في ظل تكتم إعلامي وحكومة واسع من قبل "سلطة الانقلاب العسكري" تزداد وتيرة الانهيار السياحي في مصر بشكل عام وفي مناطق جنوبسيناء بشكل خاص، نتيجة عدة عوامل متداخلة أبرزها تكرار حوادث السرقة والاغتصاب والتحرش الجنسي للعديد من السائحات بدول مختلفة. ونظرا لانشغال أمن الانقلاب بملاحقة "المعارضين للانقلاب العسكري" وتتبع النشطاء السياسيين، باتت العديد من المناطق السياحية، وكرا لعمليات السرقة والتحرش الأمر الذي يتسبب في زيادة انهيار القطاع السياحي بمصر. وبحسب تقرير نشره موقع "البديل" فإن محافظة جنوبسيناء شهدت خلال الفترة الماضية عدد من الحوادث التي تمت ضد سائحات، سواء عرب أو أجانب، وتنوعت الجرائم بين سرقة واغتصاب أو حتى تحرش، مما جعل عرش السياحة مهدد بالانهيار والسبب الرئيسي أرجعه البعض للغياب الأمني، بينما أرجعه آخرون لوجود مدقات جبلية ومناطق خفية كثيرة لا يعلم بها الأمن ويخشى الاقتراب منها، تسهل من عمليات الخطف والاغتصاب . وأعلن مدير مركز إدارة الأزمات والعمليات بديوان عام محافظة جنوبسيناء، الجمعة الماضية، أن عدد المغادرين بمطار شرم الشيخ بلغ 8 آلاف و893 سائحًا، حيث أن حركة المغادرة أصبحت أكثر من حركة الوصول، مشيرًا إلى أن الوضع أصبح هكذا بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى وبداية العام الدراسي الجديد. وأضاف مدير مركز إدارة الأزمات والعمليات، أن ميناء نويبع استقبل 302 سائحًا، وغادر 96 سائحًا، كما شهد وصول 685 سائحًا لميناء طابا ومغادرة 709 سائحين. تكرار حوادث الاغتصاب وجاءت آخر حادثة عندما اغتصب سائق سيدة تبلغ من العمر 30 عامًا، في إحدى العشش الصحراوية بمدينة شرم الشيخ، حيث استاق المتهم الضحية للعشة واغتصبها عنوة، مما جعلها تتقدم ببلاغ إلى قسم شرطة أول شرم الشيخ. وذكرت الضحية أنها حال تواجدها بمحطة شرق الدلتا بحي النور- دائرة القسم، حضر إليها أحد قائدي السيارات الربع نقل وقام باصطحابها بحجة إيجاد فرصة عمل لها، إلا أنه قام باصطحابها عنوة إلى إحدى العشش بالمنطقة الصحراوية، واغتصبها بعد أن شل حركتها، وتركها في المكان وفر هاربًا. وبالفعل تم ضبط الجاني ويدعى “س.ع.ع” 30 سنة، ومقيم حي النور بشرم الشيخ، الذي اعتدى على الضحية وتبين أنه سبق اتهامه في القضية رقم 4780 لسنة 2009 جنح قنا “مشاجرة”، وبعرض المتهم على المجني عليها تعرفت عليه ومن جانبه أقر بارتكاب الجريمة، ولكن جاء ذلك بعد فوات الأوان فأين الأمن من قبل الحادث؟ ولم تكن تلك الحوادث وليدة اللحظة أو مرحلية، ولكن شهدت المحافظة خلال عامي 2014 و 2015 عدد لا بأس به من الجرائم التي ترتكب ضد السائحات دون أي تواجد للأمن سوى بعد انتهاء الحادث، مما جعل السياحة في حالة ركود تام وتعتمد المحافظة على السياحة الداخلية، ولكن السياحة الخارجية فأوشكت على الانقراض لكثرة الاعتداءات تجاه السياح . حوادث السرقة المتكررة وإلى جانب عمليات التحرش والاغتصاب، يتعرض السياح الأجانب في جنوبسيناء أيضا إلى عمليات سرقة متكررة، كان آخرها ما كشفت قوات أمن الانقلاب بجنوب، بعدما تم سرقة إحدى الفيلات بمنطقة الرويسات في شرم الشيخ سبتمبر الماضي، بعد تقدم المدعو “ا. ف. ح” 47 سنه ومقيم الرويسات بشرم الشيخ وزوجته المدعوة “ب. ا” ألمانية الجنسية ببلاغ لقسم أول شرطة شرم الشيخ بأنهما فوجئا بسرقة بعض محتويات الڤيلا عن طريق الدخول من نافذة الصالة . وقال المبلغ: إن هذه المسروقات عبارة عن خزينة “ safe box ” بداخلها جواز سفر خاص بالمُبلغ وزوجته وبعض الأوراق الشخصية و”4 هواتف محمولة، 3 سامسونج و1 نوكيا ولاب توب ماركة آيسر أسود اللون، وساعة يد ماركة بيرتلينج و2 نظارة شمسية ومبلغ مالي وقدره 150 يورو و2 حافظة جلدية”، ولم يتهما أحدًا بالسرقة. وبعد اتخاذ الإجراءات اللازمة، تبين أن المتهم هو المدعو “و. م. ف” 32 سنة عاطل ومقيم ش الخلو راغب طنطا- الغربية، وكان يعمل مع المُبلغ منذ ثلاثة سنوات، والمدعو “م. س. ا” 22 سنة عاطل ومقيم ش راغب باشا طنطا – الغربية، وهما من ارتكبا تلك الواقعة، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهما بمنطقة الرويسات، وأرشدا عن المسروقات، وباستدعاء المجني عليهما تعرفا على المسروقات وفي واقعة أخرى، تلقى قسم شرطة ثاني شرم الشيخ من المدعوة “ Mhksu Dobova Svetlana ” روسية الجنسية نزيلة بفندق جاز ماربيل نبق دائرة القسم بقيام أحد الأشخاص بخطف حقيبة اليد الخاصة بها أثناء سيرها بشارع نبق الرئيسي وبداخلها “ساعة يد – هاتف محمول – 100 دولار”. وتبين أن مرتكب الواقعة المدعو “ع.ع.ع” 21 سنة فرد أمن بفندق إستيرادا ومقيم بسكن العاملين بالفندق، وعقب تقنين الإجراءات تم إعداد مأمورية لضبط المذكور بمكان إقامته وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتم ضبط المسروقات بإرشاده. ومن الملحوظ أنه عقب كل واقعة من الوقائع السابق ذكرها أو أغلبها إن صح التعبير، فيكون دور الأمن في إحضار الجاني، ولكن أين دور الأمن قبل تلك الوقائع التي تعمل على انقراض السياحة الخارجية؟