تواصل سلطات الانقلاب العسكري انتهاكاتها لحقوق المعتقلين، في مقابرها بالسجون التي تعصف بأبناء مِصْر الشرفاء ليل نهار، بمنع الزيارات والأدوية وتجريد المعتقلين من كل شيء في سجن "العقرب" شديد الحراسة بطره. وأفادت مصادر حقوقية أن 19 معتقلا يواجهون الموت البطيء بالإهمال الطبي، وسط تجاهل من إدارة "العقرب" لإجراء عمليات جراحية عاجلة. وسرب بعض السجناء رسالة من داخل "العقرب" اليوم، تضمنت قائمة بأسماء المرضى، الذين يستغيثون لإنقاذ حياتهم. وتضم القائمة كلا من؛ 1-المعتقل عبد العزيز محمد عبد السلام محمد، ويعاني من انفصال في الشبكية في إحدى عينيه، والعين الأخرى عليها مياه زرقاء، وقد أوصت مستشفى السجن بضرورة إجراء عملية جراحية، فيما ترفض إدارة السجن، بينما رد أحد الضباط على طلبه المتكرر لإجراء العملية قائلا: "أنت هتتعمي هتتعمي"، وبالفعل بدأ عبد العزيز لا يرى. 2- المعتقل أسامة أحمد إبراهيم خليل، يعاني من ورم على المعدة، تسبب له في نزيف حاد، وترفض إدارة السجن علاجه. 3- المعتقل محمد فتحي الشاذلي، يحتاج إلى إجراء عملية تغيير لمفصل الركبة، وإدارة السجن ترفض علاجه. 4- المعتقل محمد المحمدي أصيب بشلل، دون السماح بعلاجه. 5- المعتقل هشام سعيد، تمنع إدارة السجن عنه الكشف الطبي، رغم معاناته من القيء الدموي، دون معرفة سبب الإصابة. 6- المعتقل محمد يحيى الشحات، يحتاج إلى إجراء عملية جراحية عاجلة في عينه، وتتعنت إدارة "العقرب" في علاجه. 7- المعتقل ياسين عبد المنجي، أصيب مؤخرًا بكسر في الفخذ دون علاج. 8- المعتقل طارق قطب، مصاب بشلل نصفي بعد تعذيبه مؤخرًا، كما تعرض ل"نتف لحيته"، ويحتاج إلى علاج سريع. 9- المعتقل محمد عبد الرحمن حمدان أبو شته، يعاني من انفصال في الشبكية في عينيه، ما يستلزم إجراء جراحة عاجلة له، وهو ما ترفضه إدارة السجن. 10- المعتقل أحمد محمود عبد الرحيم، يحتاج إلى إجراء عملية تغيير مفصل الكوع ومفصل الفخد. 11- المعتقل صبري عبد الله، يعاني من كسر في القدم. 12- المعتقل رمضان جمعة مسعود، أوشك على الموت بعد معاناته من تضخم في الكبد والطحال، ويحتاج إلى إنقاذه، بينما "العقرب: يواصل تعنته بمنع العلاج عنه. 13- المعتقل محمود طلعت، فيعاني كسرًا في أصبع القدم دون نقديم أي علاج من إدارة السجن. 14- المعتقل محمود أبو زيد، مصاب بكسر في الفك، دون أي علاج من إدارة السجن. 15- المعتقل أحمد لطفي إبراهيم، يعاني من فقدان السمع، ويحتاج إلى المساعدة الطبية. 16- المعتقل عبد الرحمن كمال، فيعاني من آلام "الفتاق"، بجانب معاناة شديدة من عدة شرائح في يده وساقه منذ أكثر من عام، الأمر الذي تقابله إدارة السجن بالتعنت الشديد في رفض علاج المعتقل. 17- المعتقل هشام المهدي، يعاني من ضيق في المريء، وترفض إدارة السجن علاجه. 18- المعتقل عبد الرحمن إمام، فيعاني من جرثومة في المعدة وارتجاع شديد في المريء، ترفض إدارة السجن علاجه. 19- المعتقل أحمد جمال محمد، يعاني من جرثومة في المعدة وارتجاع في المريء. وكشفت الرسالة المسربة من "العقرب" عن أن جميع حالات الكسر ناتجة عن الضرب من قبل قوات أمن السجن، داخل "#مقبرة_العقرب". وكان العشرات في سجن العقرب شديد الحراسة، قد استشهدوا في الفترة الماضية، منهم؛ محمد السعيد، المتهم في قضية أنصار بيت المقدس، الذي استشهد في زنزانته في أواخر أكتوبر الماضي نتيجة للقتل الطبي المتعمد، وسبقه القيادي بجماعة الإخوان المسلمين فريد إسماعيل، ورئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية عصام دربالة، والقياديان السابقان بجماعة الجهاد الإسلامي مرجان سالم ونبيل المغربي، وعضو جماعة الإخوان عماد حسن. ويعاني 12 من القيادات المحتجزين في السجن نفسه، من أمراض خطيرة، وتم نقلهم إلى مستشفى سجن طره "المخصص للسجناء"، في وضع صحي حرج، منهم نائب رئيس محكمة النقض الأسبق المستشار محمود الخضيري، والقياديان في حزب الاستقلال مجدي قرقر ومجدي حسين، وعضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان رشاد بيومي. وكشف طبيب يعمل بسجن "العقرب" لوكالة الأناضول، مؤخرا، عن وسائل القتل المتبعة في سجن العقرب، ومنها تعقيد الإجراءات الإدارية لنقل المريض إلى المستشفيات، قائلا: "السجناء المرضى يحتاجون أحيانًا إلى خروج عاجل من محبسهم إلى مستشفى السجن أو غيره من المستشفيات، وهو أمر يتطلب رفع طلب من المريض إلى مأمور السجن، وبدوره يرفعه المأمور إلى مصلحة السجون، وعند الموافقة يتم تجهيز قوة أمنية لمصاحبة السجين المريض، ولكن دائمًا ما يتم إلغاء هذه الترحيلة لأي سبب، وعند الإلغاء يقوم المريض بتكرار دورة تقديم الطلب وانتظار الموافقة التي تستلزم على الأقل 10 أيام". وإلى جانب منع إدارة السجن إدخال الأدوية، فإنها منعت صرف أدوية من عيادة السجن، كما أن القائمين على السجن لا يستجيبون عادة لاستغاثات المرضى، خاصة بعد إغلاق العيادات في الساعة الثالثة عصرا، الأمر الذي يتسبب في دخول كثير منهم في نوبات إغماء أو غيبوبة. وكانت منظمة "هيومان رايتس مونيتور" قد دانت -في وقت سابق- ممارسات السلطات الأمنية بسجن "العقرب"، خلال تقرير موسع بعنوان "الموت البطيء يلاحق معتقلي سجن العقرب المصري"، ونقلت عن أحد المعتقلين في عنبر H1 بسجن العقرب، أن المعتقلين يتعرضون بشكلٍ دوري للضرب المبرح بالعصي والهروات، وللصعق المتكرر بالكهرباء في مختلف أنحاء الجسد ويزيد في الأماكن الحساسة، إضافة إلى تعليق معظم المعتقلين لفترات طويلة في الحائط ربما تتجاوز عدة أيام. وأضاف المعتقل في روايته للمنظمة، أن عددًا كبيرًا منهم تم اغتصابه بشكلٍ كامل وليس مجرد تحرش جنسي، من قبل ضباط وعساكر السجن، مضيفًا "عدد منا أجبروه على الجلوس على أربع كالحيوانات، وقاموا بوضع العصي في دبر المعتقلين كنوعٍ جديدٍ من الإذلال والتنكيل بنا"، مشددًا على أن أنواع التعذيب المختلفة تقتلهم بالبطيء يوميًّا. وتخالف سياسة القتل البطيء في سجن العقرب كافة القيم الإنسانية والمواثيق الدولية، وقانون تنظيم السجون رقم 396 لسنة 56، الذي ينص على أن "كل محكوم عليه إذا تبين للإدارة الطبية في مصلحة السجون أنه مصاب بمرض يهدد حياته يتم الإفراج عنه صحيًّا، بعد اعتماد مدير عام السجون وموافقة النائب العام". نشأة المقبرة وجاء اقتراح فكرة سلسلة السجون شديدة الحراسة، مجموعة من ضباط الشرطة المصريين، عقب عودتهم من بعثة تدريبية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، واعتبرتها وزارة الداخلية المصرية حينها فكرة خلاقة وكافية لسد ما اعتبرته "عجزا في سياستها مع الجماعات المسلحة بشكل خاص". وفي عام 1991 بدأ وزير الداخلية المصري الأسبق حسن الألفي، ومجموعة من مساعديه، في تنفيذ الأفكار الأمريكية؛ فكانت البداية في سجن العقرب، واستغرق بناؤه عامين، ليتم الانتهاء منه في 30 مايو 1993. وكان مجلس حقوق الإنسان، زار سجن العقرب مؤخرًا وأفاد في تقرير أن السجن خالٍ من التعذيب، وأن الطعام فيه مناسب والخدمات فيه سياحية، بالمخالفة للواثع وسط إدانات حقوقية لتلميع المجلس لانتهاكات داخلية الانقلاب. فيما تتصاعد الانتهاكات بصورة غير مسبوقة في البلاد، بشهادات مستقلة، من قبل المنظمات الحقوقية.. التي وثقت لمقتل المئات وتعذيبهم بالسجون المصرية في محاولة لكسرهم عن موااقفهم السياسية، وهو ما لم يتحقق، بدليل رسائل المعتقلين التي يتم تسريبها، والداعية للثبات في الميادين واستكمال ثورة يناير وإسقاط الانقلاب العسكري. وتقدر مؤسسات حقوقية أعداد السجناء بسجون العسكر أكثر من 41 ألف معتقل، ضمنهم نحو 5 آلاف مريض، مهددة حياتهم في السجون.