قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، إن من عجائب المصريين أن يأتي شخص مثل حافظ أبو سعدة، يطلب من الناس أن يصدّقوه، حين يعلن أن انتخابات الدم التي سقط فيها مشكوك في نزاهتها، أو باطلة، وهو نفسه الذي اصطحبوه لتفقد أحوال السجون والمساجين، فخرج يقول إن طعام السجون أشهى وألذ مما تقدمه كبريات المطاعم الشهيرة. وتساءل قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء،: " كيف للرجل الذي عمل محامياً، يدافع عن سجل الحكومة المصرية الأسود، في ملف حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، أن يتوقع أن يصدقه أحد، حين يشكو من أن الانتخابات التي أومأوا له بخوض معركتها، غير ديمقراطية، وغير محترمة؟ الرجل الذي قال عن وجبات التعذيب والانتهاك والسحل والتصفية والقتل البطيء، التي تنتجها مطابخ النظام، بداخليته وعسكره، يقدم دوراً لطيفاً على مسرح العبث السياسي الآن، بعد أن سقط سقوطاً ذريعاً، في سباق انتخابي مع زعيم الأغلبية في حزب حسني وجمال مبارك، في إحدى دوائر القاهرة؟". وأضاف قنديل أن ما قيل في دراما سقوط عمرو الشوبكي، أمام مذيع التسريبات، ينطبق حرفياً على حالة حافظ أبو سعدة، الذي قبل أن يبيع ضميره الحقوقي، في سوق نخاسة ما بعد الثلاثين من يونيو3، وهبط من مكانه، ناشطاً ذائع الصيت في الدفاع عن حقوق الإنسان، إلى مستنقع الترويج والتسويق، لسلطة جديدة، هي، في ذاتها وتكوينها، بمثابة جريمة ضد الإنسانية. وأشار لما حدث في مسخرة الانتخابات، مع واحد مثل فقد عمرو الشوبكي الذي جردوه من ثيابه ووضعيته في الانتخابات لا تختلف عن وضعية أسامة الغزالي حرب، فالكل يؤدي دورا ، لم يكن مسموحاً له رفضه، أو الانسحاب منه، أو الاعتذار عن عدم مواصلته، وإلا فهم جاهزون بمعدات الاغتيال المعنوي والتصفية الأدبية. وأوضح قنديل أن النخب التي ارتضت أن تُسْتٓخدٓم في مشروع الانقلاب عام 2013 اختارت، بكامل وعيها، أن تبيع ثورتها، لمجموعة من الأوغاد انتقاماً من شركائهم في الثورة.