"نسيطر على الوضع فى سيناء بنسبة 100%".. هذا ما دأب المتحدث العسكرى لجيش الانقلاب على تكراره فى مختلف وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية وبعد سقوط المئات من جنود الجيش بين قتيل وجريح فى هجمات على عشرات الأكمنة ومناطق تواجد للجيش فى سيناء. تصريحات المتحدث باسم جيش الانقلاب والتى يروج لها إعلام وصحافة العسكر دون البحث عن مدى صحتها على أرض الواقع أو نشرها مصحوبة بآراء بعض آراء أهالى سيناء، كشفت زيفها وسائل إعلام ومحللين أجانب. وأكد المحلل الإسرائيلى "أنشيل بيبر" أن فشل الجيش المصرى بسيناء لم يكن وليد اللحظة، وإنما جاء نتيجة لتمركز الجيش بقواته الخاصة وأفضل الكوادر وأحدث الأسلحة فى القاهرة وضواحيها، لحماية النظام المركزي، وإرسال جنود عاديين وأسلحة ودبابات روسية عمرها يزيد عن 40 عاما، إلى سيناء. وقال "بيبر"، فى تحليل بعنوان "السيسى فقد منذ وقت طويل سيطرته على شمال سيناء"، إن الضباط فى سيناء يفضلون البقاء داخل المقار فى المدن للتمتع بالأمن النسبي، ويتركون ضباط الصف على الكمائن يحتمون داخل ناقلات الجند المدرعة، وأن سلاح الجوى المصرى يخشى أيضا من إسقاط مروحياته على يد صواريخ كتف، ولذلك لا يكثر من تنفيذ غارات متواصلة على ارتفاع منخفض فى سماء سيناء، متهما نظام الانقلاب بإهمال سيناء والتخلى عنها دون أى مشاريع تنمية؛ ما جعلها أرضا خصبة للفكر المتطرف. من جانبه، قال "تسفى برئيل" محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس" إن ما أعلنه الجيش المصرى عن سيطرته الكاملة على شمال سيناء يبقى محل جدل، فى ظل الفشل الاستخبارى للجيش الذى تجلى فى العمليات الإرهابية ومداها وأهدافها وعدد الضحايا، إضافة للبنية اللوجيستية الفاعلة للتنظيمات المسلحة بسيناء، متوقعا أن يستغل السيسى هذه العمليات لتنفيذ إعدامات فى صفوف قيادات جماعة الإخوان خلال الفترة المقبلة كعملية انتقامية ضد الإخوان، الذين يتعرضون للهجوم أيضا من تنظيم "داعش" لتخليهم عن "نهج الجهاد" وتمسكهم ب"طريق الديمقراطية". فيما أكدت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية فى تقريرها الذى جاء تحت عنوان "مصر تخسر حربها ضد داعش فى سيناء"، إن الجيش المصرى يتلقى ضربات موجعة فى سيناء ويدفع ثمنا باهظا فى حربه هناك، معتبرة ذلك الأمر يثير العديد من الأسئلة الصعبة حول الإمكانات العملياتية للجيش المصرى وافتقاره للقدرات الكافية لجمع البيانات وربما يكون الأسوأ عجزه وإهماله. ورأت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية، أن سيناء تنهار فى ظل عدم قدرة الجيش المصرى على السيطرة على الوضع هناك وتردى الوضع المعيشى هناك، مشيرا إلى أن الهجمات السابقة للجماعة المسلحة فى فبراير 2015 تشير إلى أن "لديها جواسيس قادرون على رصد كل تحركات الجيش"، وهو ما يؤكده تنفيذ ضباط سابق انشق عن الجيش الهجوم الذى استهدف كرم القواديس فى 24 أكتوبر.