أكدت صحيفة عبرية أن الدول العربية على قناعة بأن هدف زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للدول الإفريقية خلال الأسبوع الماضي ترمي لتعميق التحالف الأمني والاستخباري مع مصر وتجنيد دول أخرى للانضمام إلى هذا التحالف، ولحل المشكلة التي تقضي مضاجع السيسي هي الجفاف، الذي ينتاب مصر جراء شح المياه. وقالت صحيفة "معاريف" إن "انخفاض منسوب مياه النيل يزيد من أزمة المياه في مصر، مؤكدة أن المصريين يرون أن إسرائيل تسعي إلى سرقة مياه نهر النيل". وذكر مراسل "معاريف" أن المعارضين لرواية الغرام "المصرية-الصهيونية" يشيرون إلى دور لشركات تل أبيب في بناء سد النهضة الإثيوبي، على الرغم من أن دور هذه الشركات ليس واضحًا تماما، حسب رأيه. واستعرض المراسل التفاتهم إلى أن زيارة نتنياهو لإفريقيا اقتصرت على الدول ذات العلاقة بالنيل؛ مثل إثيوبيا، وكينيا والسودان، كدليل على أن تل أبيب تسعى لخلق تحالف مع تلك الدول من أجل السيطرة على المياه. وأشارت الصحيفة إلى أن موضوع المياه يعتبر في مصر قضية أمنية، لحاجة 90 مليون مصري لها. وذكرت أن تكلفة مشروع سد النهضة الإثيوبي تصل إلى 7 مليارات دولار، ويفترض أن يوفر 6 آلاف ميغاوات من الكهرباء لإثيوبيا، ولكن في موازاة ذلك -حسب الحجة المصرية- فإنه يساعد على جفاف النيل. أزمة تاريخية واستفاضت الصحيفة في استعراض نبذة عن وضعية النيل في ظل من تولوا رئاسة مصر، وقالت إن الرئيس أنور السادات قال عام 1979 إن المياه هي الأمر الوحيد الذي سيجعل بلاده تخوض حربا، وأن وريثه في السطة مبارك أدلى بتصريحات أشد، والتي وجهت بصورة مباشرة لإثيوبيا، ونبهت إلى أنه في عهد الرئيس محمد مرسي، تابعت قول "إن مصر تدرس إمكانية تفجير السد بقصف جوي". وأسهبت الصحيفة العبرية في تجلية أسباب خلاف مبارك مع إثيوبيا منذ عام 1995، على خلفية محاولة اغتيال مبارك، إبان توجهه إلى إثيوبيا للمشاركة في اجتماعات اتحاد الدول الإفريقية، وذكرت الجريدة أن معارضي مبارك اتهموه بإهمال العلاقات مع إفريقيا. تفريط السيسي كما أفاضت الصحيفة في أن "السيسي" لم يفلح في حل المشكلة، وقالت إنه "سارع للاجتماع مع الرئيس الإثيوبي في نيويورك، ثم بدأ المسئولون الإثيوبيون في استئناف العلاقات بين الدولتين". واستضاف السيسي في مصر وفدا رفيع المستوى من السودان من أجل إقامة مشروعات مشتركة حول النيل. وفي أغسطس 2015، توجه السيسي لزيارة تاريخية في السودان من أجل حل مشكلة المياه، وتم التوقيع على الاتفاقيات في صورة احتفالية، بيد أن المشكلة نفسها لم تحل، فالإثيوبيون لا يزالون يتحكمون بضخ المياه، ولا يبدو أنهم يعتزمون رفع يدهم عنها". ونسبت "معاريف" إلى ناجي الرطيبي مساعد وزير الخارجية المصري السابق قوله في مقابلة بصحيفة المصريون: أن إسرائيل لم تشارك في بناء السد، بل إن الصين وإيطاليا هما اللتان بنتاه. وتحدث عن التحالف القوي بين مصر وإسرائيل، وقال: "القاهرة وتل أبيب تقيمان علاقات متميزة حاليا، وأن مصر لا تخشى قيام إسرائيل بأية عمليات سرية في إفريقيا. صلف إثيوبي وقالت الجريدة إن البرلمان الإثيوبي اتخذ قرارا عام 2013 ينص على تغيير اتفاقية تقسيم مياه النيل والتي وقعت في الثلاثينات من القرن الماضي. ويقول الإثيوبيون إن الاتفاقية تمنح أفضلة في تقسيم مياه النيل للسودان ومصر، وأن هذه الاتفاقية لم تعد تناسب الواقع الحالي، وطرح البرلمان الأثيوبي مخططا لبناء سد على مصادر النيل الأزرق وقد أدى بناء السد إلى تباطؤ تدفق المياه لمصر، مما أدى إلى المساس بقطاع المياه المصري الذي يعتمد بصورة أساسية على النيل.