كشفت دراسة بحثية أن عفوية ثورة 25 يناير جعلت "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" ينقض عليها ويتسلم السلطة، مع أنه لم يكن منشئا للحدث الثورى، كما كانت الحال فى ثورة 1952. وقالت الدراسة – التى أعدتها الباحثة الشيماء عبد السلام إبراهيم، مدرس مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بنى سويف، بعنوان "العوامل السياسية الداخلية الاقتصادية والاجتماعية لثورة 25 يناير" - إن ثورة يناير تميزت عن غيرها من الثورات فى كونها بدون قائد أو قيادة حزبية، وبدون برنامج محدد، أو أيديولوجية واضحة، وبدون تنظيم مؤسسى أو حزبي. وأشارت الدراسة التى حصلت بها الباحثة على درجة الدكتوراة فى العلوم السياسية، الأربعاء، بجامعة القاهرة، إلى أن ثورة يناير تميزت بمشاركة عريضة للجماهير بشكل مليونى فى العديد من الميادين العامة كميدان التحرير، وميدان المنشية بالإسكندرية، وميدان الأربعين بالسويس، الذين خرجوا للشارع للتعبير عن غضبهم، ومواجهة الأجهزة القمعية فى الشارع دون خوف وبشكل غير عنيف، لافتة إلى أن السخط وتزايد الوعى الشعبى بحقوق المواطن ومطالبته بالحرية والتغيير كان أحد الأسباب الرئيسة لاندلاع الثورة. وأضافت أن من ضمن الأسباب السياسية لاندلاع الثورة، عجز النظام عن أداء وظائفه الأساسية والأزمات البنائية المتعددة التى شهدها النظام السياسى المصرى فى عهد المخلوع مبارك والتى استندت إلى عدة عناصر؛ منها شخصنة السلطة ووجود خلل فى الدولة والنظام، وعدم الثقة فى الحكومة وغيرها من أزمات التنمية السياسية، مشيرة إلى أن تجاهل الحكومة للرأى العام، وظهور العديد من الأزمات المجتمعية، وتنوع وسائل الإعلام التى جعلت الجماهير مطلعة على مجريات الساحتين الداخلية والعالمية، والاستعداد النفسى للتمرد ضد المجتمع والثورة على السلطة، خاصة مع تزايد وتراكم الإحباط، كانت من أسباب إثارة الجماهير وحضورهم فى الشارع.