فيها "سنظل ثابتين ولن نلين، وسنبذل قصارى جهدنا في رفعة مصر وعودتها إلى ريادتها وعلو شأنها حتى يندحر الانقلاب". وقالت أميرة، في تصريحاتها الخاصة: "الشكر لله عز وجل على ما أنعم به علي، ثم الشكر لأمي وإخوتي وبابا طبعا على نصائحه وتثبيته لي خلال سنتين ونصف في معتقله". ولم يمنع الظلم الذي تعرضت له أسرة أستاذ المسالك البولية والكلى بجامعة المنصورة الدكتور إبراهيم عراقي- الصادر بحقه حكمٌ بالمؤبد في 18 مايو 2015 على خلفية اتهامات بالانتماء لجماعة محظورة، والتحريض على الاعتصام بميدان رابعة العدوية- ابنته من تصدر قائمة أوائل الثانوية العامة في مصر، بحصولها على المركز الأول علمي، وذلك بعد أن تمكنت من حصد 309.5 بنسبة بلغت 99.5 في المائة. وقضت أميرة الثلاثة أعوام الماضية التي أعقبت الانقلاب العسكري متنقلة ما بين قاعات المحاكم وسجني جمصة والمنصور العمومي، خلف والدها الذي أُلقي القبض عليه للمرة الأولى في ديسمبر 2013، لكنها استطاعت أن تهزم الظلم وظروف المعيشة الصعبة، خاصة بعد أن أصدرت محكمة مصرية قرارا بالتحفظ على أموال العائلة، وكذلك قيام جامعة المنصورة بوقف مستحقات والدها المالية منذ الحكم عليه، لتتصدر قائمة المتفوقين على مستوى الجمهورية. وفي تقرير حقوقي سابق، روت أميرة- لمندوبي منظمة إنسانية للحقوق والحريات- تفاصيل اعتقال والدها، موضحة أنه تم القبض عليه مرتين؛ الأولى في أحداث فض رابعة وأفرجت عنه محكمة جنايات بكفالة في ديسمبر2013، مع التحفظ على ممتلكاته، ليعاد القبض عليه مرة أخرى في 10 يناير2014 أثناء خروجه من أحد المساجد، متسائلة: "ماذا فعل والدي؟ بدلا من توقير العلماء وتقديرهم يتم اعتقالهم وتوجيه تهم لهم دون أدنى حق، وتم توجيه قضيتين وتوجيه العديد من التهم إليه". وأضافت أن والدها مصاب بالضغط المرتفع، فضلا عن إصابته بمشكلة في الأسنان، ورغم ذلك لا توفر الرعاية الطبية له، ورغم محاولتهم إدخال العلاج له إلا أن إدارة السجن رفضت. وتؤكد أن أسرتها تعيش حالة من المعاناة، خاصة بعد التحفّظ على أمواله ومنْع الراتب، ومطالبة إدارة الجامعة برد الأموال التي تم استلامها بعد اعتقاله، "مع أنها قانونا من حقنا"، على حد قولها.