أعرب الدكتور يسري محمد -الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية- عن أسفه للحالة المزرية التي يمر بها الحزب التونسي الحاكم "نداء تونس"، مؤكدا فشل الحزب فى كسر قوة حركة النهضة المحسوبة على تيار الإخوان المسلمين. وقال الخبير السياسي إنّ الاستقالات الجماعية التى جرت من "نداء تونس" مؤخرا آفة في غالبية الأحزاب العربية، مضيفًا أنَّ هذه الاستقالات تخدم النهضة القوى الثانية المؤثرة في السياسة التونسية وفقا لموقع مصر العربية. وأوضح، اليوم الأحد، أنَّ حزب نداء تونس تم تشكيله وتأسيسه في الأساس لمواجهة الإخوان وحزب النهضة التونسي، لكن وبكل تأكيد فشل النداء في كسر قوة الإخوان. وحذر من أنّ هذه الاستقالات الجماعية ستبعد نداء تونس عن السيطرة على مقاليد الحكم، ويؤثر سلبا على الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، مضيفا أنّ الأحداث التي تمر بها تونس عبر حدودها وانقسامات أحزابها ستقوي بعض الأحزاب المعارضة للسلطة في إشارة إلى حركة النهضة. وأرجع خبراء سبب هذه الخلافات إلى تباين الرؤى بين الروافد المكونة للحزب حول نسبة تمثيلها في أعلى هيكل تنفيذي في الحزب، حسب ما قاله النائب مصطفى بن أحمد. يشار إلى أن أزمة هيكلية طاحنة يمر بها حزب نداء تونس في الأيام الأخيرة بحسب مراقبين، بعدما ضربت الاستقالات الجماعية الحزب الحاكم في العاصمة، وما تردَّد من أنباء بإقصاء محمد الناصر وحافظ قائد السبسي نجل الرئيس الباجي قائد السبسي من الهيئة التأسيسية، وتوقعات بوجود خلل سياسي قادم بعد تأجيل انتخابات المكتب السياسي. وتسبَّب تأجيل انتخابات المكتب السياسي لحزب "نداء تونس" الحاكم للمرة الثانية، والتي كان مزمعًا عقدها اليوم الأحد، في إثارة ردود أفعال غاضبة داخل الحزب، أهمها: بعض الاستقالات من كتلة الحزب في مجلس نواب الشعب، وإقصاء نجل السبسي. وأعلن الناطق الرسمي باسم الحزب، لزهر العكرمي، أنه تقرر تأجيل موعد انتخاب المكتب السياسي ل"نداء تونس". وأضاف عضو الهيئة التأسيسية للنداء أنه "تم إقصاء محمد الناصر وحافظ قايد السبسي ومحمد الفاضل، نظرًا لوصول إشعار من رئاسة الحكومة، يفيد بعدم قانونية ضمهم للهيئة التأسيسية. وأضاف: أنَّ عدم إمضاء الأمين العام الطيب البكوش بعد قرار الوزارة يبطل الوثيقة. من جانبه أكّد نجم الدين العكاري، رئيس تحرير مجلة "الأنوار" التونسية، أنّ "هذا الحزب الذي تأسس قبل سنتين، حول شخصية رئيسه الباجي قايد السبسي، من أجل الحد أو وقف سيطرة حزب النهضة الإسلامي، تراجع حضوره السياسي، بمجرد الفوز في الانتخابات البرلمانية، ووصول زعيمه السبسي للرئاسة. ورأى العكاري أن "هذا الحزب بدأ يعرف تناقضات في الروافد المكونة له، التي لم يكن يجمع بينها غير العداوة للإسلاميين". حسب تعبيره. كما اشتدت التباينات داخل الحزب بسبب ما سماه العكاري ب"التنافس حول غنيمة السلطة"، وعلى قيادة الحزب بعد استقالة عدد من قادته الذين التحقوا بمؤسسة الرئاسة أو بالحكومة. وشدد العكاري على أنّ هذه الأزمة التي تضرب الحزب الأكبر في البلاد، والذي يتولى مقاليد الحكم، من شأنها أن تنعكس سلبًا على الاستقرار السياسي العام وعلى أداء الحكومة، وفقًا للعربية نت. تجدر الإشارة إلى أنّ التنازع على الصلاحيات وشرعية قيادة الحزب وتسييره قائم بين "الهيئة التأسيسية"، أي العناصر المؤسسة، و"الكتلة البرلمانية" (التي تضم نواب الحزب في البرلمان) و"مستشاري الرئيس". وهو تنازع مردّه لكون الحزب لم ينجح إلى حد الآن في عقد مؤتمره التأسيسي، وإفراز قيادات شرعية ومنتخبة. وفي وقت سابق كانت الاستقالات ضربت حزب نداء تونس، خصوصًا حينما تحالف الحزب الحاكم مع حركة النهضة التابعة للإخوان المسلمين والتصويت للحكومة الجديدة التي يترأسها الحبيب الصيد.
وقرر النائبان بالبرلمان التونسي عن حركة نداء تونس، وليد الجلاد و مصطفى بن أحمد الاستقالة من كتلة الحزب بمجلس الشعب على خلفية تأجيل انتخابات المكتب السياسي للحزب.