بعد وصول المنشور اليومي من مكتب قائد الانقلاب الدموي بالأخبار اليومية المسموح بتداولها في الصحف المصرية "الحكومية والحزبية والخاصة"، وحجم التغطية وكيفية التناول، كان اجتماع رؤساء الأركان العرب لأول مرة منذ 51 عاماً المادة الأهم من ناحية الإبراز، فيما تجاهلت تأثيرات غرق ناقلة الفوسفات فى نيل قنا على مياه الشرب وصحة المواطنين. وجاءت الطبعات الأولى من الصحف الموالية للانقلاب العسكري اليوم الخميس، لتمنح المساحة المخصصة يوميا لجماعة الإخوان سواء لتشويه التنظيم أو إبراز المحاكمات الهزلية، حيث ربطت صحف الانقلاب بين حادث مقتل العقيد وائل طاحون مفتش مباحث الآمن العام وسائقه وبين رد فعل جماعة الإخوان على أحكام "الاتحادية"، وعادت لاستخدام لفظ "اغتيالات الضباط" من جديد. ونشرت صحف العسكر "القومية" الخبر دون توجيه اتهام مباشر للجماعة باستثناء "الأخبار" التى نقلت رأى اللواء فؤاد علام الذى سمته خبيرا أمنياً فى الصفحة الخامسة، ولم تبرزه حيث قال ان الاغتيالات أخر سبيل للتنظيم الخاص للإخوان. أما باقى الصحف "الخاصة والحزبية" فاتهمت الإخوان مباشرة فى الضلوع فى الحادث وتجهيز قائمة اغتيالات لضباط كان من ضمنهم "طاحون" الذى شغل رئيس مباحث المطرية قبل أن يتولى التفتيش والتحريات بالأمن العام، وتعتبر "الشروق" الصحيفة الخاصة الوحيدة التى لم تتشر إلى الإخوان مباشرة وإنما نشرت الخبر دون اتهام ولكنها نقلت فى صفحتها الخامسة اتهام أسرة القتيل للجماعة فى الضلوع فى الحادث. ونشرت "الأخبار" تحقيقاً بعنوان "بالمواقع والخرائط غرف عمليات الإخوان" والذى اتضح أنه عنواناً للإثارة دون تفاصيل مهمة، حيث أفردت الصحيفة ما يكشف خريطة تجمع وانطلاق مظاهرات الجماعة فى المطرية وحلوان والهرم، وهى المساجد التى اعتاد أنصار الشرعية انطلاق الحراك الثوري منها منذ الانقلاب دون جديد يذكر. وأبرزت صحف الانقلاب بيان هيئة الاستعلامات للاحتجاج على ردود فعل بعض الدول والمنظمات الحقوقية على أحكام قضية "الاتحادية"، وقالت إن مصر تستنكر ردود الأفعال التى تتدخل فى أحكام القضاء. وعن الرئيس مرسي.. ادعت "الأخبار" أنها تروى تفاصيل أول ليلة قضاها فى السجن بعد حكم ال 20 عاما، حيث زعمت أن مرسي كان شديد الغضب، وكان يردد "أنا الرئيس الشرعي" وكان يهدد الحراس بأنه سيحاسبهم ورفض ارتداء البدلة الزرقاء أكثر من مرة، ولم يخضع إلا لما أطلع على لوائح السجن التى تنذره بالمحاسبة القانونية. وأجرت "المصري اليوم" حوارا قصيرا مع محامي الرئيس المنتدب من نقابة المحامين بعد رفضه الدفاع عنه وعدم اعترافه بالمحاكمة، حيث قال المحامى أن مرسي وهيئة دفاعه الأصلية كانت ترتاب منه دائما وتتعامل معه بحرص شديد، وزعم أن الرئيس وجه سؤالاً له: ماذا أفعل لكى أخرج مما أنا فيه؟. وفى الشأن الدولي، أشارت صحف الانقلاب إلى كلمة السيسي للقمة "الأفروآسيوية" التى ألقاها نيابة عنه إبراهيم محلب، حيث أكد أن الأزهر يتصدر للفكر المتطرف. وأبرزت الصحف الانقلابية صورة تجمع رؤساء أركان الجيوش العربية أمام الجامعة العربية، وخصصت مانشيتات وعناوين تشيد بما سمته اللحظة التاريخية، وقالت إن الاجتماع يعتبر الأول على مدار التاريخ الحديث لاجتماع قادة الجيوش وبالأخص فى الجامعة العربية، ونقلت تصريحات الفريق حجازى الذى أكد أهمية إنشاء القوة العربية المشتركة لحماية الأمن القومى وأنها ليست ضد أحد. ونشرت "الجمهورية" خبراً بعنوان: لأول مرة بين مصر والبحرين: القوات البحرية والجوية وصلت المنامة للمشاركة فى مناورات (حمد-1) وحكوميا، استعرضت صحف الانقلاب اجتماع السيسي مع وزيرى الكهرباء والبترول، حيث شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير احتياجات المواطنين من الكهرباء وتنويع مصادر الطاقة وزيادة الكفاءة الإنتاجية. وحاولت الصحف التخفيف من خطورة غرق صندل الفوسفات فى مجرى نهر النيل فى قنا، وقالت إن الحكومة أعادت تشغيل محطات المياه فى الصعيد، وأن تخوف البعض من شرب المياه فى مصر مبالغ فيه وأن مياه الشرب سليمة وآمنة، وخالفت "الدستور" باقى الصحف حيث حذرت مما سمته "كارثة" بيئية بسبب الحادث. ونقلت صحف الانقلاب ردود فعل متباينة لتراجع الحكومة عن وعودها تجاه إجراء الانتخابات فى أسرع وقت، حيث عبرت عن غضب الأحزاب والقوى السياسية من سياسة الحكومة، وكشفت "المصري اليوم" نقلا عن مصادر رفيعة المستوى –لم تسميها- تأكيداً بعدم إجراء انتخابات فى عام 2015. وأشارت إلى وجود صراع بين لجنة الهنيدى التى تريد التأنى فى إصدار القوانين حتى لا تطعن عليه بعدم الدستورية، وبين حكومة محلب التى تسعى لإجراء الانتخابات قبل رمضان، وكشفت أن الحكومة ترغب فى عدم مناقشة الميزانية الحالية فى مجلس الشعب القادم وربما يكون ذلك سببا فى تأجيل الانتخابات الى بعد انتهاء هذا العام. وأبرزت الصحف تكذيباً لرئيس جهاز التعبئة والإحصاء لتصريحات الهنيدى، مؤكدا صحة بيانات الناخبين فى كشوفات الجهاز. وأجرت "الوطن" حواراً مع "عمرو موسي – جاء فيه: إذا تعرض البرلمان للطعن يبقى بنهزر، وهناك تيار سياسي يسعى لتأجيل الانتخابات، وظهور علاء وجمال لا يستحق التعليق، وعلى "عز" التصرف بحكمة. ونقلت الأذرع الإعلامية، تصريحات أحمد الطيب: من ينادى بإلغاء الخطاب الديني يريد تحويل الأزهر إلى متحف، وأشارت إلى قرار وزارة الأوقاف ب إلغاء تصاريح الواعظات فى المساجد. واقتصاديا، قالت "الأهرام" إن الفريق مهاب مميش استقبل عدلى منصور، وصرح: انتهاء 60% من أعمال التكريك بقناةالسويس الجديدة، فيما أشارت "الوطن" إلى أن تراجع مشروعات المؤتمر الاقتصادى بسبب تأخر وزارة الاستثمار فى إصدار لائحة القوانين الجديدة التى تحفز المستثمرين. وحول الحالة الأمنية، تناولت صحف الانقلاب تشييع جنازة العقيد وائل طاحون ونشرت صورة لوزير الداخلية ومحافظ القاهرة وقيادات الشرطة، أثناء الجنازة العسكرية التى خرجت من مسجد الشرطة، وأعلنت سقوط 3 قتلي جدد للشرطة فى القاهرة وسيناء، وهم "طاحون" وسائقه المجند، ورئيس مباحث قسم ثالث العريش. وأبرزت صحف الانقلاب قرار النائب العام إخلاء سبيل 174 من الطلبة المحبوسين فى قضايا التظاهر فى الدفعة الثانية، كما تناولت شهادة ساويرس أمام محكمة "خلية الماريوت" حيث هاجم "الجزيرة مباشر مصر" ووصفها ب ال تحريضية وفاقدة للمهنية، بينما قال إن الجزيرة الإنجليزية تسعى لأن تكون موضوعية، ونفى عن مذيع الجزيرة أن يكون منتميا لجماعة الإخوان.