ولد المستشار محمد المأمون حسن إسماعيل الهضيبى فى قرية الشواولة بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، فى 28 مايو 1924م، حيث كان الأستاذ حسن الهضيبي– عليه رحمة الله- يعمل محاميا بمحافظة سوهاج فور تخرجه في كلية الحقوق، فولد له خلال فترة عمله بسوهاج أكبر أبنائه المستشار محمد المأمون، وكانت الأسرة أصلها من قرية عرب الصوالحة، مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، وتنقلت أسرته فى أماكن متعددة، حيث عمل والده قاضيًا بوزارة العدل المصرية، حتى استقال من منصبه القضائى ليتفرغ للدعوة عام 1951، وأصبح المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين في الفترة من 1951 حتى وفاته في الثالث عشر من نوفمبر عام 1973م. ويقول المستشار المأمون عن البيت الذى نشأ فيه: "البيت كان في غاية الانضباط.. ولكن في الوقت نفسه في غاية الرحمة والأدب والشورى، وكان الأب يسمح لكل واحد بأن يدلي برأيه، والأم كانت مثالا للأدب والأخلاق، وكان الوالد يحترمها احترامًا كبيرًا، أورثنا أن نكون دائما تحت أرجلها. كانت العلاقة بينهما متينة جدا، ولم تكن قد أكملت تعليمها رحمها الله.. فحصلت على التعليم الأوليّ، ولكنها أكملت تعليم نفسها بل تعلمت اللغة الفرنسية، ووالدها- يرحمه الله- هو الشيخ محمد خطاب، أحد علماء الأزهر، لقد ارتقت بنفسها كثيرا.. كانت تتحدث الفرنسية.. وفي الوقت ذاته تقرأ القرطبي وابن حزم وكتب التفسير". وتابع "التحق المستشار المأمون الهضيبى بمراحل التعليم المختلفة حتى تخرج في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، وكان ترتيبه العاشر على دفعته، وعين وكيلا للنيابة، وتدرج فى سلمه الوظيفى فى القضاء حتى أصبح رئيسا لمحكمة استئناف القاهرة" . في قافلة الإخوان التحق المستشار المأمون بدعوة الإخوان بعد العدوان الثلاثى على مصر عام 1956م- حيث كان من المشاركين فى التصدى لهذا العدوان- وشارك أهله المحنة حتى كان أحد ضحاياها عام 1965م فاعتقل، وقد أقيل إثر ذلك من منصبه القضائي. وقدم إلى المحاكمة العسكرية، وحكم عليه بالحبس ثلاث سنوات، وجدد اعتقاله، وتم الإفراج عنه أول يوليو عام 1971م. ويقول فى كيفية اعتقاله: "حدث أمر جعل الأمن يشتبه في أنني أخفي شيئا في بيتي، والذي حدث هو أن زوجتي عندما علمت من الإذاعة بقضية الشهيد سيد قطب، قامت بإخفاء كتبه التي كانت بمكتبتي، أخفتها في حوش المنزل، في تلك الآونة كان الأمن يرصد البيت فاشتبهوا في أن "أسلحة" كان يتم إخفاؤها، فداهموا البيت وفتشوه أكثر من مرة، وعسكروا في البيت أكثر من يوم فلم يجدوا إلا الكتب. اقتادوني إلى إدارة المباحث ثم نقلوني إلى سجن "أبو زعبل"، وهناك مارسوا عملياتهم التي كانوا يمارسونها مع المعتقلين: التعليق.. الضرب والمحمصة وغيرها، ثم نقلوني إلى طره ثم السجن الحربي، حتى أنهوا التحقيقات، وأصدروا الحكم بالسجن، ثم نقلوني مرة أخرى إلى سجن "أبو زعبل" حتى عام 1967م، ثم نقلونا إلى سجن طره ومكثنا به حتى مات جمال عبد الناصر، وفي عهد السادات بدأت الإفراجات، وخرجت مع الدفعات التي خرجت من طره". الهضيبي مرشدا للجماعة شغل المستشار محمد المأمون الهضيبي منصب المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين فى فترة الأستاذ محمد حامد أبو النصر، المرشد الرابع للإخوان المسلمين، والذى تولى من 1986 – 1996م، ثم اختير نائبا للمرشد العام بعد وفاة الدكتور أحمد الملط فى يونيو 1995م، وظل نائبا للمرشد العام الأستاذ مصطفى مشهور، والذى تولى من 1996م– 2002م، بالإضافة إلى كونه المتحدث الرسمى للجماعة، وبعد وفاة الأستاذ مصطفى مشهور فى 14 نوفمبر 2002م، 10 رمضان 1423ه، اختير المستشار الهضيبى لأن يكون مرشدًا للإخوان المسلمين فى مساء يوم الأربعاء 22 من رمضان 1423ه، الموافق 27 من نوفمبر 2002م . أهم مؤلفاته وللمستشار المأمون كتابات عدة، منها "الإخوان المسلمون 60 قضية ساخنة"، الصادر عن دار التوزيع والنشر الإسلامية 1998م، يوضح فيه "موقف الإخوان المسلمين من القوى والتيارات الإسلامية الموجودة على الساحة، سواء تلك التى تتبنى العنف أم تلك التى لا تتبنى السياسة، وماذا عن تجربة النقابات المهنية؟ وماذا عن شعار (الإسلام هو الحل)؟ وما هى رؤية الإخوان المسلمين حول الأقباط وقضايا العالم الإسلامى؟ وماذا عن الانشقاقات التى حدثت داخل الجماعة.