أفسدت الارتفاعات الجنونية في أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفاكهة وكافة السلع الغذائية والأساسية خلال الأيام الماضية، فرحة المصريين بقرب قدوم شهر رمضان المبارك، وبددت تفاؤلهم بشهر الخير بعدما اكتووا بنار الأسعار التي ارتفعت بدرجة كبيرة التهمت معها مرتباتهم ومنحة حكومة الانقلاب ال 7 جنيهات والتي اعتبرها بعض المواطنين بالخدعة لتهدئة الفقراء بعد زيادة الأسعار. ومع اقتراب الشهر المبارك تشهد أسعار اللحوم ارتفاعا بنحو 20%والدواجن حوالي 40% في أسعار بيعها للمستهلك مقارنة بالشهر الماضي، حيث سجلت كيلو البتلو حوالي 120 جنيها مقابل 100 جنيه للكيلو في مايو الماضي، ووصل سعر الكيلو اللحم الجاموسي والجمالي في الأسواق نحو 85 جنيها وسجل في عدد من الأماكن الراقية نحو 90 جنيها وكذلك اللحم الضاني. وأرجع مسؤولو الغرف التجارية، ارتفاع أسعار اللحوم نتيجة لنقص المعروض في السوق من اللحوم الحمراء والبيضاء، بالإضافة إلى كثرة الطلب من جانب المواطنين بالتزامن مع دخول رمضان وزيادة معدلات الاستهلاك خلال الفترة الحالي، فضلا عن قيام المجازر بزيادة الأسعار بحجة ارتفاع أسعار الأعلاف. وقال هيثم عبد الباسط رئيس شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية، إن الأسعار تشهد ارتفاعا خلال الفترة الحالية نتيجة لنقص المعروض من المنتجات داخل الأسواق مما أثر بالسلب على الأسعار في السوق، خاصة أن هناك ارتفاعًا في التكلفة الإنتاجية الخاصة بالتربية خلال الفترة الحالية. وأشار إلى أن عمليات العزوف عن التربية من جانب المواطنين بسبب ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج فضلا عن ارتفاع أسعار الأعلاف وضعف الرعاية البيطرية أحدث خللا في المعروض من المواشي بالأسواق، مؤكدًا أن تحريك أسعار الوقود على أسعار اللحوم في الوقت الحالي أدى لحدوث تأثير في أسعار اللحوم خلال الفترة الحالية، مؤكدا أن عدد رؤوس الماشية في مصر تراجعت خلال العام الجاري لتسجل 8 ملايين رأس مقابل 10 ملايين رأس خلال العام الماضي، مؤكدًا أن التراجع جاء بسبب العزوف عن التربية. وفيما يتعلق بأسعار الدواجن بالأسواق، فقد شهدت ارتفاعا ملحوظًا في أسعار البيع وسجل الكيلو الدواجن نحو 23 جنيهات بالمحال التجارية، وقال عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن أن الأسعار ارتفعت بنحو 30% في المزارع مرجعًا أسباب الارتفاع الموجود في أسعار الدواجن لارتفاع أسعار الأعلاف خلال الفترة الماضية بالإضافة إلى انتشار فيرس انفلونزا الطيور، مشيرا إلى أن ارتفاع حالات النفوق في المزارع يؤكد أن مصر والحكومة غير قادرة على حماية الاستثمارات الموجودة في السوق المصرية من مزارع الدواجن. زيادة أسعار السلع الغذائية: أما فيما يتعلق بالسلع الغذائية والخضروات ، فشهدت ارتفاعا بنسبة 15% وارجع مسئولون بالغرف التجارية هذا الارتفاع الي عدة أسباب؛ من بينها نقص المعروض، وفشل المستوردين في جلب البضائع من الخارج نتيجة لقرار البنك المركزي بتحديد سقف لإيداع الدولار، وآخرها ارتفاع أسعار صرفه بالسوق المحلية، وفرض البنك المركزي إجراءات احترازية للقضاء على التلاعب بالسوق السوداء للعملة، مثل قرار منع إيداعات أكثر من 50 ألف دولار في الشهر و10 آلاف دولار في اليوم في البنوك بشكل عام، في إطار مساعيه لكبح جماح الدولار. وقال أحمد يحيى، رئيس شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية، إن السوق يعاني في الوقت الحالي من نقص في المعروض من السلع الغذائية نتيجة لتوقف عمليات الاستيراد خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن هناك عددا من السلع ستشهد ارتفاعا كالزيوت والسمن والبقوليات واللحوم، مشيرًا إلى أنه خلال شهر رمضان بصفة عامة يزداد الطلب على بعض المنتجات الغذائية وبالتالي تشهد تلك المنتجات زيادة في الأسعار نتيجة الخضوع لنظرية العرض والطلب فكلما زاد الطلب ارتفعت المنتجات. بدوره أوضح أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بالغرف التجارية: ان ارتفاع أسعار الدولار له تأثير مباشر وقوي على الواردات المصرية والذي سينعكس على ارتفاع أسعار معظم السلع الغذائية لأننا نقوم باستيراد 80% من السلع الرئيسية والمواد الخام والبترول والغاز، مشيرًا إلى وجود ارتفاع حدث بالفعل تزامنا مع الارتفاعات الجنونية للدولار لجميع المنتجات الغذائية المستوردة بنسب تراوحت ما بين 5 إلى 10%، مشيرا إلى أن معظم المستوردين سيتكبدون خسائر فادحة خلال الفترة القادمة. من جانبها توقعت سعاد الديب رئيسة جمعية حماية المستهلك، أن تشهد مصر موجة غلاء أخرى قريبا، مع قدوم شهر رمضان والذي يشهد ارتفاعا في معدلات الطلب والاستهلاك، خاصة على السلع الغذائية، وتابعت: "كما أن موجة غلاء تالية قد تكون أشد، مع وضع الموازنة العامة الجديدة للدولة، والتي ستطبق فيها حزمة تقشف جديدة تؤدي لرفع أسعار الطاقة والخدمات وبالتالي باقي السلع".