أصر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي على الخروج على النص خلال كلمته بمؤتمر "رؤية مصر 2030"، المقام اليوم، بمسرح الجلاء للقوات المسلحة، مقدما رؤية للتنمية الشاملة في مصر. وعلى عكس اللقاء الاستراتيجي الأول للقوات المسلحة ، الذي عقد في وقت سابق بمسرح الجلاء بالقاهرة، وقال خلاله "لو عايزيني أمشي...أنا أمشي من غير متنزلوا في الشارع وبلا مظاهرات"، قال اليوم : ""إنتم فاكرين إنى أنا هسيبها ولا حاجة..لأ مش هاسيها.. أنا هفضل أبني وأعمل فيها لغاية ما تنتهي حياتي"، وكانت مقولته الأولى اثارت السياسيين والنشطاء المعارضين لسياساته ، والذين استغلوا مقولته مطالبينه بالالتزام بها والرحيل، استجابة لتظاهرات المعارضة ورافضي الانقلاب العسكري، فيما طالبه آخرون بفتح الميادين لتمكين الشعب من التعبير عن رأيه، وهو ما لم يحدث، وجاء نفيه وتكذيبه لما قاله سابقا، مؤكدا على البقاء.
وجاءت كلمات السيسي مثيرة للسخرية، ففي الوقت الذي يعيش فيه العالم خالة غير مسبوقة من الانفتاح الاعلامي والمعللوماتي، يطالب السيسي شعبه بألا يسمع إلا منه هو فقط، رابطا الأمر بحب الوطن، قائلا: ""اسمعوا كلامي أنا بس.. بس"!!
وعلى عكس ما أثاره من انتقادات لللإسراف المالي في تنقلاته خلال حادثتي السجادة الحمراء أثناء احتفاله بتدشين مشروعات بالسادس من أكتوبر، غربي الحيزة مؤخرا، وموكبه الرئاسي خلال زيارته للبرلمان بوسط القاهرة، جدد السيسي مكالبته للمصريين بالتقشف ، مشددا على "لازم نتحمل عشان ولادنا" وهي الدعوة التي لا يفتأ يكررها في كثير من المواقف، والتي يقابلها المواطن البسيط بضجر شديد وسط ما يواجهه من أزمات اقتصادية وأرتفاع في الأسعار والخدمات وتدني قيمة الجنية المصري ...
وبأسلوبه العنجهي المخالف لقواعد العلم والمهنية واصل السيسي بطولاته الكلامية ، قائلا : "اسألوا عليا في الجيش أن معنديش حاجة في مراحل، كل مشروع يتعمل في مرحلة واحدة، تكلمني في سنة أو سنة ونصف، ممكن أجي معاك في سنتين"...وقد تجلت خسارة الشعب المصري لمقدراته من العملات الأجنبية في مشروع تفريعة قناة السويس الجديدة، والتي تزايدت تكلفتها المالية بفعل ضغط الوقت في عملية الانجاز ما استلزم جلب عدد أكبر من الشركات العالمية والمعدات الضخمة في عملية الحفر، وذلك برغم تباطؤ حركة التجارة العالمية، وهو ما اعترف به لاحقا رئيس البنك المركزي السابق هشام رامز في تصريحات صحفية، وهو ما حذر منه خبراء اقتصاديين.
وتكررت مقولات السيسي المطالبة بضغط الوقت في أية مشروعات في خلال افتتاح عدد من المشروعات التي ينفذها الجيش في عدد من المناطق، وهو ما دائما يرد عليه "تمام يا أفندم" من قبل قيادات الجيش الذي باتوا يسيطرون على عمليات تنفيذ معظم الممشروعات في مصر، بعد قوانين وقرارات رئاسية لتمكين الجيش وشركاته في اقتصاد مصر...
وزعم السيسي أنه يستطيع بناء 2 مليون وحدة سكنية في السنة، وإقامة ألف منطقة صناعية، كما زعم سعيه لإقامة أكبر مجمع ورش فنية في العاصمة الإدارية الجديدة!!
وبطريقة غير دبلوماسية مخالفة للبرتوكولات التي لا يتقيد بها السيسي غالبا، قاطع كلمات ممثلي الحكومة ، حيث حرص على إبداء رأيه واعتراضه على بعض الجمل التي جاءت على لسان بعض وزراء حكومة المهندس شريف إسماعيل. ودون "السيسي"، ملاحظاته على كلمة الدكتورة هالة يوسف، وزير الدولة للسكان السابقة، حول رؤية الشباب للمشاكل والظروف النفسية والفكرية التى تواجههم فى مصر، وهي الإحصائيات التي نوقشت فيها من قبل الرئيس أمام الحضور. كما اعترض الرئيس على التفاصيل التي شملتها كلمة طارق عامر، محافظ البنك المركزى، حول القروض التى سيتم إقراضها للشباب، بشأن إقراض قرابة 50 شركة كبرى في مصر 250 مليار جنيه سنويًا بما يعني 30% من نسبة القروض التي حددتها الدولة للبنوك، وهو الأمر الذي اعترض عليه "السيسي"، قائلًا: "هنخصص 200 مليار منهم للشباب لعمل مشروعات صغيرة". وعلق "السيسي"، على كلمة وزير الشباب والرياضة الدكتور خالد عبدالعزيز، بشأن توفير مصايف لطلاب المدارس والجامعات، مشددا على الوزير ضرورة أن تتحرك الوزارة وتوفر فرص جيدة في المصايف من أجل جذب قطاعات كبيرة من الطلاب.
وقال عبدالفتاح السيسي، للحكومة: "لو كنتم عملتم مشروع أثاث دمياط من سنة ونصف فاتت، كان زماننا دلوقتي بنسلم ألف ورشة لشباب دمياط".
وأثار السيسي ضحكات الحاضرين من وزرائه وقيادات الجيش بكلماته: " أنا جاي أنظف الدنيا" وأضاف: "عشان ماضيعش ابني". وواصل السيسي خديثه عن معاناة مصر من نقص في البنية الأساسية قائلا: "مصر بها نقص وضعف وانتو مش عارفين ونسعى لتعويض هذا النقص، ونسعى لرصف 6000 كيلو من الطرق نهاية العام والانتهاء من 133 كوبري خلال 20 شهرا". وأضاف السيسي خلال كلمته ب"مؤتمر مصر 2030": "أنا مش بكدب، وعارف بقول إيه"، مشيرا إلى أن الدولة المصرية ترصد محاولات لا تزال مستمرة من أجل إسقاط مصر، ووحدة المصريين هي السبيل الوحيد لمواجهة مخططات إسقاط البلاد"...وهو ما يمكن فهمه في اطار حشد الشعب حول قيادته للبلاد ، وعدم الالتفاا للمشكلات السابقة التي تحدث عنها.