لافتة مع معتقل "الرئيس مرسي يهنئ الشعب بحلول شهر رمضان واصلت محكمة جنايات القاهرة، اليوم الثلاثاء، نظر ثامن جلسات القضية الهزلية المعروفة إعلاميا ب"مذبحة فض اعتصام رابعة العدوية"، والتي يحاكم فيها 739 من رافضي الانقلاب العسكري، على خلفية اتهامهم بارتكاب جرائم التجمهر في اعتصام رابعة العدوية، للاعتراض ورفض الانقلاب العسكري الذي وقع في البلاد في 3 يوليو 2013. وقبل بدء جلسة اليوم، ظهر أحد المعتقلين وهو يحمل لافتة مكتوبا فيها "الرئيس مرسي يهنئ الشعب بحلول شهر رمضان"، فيما تبادل قيادات جماعة الإخوان المسلمين السلامات والقبلات فيما بينهم، كما ردد بعضهم هتافات للترحيب بمرشد الجماعة د. محمد بديع عقب دخوله قفص الاتهام، وعقب ذلك أمّ "بديع" باقي المعتقلين المتواجدين داخل القفص في صلاة الظهر. وعقب بدء الجلسة، عرضت المحكمة على عضو مجلس الشعب والقيادي بحزب الوسط، عصام سلطان، والمعتقل في القضية، الأحراز الخاصة به والتي كانت عبارة عن مجموعة من الأوراق وبعض الأموال التي كانت بحوزته لحظة اعتقاله. وبعد مطالعتها رد "سلطان" على المحكمة قائلاَ، "فلوسي يا سيادة القاضي لازم أعدّها قرش قرش.. أصل كان معايا فلوس أكتر من كدا راحت فين؟". وبعد ذلك استمرت المحكمة في عرض أحراز القضية دون أن تحدد اسم المعتقل في القضية التي تخصه هذه الأحراز، وهو ما أدى إلى نشوب مشادة كلامية حادة ومشاحنات بين أعضاء هيئة الدفاع، وبين القاضي، خاصة مع تجاهل القاضي هيئة الدفاع التي طلبت أكثر من مرة تحديد اسم المعتقل التي تخصه الأحراز التي تعرض تباعا. وقرر الدفاع بأن المحكمة تتجاهل قرارهم وتستكمل الجلسة، دون إخبارهم بمن المعتقل صاحب هذا الحرز، مطالبين المحكمة بالإعلان عن اسم صاحب هذا الحرز، إلا أن القاضي رد قائلًا موجها حديثه لأحد أعضاء هيئة الدفاع، "إنت بتهيّج المحامين، وأنا مش هنفذلك طلبك وهمنعك من حضور الجلسة"، فرد الدفاع "ده مطلب جموع المحامين الحاضر وإنت لا تطبق القانون في الإجراءات المتبعة وإثبت في محضر الجلسة واقعة رفضك لتحديد صاحب الحرز". وقد حدثت حالة من الصياح بين أعضاء الدفاع والمحكمة، مما دفع القاضي إلى الاستعانة بقوات الأمن من عناصر قوات الأمن المركزي، لتأمين هيئة المحكمة ومنع حدوث أي حالات شغب، وتوقفت المحاكمة لمحاولة احتواء الموقف. وخلت قائمة الاتهام من رجال اﻷمن والجيش، الذين أشرفوا ونفذوا عملية فض الاعتصام، التي خلفت أكثر من ألف قتيل، من المعتصمين المدنيين السلميين في أكبر مذبحة شهدها التاريخ المعاصر. وتضم القائمة العشرات من علماء الدين والشيوخ وأساتذة الجامعات والأطباء وأئمة المساجد والمهندسين والمحامين والصيادلة والطلاب وعددا من المسئولين إبان حكم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وغيرهم من فئات المجتمع. ويحاكم المتهمين في القضية رغم كونهم معتدى عليهم، وارتُكب بحقهم أكبر مذبحة في التاريخ المعاصر في مصر، خلال عملية مذبحة فض اعتصام رابعة العدوية، ورغم سقوط أقارب وأهالي وأصدقاء ومعارف المتهمين إلا أن السلطات المصرية لم تكتف بالانقلاب على الشرعية والمذبحة الدموية بل وحولت ذويهم إلى متهمين وجناة وأحالتهم للمحكمة. وتنظر القضية أمام دائرة المستشار حسن فريد بمحكمة جنايات القاهرة، والتي سبق أن أصدرت أحكاما في قضية خلية الماريوت وأحداث مجلس الشورى، والمعروف بمواقفه العدائية ضد رافضي الانقلاب العسكري.