مضى على ما توقيع اتفاقية السلام الهزلية بين دولة العسكر والاحتلال الصهيوني نحو 4 عقود والتى وصفها البعض آنذاك بأنها وثيقة سلام ناجح من طراز فريد، لكن الغالبية العظمى لم ترض عن الاتفاقية التى لم يتم الإفصاح حتى اليوم عن تفصيلاتها مع أنها نقلت الطرفين من حالة الحرب المستعرة إلى السلم المتوتر، ليتم توصيف المشهد المر بأنه "سلام الضائع". شبكة "الجزيرة" الإخبارية –فى تقرير لها- رصدت تطور العلاقات بين حكام العسكر المتعاقبين على رأس الدولة المصرية وعصابة الاحتلال منذ ذلك التاريخ الذى يعود إلى سبعينيات القرن الماضي وحتى وصول السيسي إلى سدة الحكم، حيث إنه منذ اللحظات الأولى لتوقيع الراحل أنور السادات على اتفاقية "كامب ديفيد" لم يهدأ الجدل حول الوثيقة التى فتحت أبواب الاعتراف والتطبيع مع المحتل العبري. واعتبر التقرير أن العدو الصهيوني حصد من وراء الاتفاقية من المكاسب ما حصد، فى الوقت الذى يتحصر فيه عموم المصريون على إهدار السلطة العسكرية على الكثير من الحقوق ارضاء للكيان الصهيوني، ليس أقلها بطبيعة الحال سيادة الدولة المصرية على كامل أرض سيناء التى تدفع ثمنها باهظا الآن. وأشار إلى أنه ما لم يتحقق لإسرائيل خلال حقبة أشد الأنظمة المصرية حرصا على التطبيع فى عهد المخلوع، كان الأيام تدخره لها لوقت لاحق، بعدما ظل حسني مبارك على مدار عقود كنز الصهاينة الاستراتيجي وأقام أركان حكمه على الرضا الأمريكي والقبول العبري، إلا أن الأمور بدت تتجه نحو التعقيد على وقع اندلاع ثورة 25 يناير. وأوضح التقرير أنه عندما أعلن ميدان التحرير عن أول رئيس مصري منتخب، استبشر كثيرون بعهد تنعتق فيه القاهرة من قيود كامب ديفيد، لكن سريعا جاء انقلاب 3 يوليو على عكس ما تشتهي الإرادة المصرية بنزول السيسي على تل أبيب كهدية من السماء على حد وصف حاخامات الدولة الصهيونية، وقبل الساسة والحكومة هناك الهدية. ونقل التقرير عن المحلل الصهيوني روني دانيال أن السيسي أبلغ سلطات الاحتلال بالانقلاب قبل ساعة الصفر بثلاثة أيام كاملة، وعلى مدار 3 سنوات قدم قائد الانقلاب للكيان العبري من الخدمات أكبر بكثير مما أتاحته كامب ديفيد نفسها، فالرجل الذى وصف قيادة بنيامين نتنياهو بالحكيمة أهداه فى سابقة من نوعها صوت مصر لانضمام إسرائيل إلى إحدي الهيئات التابعة للأمم المتحدة، ودعا من هناك لأن يتسع السلام مع الصهاينة ليشمل دولا عربية أخري. وعرج إلى التنسيق الأمني بين القاهرة وتل أبيب تحت حكم السيسي والذى أقرت إسرائيل بكل فخر أنه وصل إلى مستوٍ غير مسبوق، حتى وصفه المحللون هناك بأن ما تمر به العلاقة بين الطرفين يشبه "شهر العسل"، فى الوقت الذى يأخذ فيه التنسيق منحي آخر حين يتعلق بالجار الفلسطيني المحاصر. وأضاف أن وزير الطاقة الإسرائيلي لم يخف أن السيسي شن حرب مياه قذرة على غزة بدعوي هدم الأنفاق وإغراقها بناء على طلب مباشر من تل أبيب، وحتى تكتمل مأساة القطاع انحاز نظام الجنرال الدموي إلى العدوان الصهيوني على غزة بإحكام الحصار وهدم الأنفاق التى كان مبارك نفسه رافضا لهدمها، وأغلق معبر رفح الذى يمثل نافذة الغزاويين الوحيدة على العالم الخارجي، وأخلي الشريط الحدودي من سكانه لينفذ المطلب الصهيوني بإنشاء منطقة عازلة. وشدد التقرير على أنه بإيعاز مباشر من السيسي قام محسوبون على الانقلاب برفع دعاوي قضائية تطالبت بتصنيف المقاومة الفلسطينية كمنظمات إرهابية، بينما عمل الإعلام على شيطنة المقاومة بل وكل ما هو فلسطيني ، لتقديم خدمة مجانية إلى إسرائيل تلتها آخر. واختتم التقرير المرير بالكشف عن إعلان السيسي بأنه فى حال قيام دولة فلسطينية على حدود 67 فلن يتردد فى إرسال قوات مصرية من أجل طمأنة إسرائيل، ليعلن أنه أكثر حكام العسكر تقاربا وتماهيا مع الاحتلال، حتى إن تحليلات إسرائيلية رأت فيما يعرف بقضية عكاشة بعد لقاء حاييم كورين بأنها جس لنبض الشارع المصري من التطبيع، إلا أنها كشفت رفض المصريين لمنتجات كامب ديفيد.