"شجب وتنديد واستنكار" هذا كل ما قدمه الحكام العرب والمسلمين للقدس والمسجد الأقصى علي مدار عشرات السنوات، دون أن يكون لهم دور واقعي ملموس لوقف تهويد الأقصى والتصدي لتغيير الواقع السكاني في مدينة القدس. ولم تسفر مؤتمرات القمم العربية والإسلامية خلال العقود الماضية عن وصول دولار واحد من المليارات ممن كان يتم الإعلان عنها بتلك المؤتمرات، وذلك وفقًا لما أعلنه الشيخ يوسف أدعيس، وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني. وانتقد "أدعيس" الصمت العربي الإسلامي تجاه ما يحدث للمسجد الأقصى، مشيرًا إلى أنه لو كان هناك تحرك حقيقي ينسجم مع الأحداث التي تحدث في الأقصى لحسبت إسرائيل لذلك ألف حساب, لافتًا إلى أن إسرائيل تصدر اليوم قرارات تمنع المصلين من المكوث في المسجد الأقصى أكثر من نصف ساعة مما يعتبر تعديًا على حرية العبادة خاصةً أن المواثيق والمعاهدات الدولية كفلت حرية العبادة لكل إنسان. وأشار إلى أن إسرائيل مصرة على تنفيذ مخططاتها الرامية لتدمير المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم مكانه وتتفنن في إصدار القوانين والتعليمات من أجل المساس بالمسجد الأقصى المبارك, فتارة تدخل قطعان مستوطنين تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي وتارة تقسم الأقصى زمانيًّا وتارة تقسمه جنسيًا بمنع الإناث وتدخل الصبية وتمنع الرجال وتدخل النساء. وحذر "أدعيس" من مخططات تهويد الأقصى، مشيرًا إلى وجود حفريات إسرائيلية خطيرة تحت المسجد الأقصى وفي محيطه وصلت إلى ما تحت قبة الصخرة المقدسة، متهما إسرائيل بالرغبة في الاستيلاء علي المدينة بكاملها من خلال تهجير المقدسيين وفرض ضرائب باهظة عليهم وشن حملات اعتقال موسعة بحقهم. من جانبه انتقد المفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين ، الصمت العربي تجاه ما يحدث للأقصى، قائلاً: "للأسف الشارع العربي ألف وتعود على رؤية الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، فالعرب تخاذلوا في نصرة القدس وباعوا القضية". واعتبر "ياسين" أن الظرف مواتي الآن للصهاينة للتمدد في الجسد العربي وإنهاء القضية الفلسطينية لصالحه، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية "ماتت" بعد أن أسقطت القمة العربية الأخيرة الكيان الصهيوني من قائمة أعداء العرب. وأضاف أن مرابطات الأقصى لقَّن العرب درسًا بتصديهم لقوات الاحتلال والمستوطنون المتطرفون وسط الضعف العربي. في حين أكد رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى ناجح بكيرات، أن المستوطنين المتطرفين الذين يقتحمون المسجد الأقصى يسعون إلى فرض سياسة الأمر الواقع من خلال استغلال الأعياد اليهودية من أجل التحريض على الأقصى والاستفادة من كل الظروف المحيطة. وقال بكيرات إن ما يجري في المسجد الأقصى من اقتحامات ومضايقات للمصلين بمثابة مخطط إسرائيلي قديم وحديث يهدف لخلق واقع وجود اليهود في داخل المسجد الأقصى ورفع من سقف المطالبات الإسرائيلية إلى إغلاقه أمام المصلين المقدسيين ومنعهم من دخوله، مشيرًا إلى أن هناك تصاعدًا مستمرًّا لوتيرة الانتهاكات بشكل كبير خاصة وأن الاحتلال يتذرع بالانشغال العربي والأحداث الداخلية السياسية والأمنية والتعتيم الإعلامي عن القدس في ظل ممارسة جرائمه واقتحاماته المستمرة للأقصى.