عامان خلف أسوار السجن مكثهما الطفل "صهيب عماد" من محافظة الدقهلية؛ بعدما تم إلقاء القبض عليه في فبراير من عام 2014 بتهمة التخطيط لحرق سيارات الشرطة، وأحيلت قضيته للجنايات وتم تجديد حبسه لمدة 6 مرات متتالية حتى تم تأجيل القضية إلى فبراير المقبل. وداخل محبسه، أصيب صهيب بروماتيزم بركبته اليمنى، ولم تنجح العقاقير في شفائه حتى قام بإجراء جراحة بها، ومنذ ذلك التوقيت وهو يذهب جلسات المحاكمة على كرسي متحرك.
يقول أحد الحقوقيين:"صهيب عماد (15سنة) بقاله سنتين إلا شهر حبس احتياطي و مش عارفين يحكموا في القضية لأنهم مش لاقيين حاجة يسجنوه بيها أو يدوه حكم فبقالهم سنتين بيأجلوا في القضية".
مضيفاً:" وبسبب سوء الظروف اللي ما تخليش بني آدم يعرف يعيش صهيب ركبته اتخلعت من مكانها و عمل عمليتين و بعدها بيوم علطول ولاد الكلب نقلوه القسم و طبعا مكنش فيه أي رعاية صحية يعني أصحابه كانوا بيشلوه عشان أهله يشوفوه و كانوا بيجيبوه العرض علي كرسي متحرك".
وتابع:"دلوقتي بقي العمليتين اللي عملهم صهيب باظوا و رجله التانية بقت أسوأ من الأولي بكتير طبعا مفيش كلام يوفي اللي أمه فيه..لعنة الله عي الظالمين الفجار".
تلفيقات جاهزة!
قالت والدة صهيب إن نجلها ألقي القبض عليه في 11 فبراير 2014، بعد أن دهمت قوات الأمن في تمام الساعة اليابعة والنصف المنزل وألقت القبض عليه هو شقيقه بدون إذن نيابة، وبعد تحطيم المنزل ، سرقوا اللاب توب والتليفونات المحمولة الخاصة بنا، كما قامت النيابة باتهامه بعدة تهم منها حيازة أسلحة بيضاء ومولوتوف والتخطيط لحرق سيارات الشرطة.
وأضافت أن نجلها تعرض للتعذيب بمحبسه وساءت حالته الصحية وأصيب بروماتيزم شديد أدى إلى تدهور حالته يوما عن يوم حتى خضع لإجراء جراحة ونقل عقب ذلك إلى محبسه رغم سوء حالته الصحية وأصبح يذهب الجلسات على كرسي متحرك.
اختتمت والدة الطفل المعتقل حديثها قائلة: "صهيب في ثانية ثانوي بدأ امتحاناته جوه السجن.. عمل إيه علشان مستقبله يضيع ويتحبس ظلم".
ربنا معانا
وعقب إلقاء القبض على صهيب وإيداعه بمحبس قسم ثان المنصورة، أرسل خطابا لأهله وأصدقائه قال فيه: "إذا أحب الله عبدا ابتلاه".. ازيكم؟ يا رب تكونوا بخير دايما.. أنا الحمد لله بحاول أنسى وأسامح أي حد زعلني في حاجة قبل كده علشان المسامح كريم، وإن شاء الله محدش يكون زعلان مني، وأي حد زعلان منى أحب أقول له "أنا آسف".
وأضاف في رسالته: أنا بقيت بصلي كل الصلوات في وقتها، وأقرأ كل يوم ورد قرآن، أنا الحمد لله بقيت كويس، والمكان اللي أنا فيه كويس والناس كويسين وبنتعامل كويس، علشان محدش قادر علينا أصلا، أنا حاليا قاعد في قسم ثاني واحتمال كبير أروح دكرنس، بس اطمنوا "محدش قدنا ومعانا ربنا، بس هيحصل اللي أنا خايف منه أو اللي كنت بخاف منه.. هحلق شعري".
وختم رسالته بقوله: أنا سمعت إن أنا اتسيطت و بقيت سوابق.. والقضية بتاعتي، اتشهرت أحب أقولكم " تسلم الأيادي "وخليكو صامدين و حلوين كده علشان أجيب ليكو توفى وانا راجع.. يا ما في السجن مظاليم".