شن موقع "قنطرة" الألماني، وهو أحد المواقع المدعومة من الخارجية الالمانية، هجومًا عنيفًا على زيارة عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، لبرلين، واصفًا إياه بأنه "ديكتاتور مصري" تشرفه تلك الزيارة، لكنها تضر بكل من ألمانيا ومصر. وتأتي زيارة السيسي المقررة الأربعاء اليوم إلى ألمانيا، بعد قرار محكمة جنايات القاهرة بتأجيل نطق الحكم على الرئيس محمد مرسي إلى 16 يونيو، في هزليتي التخابر ووادي النطرون؛ الأمر الذي خفف قليلاً من الضغط الدبلوماسي على زيارة السيسي لبرلين. ورغم ذلك جاءت تعليقات الصحافة الألمانية بوجهات نظر معارضة حول تلك الزيارة.
الصحف الألمانية، حالها حال البرلمان الألماني، ينطق بما يجول في عقول السياسيين والبرلمانيين رافضين الظلم مدافعين عن حقوق الشعوب.
تقول صحيفة "تاجس شبيجل": "لعامين تقريبًا امتد صراع برلين مع نفسها حول كيفية التعامل مع أصحاب النفوذ الجدد، العنيفين في مصر، المحيطين بالمشير السابق عبد الفاتح السيسي، فقد تخطت التجاوزات ضد حقوق الإنسان في هبة النيل كل الحدود، بينما يزداد باطراد عدد التفجيرات والاعتداءات، وكل من يدعو هناك إلى الاعتدال تتم شيطنته ويوصف بأنه إما مغفل أو عميل للخارج أو عضو مستتر بالإخوان المسلمين.
واستطردت "شبيجل" قائلةً: فليس لألمانيا تاريخ استعماري سلبي في الشرق الأوسط، وإنما ينظر إليها دائمًا على أنها شريك ودود وكريم..
وقال د. شتيفان رول الباحث بالمؤسسة الألمانية للدراسات السياسية والأمنية - في تصريج للجزيرة – "إنه حتى إن نقلت الحكومة الألمانية للسيسي عند زيارته برلين قلقها من التطورات السياسية بمصر، وطالبته بمزيد من الانفتاح السياسي واتخاذ خطوات نحو التطور الديمقراطي، فإن تأثير صور هذه الزيارة هو الذي سيتبقى لدى الرأي العام المصري".
وترى صحيفة "جنرال أنتسايجر" التي تصدر في بون أن "ميركل اتخذت قرارًا واضحًا، وضربت بعرض الحائط الشرط الألماني بعدم استقبال السيسي في ألمانيا، إلا بعد قيامه بإجراء الانتخابات البرلمانية، ففي سبيل الاستقرار يبدو أن وجود سلطة تشريعية منتخبة مسألة ليست بتلك الأهمية، والآن تفعل أوروبا ما فعلته خلال عقود مضت، حيث تراهن على أنظمة عربية قمعية كضامن للاستقرار، وشريك في الحرب على الجماعات الإسلامية المسلحة".
وأضافت الصحيفة: "وبذلك يتم قبول منع الإسلاميين المعتدلين من التواجد داخل مؤسسات الدول، وقبول كل ما يترتب على هذا المنع، من تطرف يدفعون إليه دفعًا، وبدلاً من محاربة "داعش"؛ يتم تمامًا بمثل هذه السياسة تفريخ المزيد من المقاتلين في صفوفها".
أما صحيفة "زود دويتشه تسايتوندج" فكتبت تقول: "السيسي يعرف مشكلة الشرعية الناجمة عن الانقلاب على أول رئيس منتخب في مصر، حتى مع أن السيسي استند إلى طبقات عريضة في الشعب المصري، كما يعرف السيسي أن فض اعتصامي رابعة والنهضة كان مذبحة، وكان عليه أن يعلم أن الأثر الرادع لحَمَّام الدم لا يكفي لكسر المقاومة ضده.
وأضافت: من أجل خنق الحوار حول أساسيات بناء الدولة رفع السيسي شعار: إما أن تكونوا معنا أو تكونوا ضدنا، ولهذا شمل القمع، وبدون استثناء، كل من يوجه انتقادات للنظام، سواء كانوا نشطاء ديمقراطيين، أو مدافعين عن حقوق الإنسان، أو ممثلين للمجتمع المدني، أو صحفيين منتقدين أو مثقفين.