وسط مستنقع البذاءة الذي طفح في مجاري دراما رمضان والأعمال التي حملت "+ 18" متجاهلة قدسية الشهر الفضيل، تفلتت 3 دقائق من بين الصورة السوداوية لتلخص الصراع الأزلي بين العسكر والثورة فى معركة أوشك الميدان على حسمها لصالح الدولة المصرية. المشهد على بساطته ورغم المحاولة المستميتة لإظهار أذرع العسكر من مليشيا الداخلية فى ثوب الضابط العاقل الذى يتحاور مع الشباب على خلاف الحقيقة المأساوية التى توثقها صرخات المعتقلين خلف أسوار المعتقلات، إلا أنه رصد حقيقة الصراع بين دولة الفاشية التى ترعبها الكلمة وتزلزل أركانها الانتقادات وترتعد فرائصها أمام حراك الأحرار في الشوارع، وبين مستقبل مصر الذي انطلق من رحم مواقع التواصل الاجتماعي إلى رحابة الميادين.
ولأن محاولة البحث عن اسم العمل الدرامي أو سبر أغوار السيناريو لم تكن لتضيف قيمة إلى الحوار الثري بين الحق والباطل، خاصة وأنه ربما يرصد مشهدًا يوميًّا يجري فى مقار احتجاز الانقلاب فى ظروف مغايرة وملابسات متباينة، إلا أن جسد حقيقة دولة باتت الانضمام فيها إلى منظمات حقوق الانسان اتهام والدفاع عن مصرية التراب الوطني جريمة تستوجب العقاب.
المشهد الذى تجاوز الدقائق الثلاث ب29 ثانية فقط، وثق صلابة الشباب الثوري فى مواجهة فاشية العسكر والتمسك بالحق فى الحرية وتحرير الوطن من عصابة الجنرالات، بينما فى المقابل تتمترس الدولة البائسة خلف اتهامات معلبة وانجازات وهمية وفوبيا من قادم معلوم ترتسم ملامحه على مواقع التواصل وبات يلوح في الأفق المنظور.