"توتر في العلاقة بين السعودية وإيران، ثم زيارة لوزير خارجية الانقلاب إلى الرياض، ثم الإعلان عن دفعة سعودية جديدة من "الرز" إلى قادة الانقلاب بأكثر من 3 مليارات دولار.. هكذا كانت تطور الأحداث في العلاقة بين نظام آل سعود وقادة العسكر في مِصْر على مدار الأيام الماضية. وكشف شبكة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية، عن موافقة المملكة العربية السعودية على منح نظام الانقلاب في مِصْر قروضًا بأكثر من 3 مليارات دولار لمساعدة اقتصادها الذي يعاني من أزمة حادة في العملة الأجنبية، ونقلت عن سحر نصر وزيرة التعاون الدولي في حكومة الانقلاب، خلال وجودها بالعاصمة السعودية الرياض لإبرام صفقة الرز، قولها: "إن السعودية ستمنح القاهرة قرضًا بقيمة 1.5 مليار دولار لتنمية سيناء فضلا عن منحة بقيمة 1.2 مليار دولار لتمويل المشتريات النفطية، وأن مِصْر ستحصل على إجمالي قيمته 500 مليون دولار لشراء صادرات ومنتجات سعودية، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل". اللافت أن الإعلان السعودي عن الدفعة الجديدة من "الرز" ترافقت مع زيارة وزير خارجية الانقلاب إلى الرياض وإعلان فروض الولاء والطاعة للسعودية، والإدلاء بتصريحات جوفاء بعمق العلاقات بين البلدين وإدانة ما تعرضت له القنصليات السعودية في إيران". خفض لا منع من جانبها رأت شبكة "بلومبرج" أن المساعدات الجديدة تبرهن على أن الدولة الخليجية الغنية بالنفط لا تزال ملتزمة بدعم نظام الانقلاب في مِصْر حتى مع قيام الأولى بخفض الدعم لتعزيز أوضاعها المالية، وإن كانت أصغر بكثير من عشرات المليارات التي أغدقت بها كل من السعودية والكويت والإمارات على القاهرة في أعقاب انقلاب الجيش المصري الرئيس محمد مرسي في ال 3 من يوليو 2013. في حين أكد "يوني بن-مناحيم" -المحلل الصهيوني للشئون العربية- أن توتر العلاقة بين السعودية وإيران، وضع نظام السيسي في ورطة كبيرة؛ خاصة في ظل المساعدات الاقتصادية الواسعة التي تقدمها له المملكة العربية السعودية على مدار أكثر من عامين". وقال "بن-مناحيم" -في مقاله المنشور على موقع "news1" بعنوان "في الطريق لحرب إقليمية؟"-: إن الاستراتيجية السعودية ترتكز على محاولة عزل إيران في علاقاتها مع العالم العربي السني، وتجنيد دول عربية أخرى لتأييد موقفها وقطع أو تقليص العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
في حين انتقد إبراهيم عيسي -أحد أبرز الأذرع الإعلامية للانقلاب العسكري في مِصْر- تبعية قائد الانقلاب السيسي للسعودية في مواقفه السياسية، معتبرًا ذلك نتاج سياسة مد اليد إليها للحصول على معونات. وقال عيسى -خلال برنامجه على قناة "القاهرة والناس"-: "مد إيدك للخارج بما فيها السعودية يجعلك تتخذ مواقف سياسية لا تتماشي مع ما تمليه عليك مِصْر كبلد رائدة، لا تكن ممسوكًا من ايدك اللي بتوجعك؛ لأن الناس اللي بتديك فلوس يكون بشروط مش عشان سواد عنيك".
من جانبه، رأى موقع "ديبكا" العبري، أن زيارة السيسي للسعودية منتصف العام الماضي، لم تكن لتهنئة الأمير محمد بن سلمان بعد تعيينه وليا لولي العهد؛ حيث سبق وقام السيسي بذلك هاتفيا، وإنما كان الهدف الحقيقي للزيارة هو الحفاظ على الدعم المالي الضخم التي تتلقاه مِصْر من السعودية، الذي يقدر بنحو 10 مليارات دولار".