كشفت صحيفة داعمة للانقلاب العسكري عن بدء إثيوبيا فعليا في منع المياه عن مصر ابتداء من يوليو المقبل. وأوضحت صحيفة "البوابة" في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن أديس أبابا سوف تبدأ فعليا في حجز 14 مليار متر مكعب من حصة مصر والسودان من مياه النيل، في إطار بنائها سد النهضة وملء البحيرة التي أمامه. وتأتي هذه التطورات الكارثية في ظل عجز فاضح من جانب سلطات الانقلاب وإقرار بأن السد بات واقعا لا يمكن إنكاره ، وسط دعوات من خبراء مصريين إلى تدويل الأزمة، حفاظا على حقوق مصر في مياه النيل. وقالت الصحيفة إنها تمكنت من التقاط صور لبحيرة التخزين أمام سد النهضة، مؤكدة بدء عملية التخزين قبل افتتاح المرحلة الأولى من الإنشاءات في الشهر المقبل. وتوضح الصور التي تم التقاطها من على متن الطائرة الإثيوبية أثناء تحليقها فوق البحيرة، وقبل هبوطها في مطار أديس أبابا، بحسب "البوابة"، بدء عملية التخزين الفعلي للمياه أمام سد النهضة بالبحيرة التي تمتد لمسافات طويلة. ونقلت الصحيفة المصرية عن مصادر إثيوبية تأكيدها الانتهاء من 70% من أعمال السد، وأن المرحلة الأولى ستشهد تشغيل "توربينين" تم تركيبهما بالفعل، لإنتاج ألفي ميجاوات من الكهرباء، قبل افتتاح المرحلة الأولى في الشهر المقبل. وأضافت المصادر الأثيوبية أن إثيوبيا تسعى إلى توفير التمويل لتركيب بقية التوربينات البالغ عددها 60 توربينا مع حلول عام 2017، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى من التخزين ستخصم 14 مليار متر مكعب من حصة مصر والسودان في خلال السنة المائية التي تبدأ في يوليو المقبل. وأشارت إلى أن مصر والسودان سوف تتقاسمهما طبقا لاتفاقية 1959، التي تنص على تحمل البلدين أي نقص في واردات مياه النيل، مضيفة أن نقص المياه سيشكل تهديدا للزراعات السودانية القائمة على الفيضان في الجزر النيلية، وكذلك على توليد الكهرباء من سدود الرصيرص وجبل الأولياء وسونار. وأوضحت أن توليد 6 آلاف ميغاوات من الكهرباء عن طريق استغلال تدفق مياه النهر، الذي يقدر في المتوسط بنحو 1500 متر مكعب في الثانية، يتطلب عمليا خصم هذه الكمية من المياه. وقالت إن المشروع يتكون من سد رئيس من الخرسانة المضغوطة والسد الفرعي على المناطق المنخفضة المجاورة للخزان لمنع غمرها بالمياه، ومحطتين لتوليد الطاقة الكهربية، ومنطقة تحويل بطاقة 500 كيلو فولت، إضافة إلى المفيض، بسعة تخزين 74 مليار متر مكعب عند مستوى الإمداد الكامل، ويغطي مساحة 1680 كيلومترا مربعا سيتم استخدامها بشكل أساسي في توليد الطاقة الكهربية. وأشارت المصادر الإثيوبية، وفقا للصحيفة المصرية أيضا، إلى بدء تشييد خط تحويلي بطاقة 400 كيلو فولت لإمداد المشروع بالكهرباء اللازمة من مشروع نهر بيليس الكهرومائي غرب إثيوبيا، ويعد أحد روافد النيل الأزرق، على أن يتم استخدامه لربط الكهرباء من سد النهضة عند بدء توليدها بالشبكة القومية، إضافة إلى خطوط تحويل بطاقة 500 كيلو فولت للربط سيتم تشييدها كمشروع منفصل.