واصلت مليشيات الداخلية تنفيذ توصية قائد الانقلاب الفاشي عبدالفتاح السيسي بتطبيق –ما أسماه- بالعدالة الناجزة، وقامت بمواصلة تصفية الثوار ومناهضي الحكم العسكري بدم بارد، بعد الجريمة الوحشية التى نفذتها عناصر الشرطة فى أوسيم بتصفية 9 من الأهالي أمام ذويهم. وشنت قوات الشرطة هجوما بربريا على مدينة أوسيم بالجيزة، ارتكبت خلاله مجزرة وحشية أسفرت عن مقتل 9 من مناهضي الحكم العسكري، فى جريمة أكد شهود العيان أن أكثر عمليات القتل دمت داخل منازل الشهداء وأمام أعين ذويهم بدم بارد. وكررت داخلية «مجدي عبدالغفار» ذات الرواية الأمنية المتلازمة لتصفية الثوار، والتى تزعم أن العملية «الاستباقية» طالت عناصر إرهابية، وحدث خلالها تبادل كثيف لإطلاق النار داخل إحدى الأراضي الزراعية، ما أسفر عن مقتل 9 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. وأكدت قناة الجزيرة الإخبارية –فى تقرير لها- مساء أمس، أن الثغرات الفاضحة فى بيان الداخلية الفاشي، كشف عن كذب ادعاء الجهاز الأمني، بعدما أسفر تبادل إطلاق النار عن مقتل ال 9 عناصر دون وجود مصاب أو هروب أحد العناصر من ميدان الاشتباكات، أو آخر لفظ أنفاسه داخل المستشفي، فضلا عن خلو البيان من إصابة أحد عناصر الشرطة أثناء تبادل إطلاق النار –الذى وصفته الداخلية- ب الكثيف. وأوضح التقرير أن ثغرات الرواية تجاوز محاولات تأكيد الداخلية على صدقيتها خاصة بعدما ماتت كل الأهداف دفعة واحدة وفى المكان نفسه، ما يؤكد على أن مليشيات الداخلية لم تكن ترغب فى القبض على من اعتبرتهم إرهابيين. وأضاف أن عمليات التصفية الجسدية التى طالت معارضي النظام العسكري، والتى وصفتها منظمة "هيومان رايتس ووتش" ب «الهواية الأثيرة لأجهزة الأمن المصرية»، توحشت بعد عملية اغتيال النائب العام هشام بركات، والتى أطلق فى أعقابها السيسي رصاصة الانطلاق لملاحقة الثوار والتخلص من المناهضين لحكمه تحت لافتة "العدالة الناجزة" والتى ترجمتها الشرطة إلى القتل المباشر والتصفية بدم بارد. وأشار التقرير إلى أنه لم تمر ساعات قليلة حتي ارتكبت مليشيا الداخلية جريمة بشعة فى مدينة 6 أكتوبر بتصفية 13 من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان داخل إحدي الشقق السكنية، فى رواية كربونية لتلك التى خرجت مع مذبحة أوسيم، والتى زعمت أنهم عناصر إرهابية بادرت بإطلاق النار. وتابع: "إلا أن الحقائق التى تكشفت تباعا فضحت هشاشة رواية الداخلية، فأهالي الضحايا أكدوا وجود أثار تعذيب على أجساد ذوييهم، ووجود بقايا حبر على أصابعهم يوشي عن أخذ بصماتهم، فضلا عن أثار على أيديهم يستنتج منها أن بعضهم كان موثوق اليدين، وهو ما يفند رواية العسكر ويفضح أن القتلي اعتقلوا أولا قبل أن يتم تصفيتهم جسديا". ولفت التقرير إلى أن الفيوم شهدت بعد أيام قليلة من جريمة أكتوبر ما وصفه الأهالي بأنه الأسوأ، بعدما قامت الداخلية بتصفية 5 من جماعة الأخوان والتمثيل بجثثهم أمام أطفالهم وذويهم، لتخرج بعدها الرواية الرسمية لتتحدث عن إرهاب وتبادل لإطلاق النار وإحباط عمليات إرهابية. وأكدت منظمات حقوقية أن ظاهرة التصفية الجسدية باتت تتم تحت مظلة القانون، حيث تضمن قوانين السيسي نجاة القاتل من العقاب، ما يفتح شهية عناصر الداخلية لتصفية المعارضين وقتل المشتبه فيهم رميا بالرصاص أو إلقاءً من فوق أسطح المنازل ضمن هواية دموية أثيرة.