وثق معتقلون شهادتهم حول تعذيبهم بقسم شرطة المطرية، وتحديدا داخل "سلخانة الدور الثاني"، التي يتولى رئيس المباحث والضباط إدارة عمليات التعذيب فيها. حسب شبكة "رصد". يروي المعتقل "أحمد بهاء- 18 عاما"، معاناته داخل القسم خلال 48 يوما من الاعتقال، بعد اعتقاله في 9 سبتمبر الماضي: تم اقتيادي إلى الدور الثاني في القسم مقيد اليدين بشكل خلفي، ومعصوب العينين، وفور انتهاء التحقيق أخذ يضرب بجنزير حديدي المكاتب والكراسي لمحاولة لبث الرعب في قلوب المعتقلين. وأضاف: "بعدها بدأت حفلة التعذيب بالتعدي بالضرب على ظهري وكتفي وصدري بالجنزير، ثم بدأ رئيس المباحث يلطم وجهي مستخدما الجنزير حتى تسبب في كسر أسناني". وتابع: شاهدت اثنين من المعتقلين في أثناء تعذيبهما، وقع أحدهما شهيدًا بعد ذلك في أحداث 25 يناير الأخيرة، كان الأول يصعق بالكهرباء بشكل مستمر مع الضرب بالجنازير على جسده، بينما كان الثاني يصعق في أماكن مسامير جراحية بقدمه، كونه كان يعاني كسرا بالقدم. وتابع: الزنزانة الواحدة بالقسم تحوي نحو 150 معتقلا، على الرغم من أنها ضيقة للغاية ولا تتحمل أكثر من 25 معتقلا، مما كان يسبب معاناتهم في التحرك أو النوم أو أداء أعمالهم اليومية. وبسؤاله عن أسباب استشهاد عدد من المعتقلين مؤخرًا في القسم بسبب التعذيب، قال إن ضباط القسم يتعاملون مع المعتقلين ك"الحيوانات"، ولا يتعاملون بطريقة آدمية معهم، سواء من الازدحام داخل الزنازين أو حفلات التعذيب المقامة دوريا. زوجة العطار وتقول زوجة "عماد العطار"، الذي استشهد في 24 فبراير من العام الجاري داخل القسم: بعداعتقاله في 30 يناير الماضي كان يشكو زوجي من تعرضه للتعذيب خلال الزيارة الأسبوعية لهم. وأضافت: "لما كنا بنزوره وهو معتقل كان بيقول لنا بيعذبوني وبيدلقوا عليّ ميه، وكان بيشتكي من إنهم بيكهربوه كتير، واحنا استلمنا الجثة تاني يوم الوفاة، ومكتوب لنا في تقرير الطب الشرعي إن سبب الوفاة صعق بالكهرباء في أماكن حساسة، والقسم قال لنا إنه مات مختنق!". وتابعت: بعد الوفاة وجدنا زراعه مكسورة، وآثار كدمات على ظهره، ونزيفا في مخه نتيجة الضرب المستمر بالبنادق على رأسه. كريم حمدي القسم شهد عدة حالات تعذيب لمعتقلين حتى الموت، كان آخرها تعذيب المحامي "كريم حمدي - 28 عاما"، الذي استشهد نتيجة التعذيب المستمر له في أواخر فبراير الماضي بحسب تصريحاتهم لرصد. كانت وزارة داخلية الانقلاب حصنت القسم إبان الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو، بعد بنائها لكتل خرسانية وأسمنتية أمام القسم، وإمداد ضباطه بالأسلحة الثقيلة، ليبدأ القسم نهجه القمعي بحق المعارضين السياسيين مع فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.