بين "الرز السعودي والرز الإيراني".. يمارس قائد الانقلاب العسكري، الابتزاز الرخيص بحق "راعيه الأول "، المملكة العربية السعودية، بشأن تزويده بالوقود، ويهدد بفتح صفحة جديدة من العلاقات مع إيران، ردا على توقف المملكة عن تزويده بالوقود المجاني ،واشتراط الدفع "نقدا" دون تسهيلات كما كان في السابق. تشدد سعودي ومن جهته، كشف وزير المالية بحكومة الانقلاب، هاني قدري دميان، أنه يتم إجراء ترتيبات مع السعودية لتوريد مواد بترولية، بتسهيلات في الشراء والسداد، للوفاء باحتياجات الاستهلاك، وفق قوله. وذكرت صحيفة "المصري اليوم"، التي نقلت تصريحات الوزير، الأربعاء، أنه فضل عدم ذكر قيمة المواد البترولية التي يتم وضع ترتيبات استيرادها من السعودية، وحجمها، في الوقت الراهن. وكان رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي التقى وزير البترول، السبت الماضي، وبحث معه الاتفاقيات المشتركة مع الجانب الإيطالي، مؤكدا أهمية مواصلة سداد مستحقات شركات النفط والغاز، وخفض المديونيات المستحقة لها. لكن صحيفة "الوطن" الموالية لأجهزة المخابرات قد كشفت نقلا عن مصادر وصفتها ب «الحكومية المطلعة»، عن وجود مفاوضات جديدة بين مصر ودول السعودية والإماراتوالكويت، لتوقيع عقود سنوية لاستيراد منتجات بترولية بدءاً من أغسطس المقبل، لسد احتياجات السوق المحلية من الوقود خلال شهور الصيف الحالية. المصادر أوضحت، وفق صحيفة «الوطن» أن الحكومة تتفاوض على استيراد 100 ألف طن بنزين شهرياً لمدة عام من الإمارات بتسهيلات في الدفع، واستيراد 500 ألف طن بوتاجاز شهرياً من السعودية، على أن تسدد قيمة الشحنات أولاً بأول، واستيراد ما بين 40 و60 ألف طن سولار لمدة 6 أشهر من الكويت بتسهيلات بنكية ميسرة تسدد قيمتها على 9 أشهر بفائدة لا تزيد على 3%.
الوقود المجاني وقال مصدر بوزارة البترول المصرية، حسب الصحيفة ذاتها، إن المنح الخليجية المجانية، في صورة مشتقات بترولية، توقفت تماماً منذ يونيو الماضي، مدعيا أن توقف هذه المنح «لن يؤثر سلبًا على مصر نظراً لاستقرار أوضاع سوق الوقود المحلى». وأوضح المصدر ذاته أن المفاوضات الجارية الآن تتعلق بعقود تجارية بتسهيلات ائتمانية وليست بمنح مجانية. ولفت إلى أن كل شحنات الوقود في المفاوضات الحالية سيتم استخدامها كمخزون استراتيجي لاستخدامه وقت الأزمات بالأسواق المحلية، مؤكداً أن توقف المنح لا يعنى تعنتاً أو تخلياً عن مصر؛ فالمنح توقفت بانتهاء آجالها المتفق عليها مسبقاً. وأكد المصدر، أن المنح الخليجية، من المشتقات البترولية، توقفت تماماً منذ يونيو الماضي، مشيراً إلى أن توقف هذه المنح لن يؤثر سلبياً على مصر نظراً لاستقرار أوضاع سوق الوقود المحلي، موضحا أن المفاوضات الجارية الآن مع الكويتوالإمارات تتعلق بعقود تجارية بتسهيلات ائتمانية وليست بمنح مجانية. وأشار المصدر إلى أن كل شحنات الوقود في المفاوضات الحالية سيتم استخدامها كمخزون استراتيجي لاستخدامه وقت الأزمات بالأسواق المحلية، مؤكداً أن توقف المنح لا يعني تعنتاً أو تخلياً عن مصر، فالمنح توقفت بانتهاء آجالها المتفق عليها مسبقا، على حد قوله.
التهديد بإيران إزاء التشدد السعودي واشتراط الدفع مقدما في تزويد القاهرة بالوقود جاءت تصريحات لوزراء بحكومة الانقلاب تهدد بالتوجه إلى إيران وفتح صفحة جديدة معها خصوصا بعد الاتفاق النووي مع القوى الغربية ورفع الحصار عنها . وهو ما يمثل ابتزازا للمملكة التي وقفت مع الانقلاب بقوة وحمته من السقوط بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب في 30 يونيو 2013، عبر ضخ عشرات المليارات من الدولارات وتزويده بالوقود المجاني مدة سنتين كاملتين مكنت الانقلاب من الصمود وعدم السقوط أمام أمواج الثوار التي لم تهدأ يوما. وفى عنوان صغير يتوسط الغلاف انفردت جريدة الأهرام الرسمية، في عددها أمس الأربعاء بتصريح مثير ومقتضب لوزير البترول في حكومة الانقلاب المهندس شريف إسماعيل بعنوان «وزير البترول: لا مانع من استيراد النفط الإيراني". وفي متن الخبر يقول «أكد المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية، أن قطاع البترول ليس لديه مانع من استيراد الخام الإيراني بعد رفع الحظر والسماح بالتصدير. مشيرا إلى أن خط سوميد تأثر كثيرا بالسلب بسبب الحظر الذي كان مفروضا على إيران وعدم تصديرها أي خام، وأنه يأمل في الفترة المقبلة وبعد السماح لإيران بالتصدير، أن تزيد إيرادات سوميد وتعوض خسائره في الفترة الماضية».
ترحيب إيراني على الفور رحبت إيران بتلك التصريحات عمليا وقامت بإلغاء تأشيرات الدخول إلى أراضيها لمواطني 7 دول من بينها مصر. وبحسب صحيفة "كيهان": «من الآن فصاعدا سيتمكن السياح من تركيا ولبنان وأذربيجان وجورجيا وبوليفيا ومصر وسوريا التجوال في إيران من دون تأشيرات الدخول». كما أشارت الصحيفة أنه بناء على القواعد الجديدة لنظام التأشيرات يستطيع مواطنو هذه الدول البقاء في إيران من دون تأشيرة لفترات متفاوتة حسب الدولة تمتد من 15 يوما وحتى 90 يوما.
روسيا البديل من جانبها نقلت صحيفة العربي الجديد اللندنية عن مصدر مسئول في وزارة البترول المصرية، أن حكومة الانقلاب تتفاوض مع روسيا لشراء مشتقات بترولية بتسهيلات في السداد، بعد أن تحفظت السعودية على منح مصر تسهيلات ائتمانية جديدة، وطالبت بدفع مستحقات أية شحنة يتم الاتفاق عليها أولاً.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن المفاوضات ما زالت جارية بين القاهرةوالرياض حول إمداد مصر بمشتقات بترولية مجانية أو يصاحبها تسهيلات في السداد، إلا أن فرص حصول مصر على تسهيلات في السداد مثل المرات السابقة ضعيفة، نظراً لجمود العلاقات بين البلدين خلال الفترة الأخيرة. وأشار إلى ارتباط موقف الكويت بموقف السعودية بشأن تزويد مصر بمشتقات بترولية، وبالتالي قد لا تحصل مصر على مساعدات وتسهيلات كبيرة من الكويت إلا إذا وافقت الرياض أولاً.
وأكد المصدر أنه تم التواصل مع روسيا بالإضافة إلى الإمارات لإمداد البلاد بما تحتاج إليه من مشتقات بترولية (بنزين وسولار) خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن موقف الإمارات مرن للغاية، لموافقتها على منح مصر تسهيلات في السداد تصل لنحو تسعة أشهر.
وحسب بيانات رسمية، حصلت سلطات الانقلاب على منح خليجية عبارة عن مساعدات مالية ومواد بترولية بأكثر من 36 مليار دولار، خلال العامين الماضيين، عقب الانقلاب الذي أطاح بأول رئيس مدني منتخب في 3 يوليو 2013.وتوقفت المساعدات البترولية من الخليج إلى مصر، منذ شهر يونيو، حسب مصادر بحكومة الانقلاب.