أثارت صور و فيديوهات زيارة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي إلى شمال سيناء مرتديا الزي العسكري ، وفي غياب وزير دفاعه صدقي صبحي ، العديد من علامات الاستفهام ، خاصة وأن الأيام الماضية نشرت إحدى الصجف الموالية للانقلاب خبرا يفيد عقد المجلس الأعلي للقوات المسلحة اجتماعا برئاسة صبحي صدقي دون السيسي. زيارة "السيسي" إلي سيناء حملت العديد من الألغاز ذكرها الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "أولها": أن السيسى قال للمصريين عندما أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية إنهم يرونه بالبدلة العسكرية للمرة "الأخيرة" ولكنه عاد اليوم ليظهر بالبدلة العسكرية مرة أخرى لأول مرة منذ ذلك الوقت". "ثانيها"": أن منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة هو منصب مدنى لا عسكرى، ومهامه ذات الصلة بالجيش منصوص عليها دستورياً وقانونيا ، "ثالثها": أن السيسى ظل مختفيا تماما خلال الأيام الثلاثة الماضية، في حين ظهر وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة عند زيارته للمستشفى العسكرى، و"رابعها": غياب الفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع، عن المشهد خلال زيارة اليوم، وغاب معه الفريق أسامة عسكر، وكل قادة الأسلحة الرئيسية بمن فيهم قائد سلاح الطيران رغم وجود حوامة نقلت السيسى، ورغم حرص قائد سلاح الطيران تقليدياً على أن يصاحب السيسى في تحركاته التي لها صلة بركوب السيسي لطائرة مدنية أو عسكرية" ،و"أخيرا": لم يظهر مع السيسى خلال زيارة اليوم إلا صهره الفريق محمود حجازى، الذى عينه السيسى رئيسا للأركان قبل أن يترك الجيش ليترشح للرئاسة". وتساءل الناشط الحقوقي "هيثم أبو خليل" عن سر اختفاء وغياب "صدقي صبحي" وزير الدفاع في حكومة الانقلاب عن لقاء السيسي بالجنود في سيناء قائلا "وديت صدقي صبحي فين يا سيسي ...؟" ، وكتب في تدوينات متتابعة عبر حسابه الشخصي على موقع "تويتر": "السيسي واخد معاه البودي جاردات يحموه وهو وسط جيشه ..وسايب الجنود اللي عندهم أنيميا يحموا ماسر!!"، وأضاف "وديت صدقي صبحي فين يا سيسي ...؟"، فيما اختتم قائلا "لا أراهن علي انقلاب علي انقلاب ..إحنا بنتسلي مع هذه النفوس المريضة إللي بتشك في أقرب الناس لها ..هكذا الديكتاتوريات المريضة من "بكابورت" واحد! من جانبه ، دافع اللواء سامح سيف اليزل، أحد المقربين من قائد الانقلاب، عن السيسي مدعيا أن القانون يسمح للسيسي بارتداء الزي العسكري، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشيرا في مداخلة مع أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي»، أن غياب صدقي صبحي عن زيارة السيسي ، كان لوجوده بغرفة العمليات لمراقبة الوضع. الاهتمام الإعلامي بغياب"صبحي" عن زياة السيسي لسيناء ، لم تكن فقط بسبب التحركات الفردية للرجلين خلال الفترة الماضية ومحاولة كل منهما فرض سيطرتة علي الجيش ، بل جاءت في أعقاب تقارير صحفية وتسريبات عن إجراء "صبحي" اتصالات سرية مع عدد من الدول التقليدية الداعمة للانقلاب لاستطلاع آرائهم حول إمكانية قبوله في مرحلة مابعد السيسي ، في محاولة للحفاظ علي استمرار سيطرة مؤسسة الجيش علي الأوضاع في مصر ؛ خاصة في ظل تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال العام الأول من تنصيب قائد الانقلاب نفسه رئيسا لمصر. ووفقا لتلك التقارير ، فإن جزءا من مخاوف قادة الانقلاب تنبع من التراجع الحاد في تدفق "رز الخليج" خلال الفترة المقبلة والتي يتوقع ألا تزيد عن 2 مليار جنيه فقط مقابل 26 مليار جنيه خلال العام الماضي ؛ الأمر الذي ينذر بكارثة اقتصادية قد جموع الشعب إلى الانضمام للثورة لإزاحة المؤسسة العسكرية تماما من حكم مصر.