سلطت العديد من الصحف الغربية الضوء على حادث اغتيال النائب العام هشام بركات، مؤكدة أن الحادث يعكس حالة الفوضى التى تعيش فيها مصر منذ انقلاب الجيش على أول رئيس مدني منتخب فى تاريخ البلاد، ونوهت إلى أن تسييس القضاء ربما يكون سببا رئيسا وراء عملية الاغتيال. "لوس أنجلوس": أول عملية اغتيال لمسئول بارز من جانبها، قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية: إن حادثة اغتيال النائب العام هشام بركات متأثرا بجراحه إثر انفجار ضخم استهدف موكبه في الساعات الأولى من الصباح، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية للدولة، هي أول عملية اغتيال لمسئول بارز في حكومة عبد الفتاح السيسي.
وقالت الصحيفة «وقع الانفجار الشديد في الوقت الذي كان يتجه فيه هشام بركات لعمله، صباح الإثنين، من منزله من حي مصر الجديدة الراقي في العاصمة القاهرة، وأفادت تقارير إعلامية سابقة أنه خضع لعملية جراحية وأن عددا من حراسه أصيبوا جراء الانفجار».
وأضافت «خلف الانفجار الذي وقع اليوم عدة سيارات متفحمة، وتسبب في سحابة سوداء من الدخان في سماء القاهرة، فيما أفادت التقارير الإخبارية أنه لم يتم العثور على جثة المهاجم الانتحاري منفذ العملية، ما جعل السلطات تعلن أن التفجير قد تم من خلال جهاز للتحكم عن بعد (ريموت كنترول)».
ونوهت "لوس أنجلوس تايمز" إلى أن النائب العام هشام بركات ترأس حملة قضائية منسقة ليس فقط ضد أنصار جماعة الإخوان المسلمين التى حظرها نظام السيسي، بل امتدت أيضا ضد المعارضين العلمانيين على الرغم من صغر أعدادهم».
وتفسر الصحيفة الحادث بطريقة غير مباشرة بإشارتها إلى أن «المحاكم المصرية توصف من قبل جماعات حقوق الإنسان بالمسيسة على درجة عالية، واستخدمت بشكل شائع ضد معارضي الحكومة بكافة أطيافهم لكن بشكل خاص الإخوان المسلمين».
"فرانس برس": ضربة للسيسي اعتبرت وكالة أنباء "فرانس برس" أن"اغتيال هشام بركات بمثابة ضربة لعبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي".
وتربط "فرانس برس" بين عملية الاغتيال ونشر "ولاية سيناء" فيديو بعملية اغتيال ثلاثة قضاة منذ عدة شهور بمدينة العريش بشمال سيناء «قبل ساعات من واقعة الاغتيال، حيث نشر "ولاية سيناء"، المسمى "أنصار بيت المقدس" سابقًا، والذي أعلن مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية المعروفة إعلاميا ب"داعش"، مقطع فيديو لاغتيال ثلاثة قضاة الشهر الماضي، والذي أعقب أحكام إعدام ضد أكثر من 100 إسلامي».
الفيديو المذكور، نشرته حسابات على التواصل الاجتماعي "تويتر"، وحمل عنوان "تصفية القضاة"، ويظهر صورًا للقضاة المشرفين على محاكمات الإسلاميين، بحسب التقرير. "الجارديان": اغتيال مهندس قمع المعارضين من جانبها، تقول صحيفة "الجارديان البريطانية": «لقي أحد مهندسي القمع المصري ضد المعارضة مصرعه، إثر انفجار سيارة ملغومة، اليوم الإثنين، بعد أن استهدف مسلحون موكبه».
ويرى التقرير، الذي أعده الصحفي باتريك كينجسلي، أن عملية الاغتيال تهدف مخططات السيسي فى قمع المعارضة ومحاولة وقف الحراك الثوري فى الذكرى الثانية لانقلابه؛ حيث اعتبر الهجوم يحمل دلالة رمزية، حيث جاء قبل يوم واحد من أحدث الذكرى الثانية ل"30 يونيو" التي أطاحت بمرسي، وكان لها الفضل في تقلد بركات منصبه.
وبحسب التقرير، تأتي عملية اغتيال النائب العام المصري، إثر تحريض جماعة تسمي نفسها "ولاية سيناء" مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب"داعش"، لاستهداف أعضاء السلطة القضائية في مصر، بعد إعدام ستة أشخاص في قضية "عرب شركس".
"بلومبرج": يعكس تمدد "ولاية سيناء" اعتبرت الخبيرة الأمنية الأمريكية "روشانا لورانس" أن هناك ضلوعا محتملا ل"ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش"، في اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، بهدف رفع أسهم التنظيم.
وقالت "لورانس"، مديرة قسم الاستخبارات الإقليمية في شركة "ماكس سيكيوريتي سوليوشنز"الاستشارية الأمريكية: "إنه وقت جيد بالنسبة لهم لمحاولة رفع أسهمهم، وإظهار قدرتهم على الارتباط، واتساع نطاق نفوذهم".