حالة من التكتم والتعتيم تمارسها سلطات الانقلاب العسكري في مصر، على القمة العربية المقرر انعقادها يومي 28 و29 مارس الجاري في القاهرة. تفرض فضائح تسريبات مكتب السيسى الأخيرة حالة من القلق وسط مسئولي الانقلاب، بعد أن أدت هذه التسريبات إلى تصدع العلاقات بين سلطات الانقلاب دول الخليج الداعمة له. بثت قناة مكملين خلال الأسابيع الماضية عددًا من التسريبات التي أوضحت احتقار السيسي لدول الخليج وطمعه في أموالهم التي وصفها بأنها "زى الرز". وأكد التسريب أن التعامل مع دول الخليج يجب أن يكون بمنطق "خد وهات" بعيدا عن مفهوم العروبة، فضلا عن توجيهه إهانات بالغة لدولة قطر. يأتي انعقاد الجامعة العربية بعد أقل من شهرين على التقرير الذي أصدره مختبر "جيه بي فرينش أسوشييتس" وهو أكبر مختبر لتحليل الأصوات في لندن ليؤكد صحة تسريب سابق لقناة مكلمين مما يضع السيسي ونظامه فى حرج كبير أمام دول الخيج بعد تأكيد صحة تلك التسريبات المتعاقبة وما تضمنتها من فضائح. وصرح محمد بن حلي -نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية- أن مقترح قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى حول تشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة لردع الإرهاب سيطرح ضمن جدول أعمال القمة. يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ يتغير فيه موقف بعض دول الخليج وفي مقدمتها السعودية حول مفهوم الإرهاب؛ حيث يضع نظام الملك سلمان أزمة الحوثيين في اليمن على رأس أولوياته، على عكس نظام سابقه عبد الله، الذي وضع إفشال ثوار الربيع العربي والقضاء على قوى الإسلام السياسي على رأس أولوياته، فضلا عن مساعي سلمان لحلحلة الموقف مع جماعة الإخوان المسلمين وتخفيف حدة الهجوم عليها. وتضع حالة الانفلات الأمني التي تضرب البلاد بقوة خلال الفترة الأخيرة، سلطات الانقلاب في موقف محرج، حيث سيشكل انعقاد القمعة ضغطًا كبيرًا عليها في ظل تدهور الأوضاع الداخلية وتصاعد الاحتجاجات العمالية والحقوقية الرافضة للانتهاكات المتواصلة لداخلية الانقلاب، فضلا عن الحراك الثوري الرافض للانقلاب.