صحف إثيوبيا: السيسي يلجأ للكنيسة بعد فشله في حل أزمة المياه مع إثيوبيا سياسيا كتب - كريم محمد كشفت تقارير صحفية أجنبية وأثيوبية عن فشل الزيارة الدينية للبابا تواضروس الثاني في حلحلة الموقف الإثيوبي من قضية المياه مع مصر، ورفض الجانب الإثيوبي أي تنازلات، مؤكده أن فشل القيادات الدينية المسيحية جاء بعدما طلب السيسي تدخل الكنيسة بعد فشل المفاوضات السياسية مع أثيوبيا لإثنائها عن استكمال السد لحين اختيار لجان التقييم الدولية له ومعرفة حجم أضراره على مصر. وحاولت صحف مصرية ومصادر بالكنيسة القبطية النفي مبكرا أن تكون زيارة تواضروس "سياسية" أو أنها ستناقش موضوع سد النهضة، وركزت على انها "زيارة رعوية ودينية"، للتغطية على الهدف الحقيقي للزيارة، واحتمالات الفشل في الحصول على أي تنازلات إثيوبية، وزادت حدة النفي في أعقاب فشل الزيارة بالفعل في تحقيق أي تقدم في هذا الملف الخطير. وقالت مصادر كنسية مصرية إن الزيارة التي بدأها السبت الماضي البابا تواضروس الثاني، وتنتهي غدا الاربعاء إلى أثيوبيا هي زيارة كنسية ولكن سيتخللها سعي الكنيسة لإزالة الاحتقان بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة الذي أعلنت إثيوبيا الانتهاء من بناء 47% منه، وتعسرت المفاوضات حوله، ويقول خبراء مياه إنه يضر بالأمن المائي لمصر. وقالت المصادر، إن الكنيستين المصرية والإثيوبية تلعبان دورا في تحسين علاقات البلدين وإزالة أي احتقانات سياسية، ولكنها شددت على أن التدخل الكنسي "ليس سياسيا" وإنما من أجل "المحبة بين الشعبين". وأشارت صحيفة الأهرام في حوار أجرته يوم السبت مع البابا تواضروس قبل سفره إلى ما أسمته "التكليفات المحددة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي المطلوب تنفيذها خلال هذه الزيارة"، مشيره إلي أن "على رأسها قضية مياه نهر النيل، وكيف تستطيع الكنيسة ان تلعب دوراً لمصلحة الأمن المائي المصري باعتباره قضية قومية بالغة الأهمية". وحول البابا في حواره مع صحيفة (الأهرام) نفى ذلك مؤكدا أن زيارته لأثيوبيا "هي زيارة كنسية في المقام الاول للاحتفال بعيد الصليب وهو أكبر الأعياد الإثيوبية، ورد على زيارة البابا متياس بطريرك إثيوبيا لمصر في يناير الماضي، والأمر الثالث تواصل المحبة بين الكنيستين المصرية والإثيوبية أصحاب التاريخ الطويل". ورغم قول البابا في الحوار "إن هذه الزيارة ليست لها علاقة بأي أجواء معينة بين البلدين أو حول موضوع مفاوضات مياه نهر النيل وسد النهضة الإثيوبي لأنها مرتبة منذ شهور عدة"، و"إنه لا توجد أي تكليفات محددة له خلال هذه الزيارة"، إلا أنه قال: "ولكن الإحساس الوطني وعلاقة الكنيستين يدفعني من أجل وجود حالة من التوافق بين البلدين"، وتابع: "مياه نهر النيل عطية من الله فلا يجوز أن تكون محور خلاف". https://twitter.com/eahram/status/647447374307164160 أيضا ألمح الأنبا "بيمن" منسق العلاقة بين الكنيستين المصرية، والإثيوبية، لأن زيارة البابا تواضروس الثاني تشمل شقا سياسيا يتعلق بسد النهضة، حيث كشف في تصريحات لصحف مصرية عن "إجراء لقاءات رسمية مع مسؤولين إثيوبيين مساء الثلاثاء، يتقدمهم لقاء رئيس الدولة الإثيوبي"، مشيرًا إلى أن "البابا تواضروس الثاني سيستقبل أيضًا عددًا من المسؤولين بمقر إقامته، مساء الثلاثاء". واستطرد:" نحمل رسالة للشعب الإثيوبي تتلخص في أن الشعب المصري حريص على مصالحكم، وحديثنا عن سد النهضة باعتبارنا "قوة ناعمة". https://twitter.com/sherifesa/status/647452409434886144 صحف إثيوبيا تهاجم دور البابا السياسي واهتمت الصحف الإثيوبية بتغطية زيارة البابا تواضروس الثاني مبرزة الجانب السياسي للزيارة برغم أن العنوان المعلن لها هو الاحتفال الديني، وقالت إن تزامنها مع المفاوضات الجارية بشأن سد النهضة التي تسبب في توتر العلاقات بين مصر وإثيوبيا "يجعلنا نتساءل هل تلك الزيارة هدفها العلاقة القديمة بين الكنيستين فقط أم لها جانب سياسي ودبلوماسي خاص بسد النهضة؟". وقال موقع (ذى هيرالد) إن "مصر التي تدعي صداقة إثيوبيا كانت تزعم أن إثيوبيا جزءا من آراضها، والآن تهادن مصر من أجل إبرام معاهدات مع أثيوبيا من أجل مصلحتها الشخصية"، وانتقد تدخل البابا تواضروس في المشكلة قائلا: "ينبغي أن تترك السياسة وموضوع سد النهضة للسياسيين وليس لرجال الدين". وتابع الموقع موجها نقدا حادا للبابا تواضروس: "يجب على القادة السياسيين عدم اقحام رجال الدين في السياسة التي تحتمل فن الخداع والكذب، والدبلوماسية المكوكية، وإلا فكيف للواعظ الديني بعد أن يقحم في السياسة أن يدير الصلاوات ويتضرع للإله ويسمى قديس؟". ولتأكيد الجانب السياسي لزيارة البابا قالت "ذا هيرالد": "يبدو لنا أن رحلة البابا ثيودوروس من أرض المسلمين من مصر إلى أرض مسيحية في إثيوبيا، ومنبع نهر النيل، لديها ما تفعله مع البعثة الدبلوماسية بدلا من العلاقة الغرامية الكنسية". وأضافت: "الزعيمان عبد الفتاح السيسي وهايلي مريم ديسالين فشلوا في تسوية النزاع حول سد النهضة، كما أنهما يفهمان جيداً وبوضوح أن فشل المفاوضات بين البلدين من شأنه أن يؤدي إلى حرب دموية؛ ولذلك، فقد لجأت مصر إلى الأب الروحي لإثيوبيا، وإلى الناحية الدينية في تحقيق نوع من التسوية أو السلام الدائم لشعب مصر وإثيوبيا". البابا بين مرسي والسيسي وحينما اندلعت أزمة سد النهضة وبدأ البناء في ظل انشغال مصر في ثورتها (يناير 2011)، وحاول أول رئيس منتخب بعد الثورة (محمد مرسي) الضغط على إثيوبيا، قال البابا تواضروس تصريحا شهيرا رد به على من طالبوه بالتحرك مع الكنيسة الإثيوبية، معتبرا أن "لا دور للكنيسة في النزاع". حيث قال إن الأمر "يتعلق بحكومات ودول، والكنيسة لا دخل لها"، وشدد على أن ترديد اسم الكنيسة في هذه الأزمة يُعد نوعا من "الخبث"، حتى يشعر الشارع بأن الكنيسة في يدها الحل، وهي التي تمتنع، وهو ما ليس حقيقيا، وفق قوله. ويقول خبراء إنه حدث تحول في تحرك البابا مع إثيوبيا في ملف سد النهضة في عهد الرئيس الحالي السيسي، على عكس موقفها السابق، ويشيرون للقاءات عقدها البابا قبل سفره لإثيوبيا اليوم 26 سبتمبر، مع الرئيس المصري "السيسي"، ووزير الري لهذا الغرض، وتصاعد الحديث عن تنسيق كنسي مصري مع بابا أثيوبيا لتبريد الخلافات حول سد النهضة، إلا أنهم يخشون أن تكون هذه الجهود ضائعة لأن إثيوبيا أنهت نصف البناء تقريبا، ولن توافق على وقف ما تبقي من البناء لأي سبب من الأسباب، بحسب هؤلاء الخبراء. https://twitter.com/ImadShamsy/status/636516381920399360 أبدت مصادر حكومية مصرية وخبراء مياه حالة من القلق تجاه ما قالوا إنه "تلكؤ" إثيوبيا، وتأخر دراسات تقييم تأثير أضرار سد النهضة على مصر حتى الآن، في وقت تسعي في اديس ابابا لأنهاء بناء السد دون توقف لفرض امر واقع، والتحكم في ميه النيل واحتكارها ما قد يؤدي لمشاكل وصراعات مائية مستقبلا في حوض النيل. وقال الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه، وعضو لجنة حوض النيل في تصريحات صحفية، إن "مصر اعترفت ببناء السد ولم تضمن حصتها من المياه ولا جدوى من المفاوضات ولا بد من إلغاء إعلان المبادئ والتحرك نحو مجلس الأمن بعد تعطل عمل المكتبين الاستشاريين الفرنسي والهولندي وانسحاب الاخير، لدراسة وتقييم سد النهضة، وبيان مدى تأثيره على حصص مصر والسودان من مياه النيل. وقال "نور الدين" إن "إثيوبيا ليست محل الثقة التي أعطتها مصر لها، وإنها تسعى لاحتكار مياه النيل وحرمان مصر منها في نوع من الثأر، حيث إن ملء السد سيؤدى إلى إنقاص حصة مصر من 12 إلى 9 مليار متر مكعب من المياه سنويا".