رفع الناشط الحقوقي ناصر الدويلة -عضو مجلس الأمة الكويتي السابق- الحرج عن المؤرخ اليوناني الشهير "هيرودت" من إعادة توصيف مصر هبة النيل، والذى نجا برحيله قبل الميلاد من مشهد تحول مصر إلى هبة المجاري، بعد أن قرر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي أن يروي عطش المصريين من مياه الصرف الصحي بعد معالجتها ثلاثيا. المحلل السياسي الكويتي رصد مشهد التحول الفادح فى دولة العسكر وقرر أن يمحو بمرارة توصيف لازم مصر على مدار 3 آلاف عام ليوثق لمرحلة جديدة فى حياة الشعب المنكوب "مصر هبة المجاري"، ضمن محاولات الانقلاب لطمس الإرث المصري العريق بترميم المعابد الأثرية بالمحارة وإصلاح التماثيل بصبات خرسانية وخرس "السقالات" فى خاصرة هرم سقارة ليخرج من مظلة اليونيسكو، ليواصل السيسي ذبح التاريخ وحصار الحاضر وقتل المستقبل. وأعرب الدويلة عن صدمته –عبر عدة تغريدات على حسابه الشخصي بموقع "تويتر"- اليوم الأربعاء، بعد تصريحات السيسي عن معالجة مياه الصرف الصحي بتقنية ثلاثية حتى تكون صالحه للشرب مع تأكيده على الحاجة لمعالجة مليار متر مكعب سنويا لتحقيق الكفاية فى مياه الشرب، لتعويض الانخفاض الحاد فى منسوب النيل بعد التنازل عن حصة مصر التاريخية فى النيل بتوقيع وثيقة الخراب التى شرعنت بناء سد النهضة. وكتب البرلماني الكويتي السابق: "اشتهر في الماضي مقولة أن مصر هبة النيل، واليوم استبدل المصريون العبارة فقالوا "مصر هبة المجاري" الله يرفع عنهم ولا يبتلينا بما ابتلاهم فيه"، موضحا: "تكلم السيسي عن تكرير مياه المجاري ثلاثيا، وأن المصريين سيشربونها، وأخشى أن يكون غلطان.. ففي الكويت تحذر الوزارة أنها غير صالحه للبهائم!". وحذر الدويلة من كارثة إنسانية حال تنفيذ مخطط السيسي، قائلا: "تكرير مياه المجاري على خمس مراحل فالأولى والثانية فقط لإزالة الشوائب، والثالثة لإزالة السموم وتكون كالسماد للأرض، والرابعة لشرب البهائم فقط، وإذا شربت البهائم من المجاري المكرره ثلاثيًا تصاب بالسرطان، والفشل الكلوي، وتليف الكبد، وتسمم وهذه المرحلة هي هدف التنمية التي أعلنها السيسي!". وأضاف: "نحن في الكويت تكرر الدولة مياه المجاري رباعيا وتحذر من شرب الإنسان له، وفي فترة الصيانة يصير التكرير ثلاثي ويصدر تحذير لعدم شرب البهائم منه، وفي المرحلة الخامسة من التكرير، وهي مرحلة لم تصلها الدول العربية يمكن أن يكون الماء صالح للاستهلاك الآدمي طبيًا، ومصر اليوم تكرر ثنائيا فقط!". وشدد المحلل السياسي على ضرورة أن تتوخى بلاده الحذر فيما يتعلق بالصادرات الغذائية المصرية بعد إعلان قائد الانقلاب رسميا عن كونها ملوثة، مضيفا: "كلام السيسي واضح المياه في مصر مكرره ثنائيا، وهي تستخدم في الزراعة، وهذا ممنوع في الكويت، ويهدف لتكريرها ثلاثيا، والكويت تمنع سقيها للبهائم". وتهكم الدويلةعلى تفريط السيسي فى حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل لصالح إثيوبيا، معلقا: "تنعم الدول المحيطة بجزيرة العرب بوفرة المياه، وتعاني شعوب الخليج من قلة مصادر المياه، لذلك بحثنا عن المياه في كل مكان.. لكن مصر مياهها في النهضه"، وعقب: "اعتراف السيسي بأن المياه المعالجة في بلده ثنائية التكرير وتستخدم في الزراعة اعتراف خطير.. يدفعنا للمطالبة بمقاطعة المنتجات المصرية الخطرة". واختتم النائب الكويتي تغريداته: "يجب أخذ الأمر على محمل الجد لا يمكن بعد اليوم أسمح بدخول أي إنتاج زراعي أو حيواني مصري لبيتي لأنها تتغذى من فلاتر ثنائية.. الله يعين أهل مصر". وكانت دولة العسكر قد تنازلت عن حصة مصر فى مياه النيل بتوقيع السيسي على وثيقة العار فى مارس الماضي للاعتراف بحق إثيوبيا فى بناء سد النهضة، وهو الاتفاق الذى ترتبت عليه أثارا سلبية بانخفاض حاد فى منسوب المياه وظهور التماسيح بكثافة بعد فتح بوابات السد العالي على مصرعيها لتعويض النقص، فيما لجأت حكومة الانقلاب إلى مسكنات وهمية بالإعلان عن بئر النوبة الحجري، قبل أن تصل إلى الحل السحري بتكرير مياه المجاري لتروي عطش المصريين.