تفاقمت أزمة اختفاء لبن الأطفال المدعم من السوق، وأعربت عدد من الأمهات عن غضبهن بسبب فشل سلطات الانقلاب في توفير غذاء رضائعهن، بعد ارتفاع سعر الدولار واختفاء الآلاف من الأدوية على رأسها لبن الأطفال الذي يعد أزمة كبيرة للأمهات اللاتي لا يستطيعن إرضاع صغائرهن. واقتحم الأهالي الشركة المصرية لتجارة الأدوية، وتجمهروا في الشوارع المؤدية لها، وبعد تجمهر استمر يوما كاملا، رضخت وزارة الصحة في حكومة الانقلاب أمام مطالب الأهالي، بتوفير لبن مدعم لأطفالهم، بعد أن تضاعف سعره في الصيدليات ووصل إلى 55 جنيهًا. وبعد اقتحام الأهالي للشركة ومحاولة تكسيرها، فيما وصفه سكان المنطقة ب"الثورة" التي انفجرت بسبب نقص ألبان الأطفال، قالت إحدى الأمهات في تصريحات صحفية عن معاناتها للحصول على اللبن المدعم منذ ديسمبر الماضي، بعد أن رفض مكتب الصحة الصرف، ما دفعها للتوجه نحو منفذ الشركة المصرية، الذي أكدت أن الصرف انتظم به خلال الفترة الأخيرة، قائلة: "كنا ننتظر أكثر من 7 ساعات للحصول على اللبن هنا، لكن الآن الحال اتعدل". وتقول أخرى "هموت الولد عشان خاطر الصحة مبيخدموش".. وأوضحت أنها توجهت لمكتب صحة الخصوص بمحافظة القليوبية لتقدم أوراق تثبت بها حالة ابنتها المريضة، وأنها غير قادرة على الرضاعة، وتروي معانتها في مكتب الصحة، الذي طالبها بإحضار ابنتها لتوقيع الكشف عليها، والتأكد من حالتها المرضية. وتابعت: "مكتب الصحة في الدور الرابع وابنتي مريضة لا تقدر على الحركة، وبعد أن قدمت شهادة تفيد بعدم قدرتها على الرضاعة الطبيعية، قرر مكتب الصحة صرف اللبن حتى سن 6 أشهر، لكن ما بعد ذلك لا يتم صرف اللبن.. لتضيف "يعني أعمل إيه، أموت الولد لما يكبر عشان الصحة". فيما قالت سيدة أخرى تدعى ألفت أن لديها طفلان توأم، لكن شكواها لم تكن فقط من نقص اللبن، بل شروط وضعتها وزارة الصحة للموافقة على الصرف لها، وهي أن تخضع لكشف مهين، كما وصفته، للتأكد من عدم قدرتها على "الرضاعة الطبيعية"، أو "يتأكدوا أنها خالية من أي قطرة لبن"، وفقا لوصفها. وأضافت: "التوأم ليسوا أول خلفتي، فسبق وأنجبت 3 أطفال ولم أرضعهم أيضا بشكل طبيعي، وهذه خلقتي، التي سبق وأوضحتها في مكتب صحة قليوب، لكن دون جدوى". وقالت إحدى السيدات أظهرت لنا شهادة تؤكدة إصابة زوجة أخيها بفيروس سي، وتقول "زوجة أخي مصابة ب"فيروس سي" وحالتها متدهورة لا يمكنها الرضاعة، لذلك تحتاج بشكل ضروري لصرف اللبن المدعم، بعد معاناة طويلة في مكتب الصحة قرروا صرف علبة واحدة من اللبن كل شهر، لكنها لا تكفي". وتابعت: "إحنا بنلصم فيها، فهي لا تقدر على الحركة وظروفها المعيشية لا تسمح لها بشراء اللبن من الصيدليات، فهي بالكاد تغطي تكاليف علاجها من فيروس سي".