بعد وصول المنشور اليومي من مكتب قائد الانقلاب بالأخبار اليومية المسموح بتداولها في الصحف المصرية "الحكومية والحزبية والخاصة"، وحجم التغطية وكيفية التناول، كانت خطاب عبد الفتاح السيسي بمناسبة الذكري ال42 لانتصارات حرب أكتوبر هو المادة الأهم من ناحية الإبراز، فيما واصلت حملتها الممنهجة ضد حزب النور السلفي بعد انتهاء دوره في مسرحية العسكر. وأبرزت صحف إصرار السيسي على التوغل على البرلمان المزعوم، بعدما أكد أن الحكومة مستمرة بعد انتخابات مجلس النواب، مشددًا على أن مستقبل وزارة شريف إسماعيل لا ترتبط بنتائج الانتخابات، وهو ما يعكس هشاشة البرلمان المقبل وتبعيته المطلقة للحاكم العسكري في ظل حرص قائد الانقلاب على خلق مؤسسات كرتونية تضمن له استكمال ديكور دولة المؤسسات ويمنحه في الوقت نفسه الصلاحيات الكاملة للحكم المطلق. وأفردت الصحف الانقلابية مساحة واسعة لتناول ملفات خاصة بذكرى نصر أكتوبر، وأبرزت شهادات من ضباط بالقوات المسلحة حول بطولات الجنود في ملحمة العبور، فيما أبرزت "الوطن" أعلى الغلاف ملف بعنوان: "رحلة بطل من النصر إلى الظل" يرصد بطولات وهموم وقود الحرب المنسيين في الذكري ال42 لنصر أكتوبر. وجاءت الطبعات الأولى من الصحف الموالية للانقلاب العسكري اليوم الثلاثاء، لتمنح المساحة المخصصة يوميًّا لجماعة الإخوان، سواء لتشويه التنظيم أو التحريض ضد قيادات وكوادر التيار الإسلامي؛ حيث حرضت "اليوم السابع" السلطات الأمنية ضد أحد نواب الإخوان بمجلس الشعب، وأحد القيادات المعينين في إحدى الشركات التابعة لوزارة الاستثمار. وزعمت الصحيفة، المقربة من الأجهزة الأمنية، "بالمستندات.. الحكومة تتستر على قيادي إخواني هارب وتمنحه إجازة بدون مرتب للعام الثاني على التوالي"، وتابعت أن الحكومة، ممثلة في شركة النصر لصناعة الكوك التابعة للقابضة المعدنية إحدى شركات وزارة الاستثمار، جددت الإجازة السنوية للقيادي الإخواني أحمد عبده شابون عضو مجلس شعب سابق عن الجماعة وذلك للعام الثاني، رغم التحفظ على أمواله من قبل لجنة حصر أموال الإخوان، مطالبة بالتحقيق معه. وأشارت "الوطن" إلى القبض على 9 من القيادات الوسطي للإخوان التي وصفتها ب"الإرهابية" في عدد من المحافظات، فيما أعلنت "البوابة" التي يرأس تحريرها عبدالرحيم علي إلى حل دفعة جديدة من جمعيات الإخوان في عدد من المحافظات سوف يتم الإعلان عنها. وفى الشأن الدولي، تابعت صحف العسكر ردود الأفعال لواقعة الاعتداء على مواطن مصري بالعقبة؛ حيث قالت إن السلطات الأردنية ألقت القبض على أشقاء النائب الذين اعتدوا على المصري، ونقلت بيان عن الداخلية الأردنية: التصرفات الفردية لن تنال من قوة العلاقات بين البلدين. وأبرزت "الأهرام" آخر تقرير للقنصلية العامة بجدة حول حادث مني: ارتفاع الوفيات بين الحجاج المصريين إلى 146 والمفقودون 92، بينما تباكت "البوابة" على تخاذل السلطات المصرية فى أزمة سد النهضة، وتناولت آراء الخبراء الذين يطالبون بتدويل الأزمة نظرا لخطورة ذلك على حصة مصر المائية، وقالت إن وزير الموارد المائية ينتقدهم ويقلل من آرائهم واصفا: "مش فاهمين حاجة". واعتبرت "الدستور" أن دعم السيسي للغارات الروسية على المدنين في الشمال السوري نكاية في إدارة أوباما رغم تصريحات قائد الانقلاب التي حاولت كسب ود واشنطن، ونقلت عن الصحف الروسية: "آسفين مستر أوباما مصر تدعم الموقف الروسي في سوريا". وحكوميًا، قالت "المصري اليوم" إن رئيس الوزراء" يترأس لجنة وزارية لبحث تخفيض عدد المكاتب الخارجية التي تمثل الخارجية والثقافة والإعلام في السفارات والقنصليات والعواصم الخارجية لتقليل النفقات. وكشفت "اليوم السابع" عن بلاغ للنائب العام يتهم قيادات من وزارة المالية بفرض إتاوات على جهات حكومية أو ما تمثل "الرشوة" المقننة، وأوضحت أن مسئولي المالية المندوبين في الوزارات يبتزون المصالح الحكومية للحصول على مخصصات المالية من الموازنة، ومن الهيئات التي تشتكي الهيئة العربية للتصنيع وهيئة الموانئ، كما تناولت تأكيد وزير الإسكان عن بدء تسليم وحدات المليون وحدة في المحافظات خلال أيام. بدورها، أشارت "الدستور" إلى تكليف وزير البترول لرؤساء الشركات بمتابعة أزمة الوقود المتفاقمة بالصعيد ميدانيًا، وضخ 75 مليون لتر بنزين يوميًا لمواجهة الأزمة. وفى الشأن السياسي، واصلت الأذرع الإعلامية مهاجمة حزب النور ضمن حملة ممنهجة للحد من حصوله على أصوات الناخبين واغتياله سياسيا عن طريق التركيز على سلبياته وانتقاده بشدة، فنشرت "اليوم السابع" رسالة من 6 صحفيات محجبات من "اليوم السابع" إلى حزب النور: المرأة المصرية ليست عورة ولا كمالة عدد. وأعادت "الشروق" نشر رأى تواضروس الذي يجدد فيه رفضه لترشح الأقباط على قوائم النور، ويصفه: "لا يستقيم ولا يصح"، فيما زعمت "البوابة" عن وجود "تحالف بين النور والجماعة الإسلامية لمنع الأقباط من التصويت في الصعيد، وذهبت "الدستور" إلى أبعد من ذلك إذ كشفت عن تفاصيل اجتماع سري بين قيادات حزب النور وضباط ال CIA للسيطرة على البرلمان بمساعدة إخوانية، ورموز الطابور الخامس شاركت في المؤامرة. وأشارت "المصري اليوم" إلى أن "اللجنة العليا" تشكل دوائر بالمحاكم لمواجهة بلطجية الانتخابات، وأعلنت: 55 مليونا و300 ألف مواطن يصوتون فى المرحلتين، موضحة أن من حق رئيس اللجنة الكشف عن وجوه المنتقبات للتأكد من هويتهن. واقتصاديًا، واصلت "المصري اليوم" الحديث عن انتقادات المؤسسات المالية ورجال الأعمال لسياسة الحكومة الاقتصادية وقرارات البنك المركزي، وأشارت إلى ارتباك حكومي أمام استمرار أزمة سياسة النقد حيث سببت قرارات رئيس المركزي لإحراج الحكومة أمام المستثمرين ورجال الأعمال؛ بسبب نقص اعتمادات الدولار. وقالت إن رامز يجتمع مع ممثلي منظمات الأعمال والبنوك لبحث التداعيات السلبية، ورجحت الصحيفة عدم التجديد لرامز لفترة جديدة في رئاسة البنك المركزي، وفي سياق متصل استعرضت الصحيفة تقرير نشرته "بلومبرج" الأمريكية تؤكد: المركزي يدير الجنيه بإحكام. ونشرت "الوطن" تصريح وزير التخطيط عن إطلاق: برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي بعد الانتخابات، والإعلان عن خطة التنمية المستدامة 2030 الشهر المقبل. وحول الحالة الأمنية، نشرت "الوطن" خبر اعتداء امرأة سعودية بالضرب على ضابط وأمين شرطة بمطار القاهرة والتحقيق معها، فيما أشارت "الشروق" إلى استدعاء الحاكم العسكري للشهادة في قضية سجن بورسعيد.