لم تنتظر السلطات الإيطالية طويلا بعد وصول جثمان الطالب جوليو ريجيني إلى العاصمة روما من أجل إعادة تشريح الجثة من أجل توثيق الحالة بشكل أكثر دقة على خلفية عدم الثقة فى التقرير الصادر من هيئة الطب الشرعي المصرية، فيما حذرت من التلاعب فى مسار التحقيقات مطالبة دولة العسكر بسرعة تحديد المسؤول عن تعذيب وقتل طالب الدكتوراه الذي كان يقوم ببحث عن الحركة العمالية وقضايا اجتماعية أخرى في مصر. وبحسب "هافينجتون بوست" قررت روما إعادة تشريح جثمان ريجيني فة إحدي الجامعات مرة أخرى بعد التشريح الذي تم في القاهرة فى أعقاب وصوله إلى إيطاليا أمس السبت، فيما أعرب وزير العدل أندريه أورلاندو عند استقباله جثمان الطالب في مطار روما عن عميق حزنه، قائلا: "إنني هنا لأقدم عزائي والحكومة إلى أسرة ريجيني، لكنني هنا أيضا لأوكد عزم الحكومة على إظهار الحقيقة الكاملة بأسرع ما يمكن وأن يتم تحقيق العدالة".
وكان السفير الإيطالي فى القاهرة موريزيو ماساري قد كشف عن صدمته العارمة لحالة جثمان ريجيني، موضحا أن: "رؤية الجثة كانت أمرا مدمرا. لقد ظهرت أثار التعذيب واضحة، وقد لاحظت وجود جروح وكدمات وأثار حروق، ليس هناك شك أن الشاب تعرض للضرب الشديد والتعذيب".
حادثة العثور على جثة الشاب الإيطالي ملقاة على إحدى الطرق الصحراوية بمدينة 6 أكتوبر مقتولا تحت وطأة التعذيب، ألقت بظلال قاتم على العلاقات المصرية الإيطالية، لتنضم إلى لائحة طولية من جرائم الانقلاب بحق القادمين إلى مصر فى الآونة الأخيرة والتى بدأت بقصف عدد من السائحين المكسيكيين فى الصحراء الغربية، وسقوط الطائرة الروسية فى سيناء جراء اختراق منظومة أمن المطارات، ومقتل الشاب الإيطالي فى حادث تكهنت صحف روما بأنه على يد مليشيات الداخلية.