"عسكر كاذبون" عبارة يرددها ملايين الشباب منذ أن بدأ العسكر محاولات التنصل من وعودهم في تسليم السلطة عقب ثورة 25 يناير، أعقب ذلك آلاف الأحداث والمواقف التي أكدت هذه العبارة، كان آخرها مشروع "المليون وحدة سكنية"، الذي كشف عنه قائد الانقلاب العسكري قبل عام، في أثناء الاستعداد لتنصيب نفسه على كرسي الرئاسة، وبعد مرور أكثر من عام وجد ملايين الطامحين للحصول على شقة أنفسهم أمام مشروع "السراب". في أوائل عام 2014، أعلن السيسي عن تفيذ مشروع مليون وحدة سكنية بتكلفة 40 مليار دولار بالتعاون مع شركة "آرابتيك" الإماراتية لكن المشروع سار على خطى مشروع "عبد العاطي كفتة"، وتراجعت شركة "أربتيك" عن التنفيذ في شهر سبتمبر، كما كان مقررا، وتم تأجيل التنفيذ عدة مرات. في أكتوبر 2014 أعنلت من حكومة الانقلاب وشركة "آرابتيك" الإماراتية عن تراجعهما عن تنفيذ مشروع المليون وحدة سكنية للمواطنين محدودي الدخل، ليتحول لمشروع للإسكان المتوسط والاستثماري، الأمر الذي سبب صدمة لمحدودي الدخل والشباب الذين تأكدوا أن المشروع ليس له وجود على أرض الواقع. وخلال زيارة قائد الانقلاب لدولة الإمارات منتصف يناير 2015، جدد الكفيل الإماراتي مرة أخرى وعوده عبر شركة "آرابتيك" بتنفيذ مشروع المليون وحدة سكنية المزعوم ، ليتجدد الأمل مرة أخرى لدى الشعب المطحون، لكن في إطار بيع "الوهم" للشعب المصري. وزعم وزير الدولة الإماراتي سلطان الجابر خلال لقائه قائد الانقلاب العسكري، أن شركة آرابتيك الإماراتية ستبدأ الشهر المقبل، أي شهر فبراير2015، في تنفيذ 120 ألف وحدة من مشروع المليون وحدة، بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية. جاء ذلك في الوقت الذي خيم فيه الضباب على مصادر تمويل المشروع الذي كانت شركة "آرابتيك" قد أعلنت أن مصر لن تتحمل من تكلفته شيئا، وأن التمويل سيكون من الخارج، ومع ذلك لم تعلن الشركة عن مصير تمويل مشروع "الفنكوش" المقدرة تكلفته ب40 مليار دولار. وفى مطلع يناير نشرت وسائل إعلام الانقلاب عن عزم وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية فى حكومة الانقلاب طرح ،الإعلان الرابع ضمن مشروع الإسكان الاجتماعي "المليون وحدة سكنية "، ل 20 ألف وحدة سكنية فى 18 محافظة جديدة، ودفع هذا الخبر ملايين الشباب والطامحين للتساؤل.. هل هناك مشروعين لمليون وحدة سكنية؟ وهل حكومة الانقلاب تستعد لطرح 2 مليون وحدة سكنية، أم أنه مشروع واحد؟ وإن صح الطرح الأخير إذا فهو نصب رسمي.. فمتى تم تنفيذ المشروع وطرحه؟ ولمن تتبع تلك الوحدات السكنية التي سيتم طرحها؟ كالعادة.. لم يجد المواطن البسيط أي إجابة على تساؤلاته، وبعد مرور قرابة العام على الإعلان عن المشروع.. فجر اللواء كامل الوزير -رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة- مفاجأة أمس الأحد، وأكد أن المشروع توقف بعد الاختلاف مع شركة "أرابتك" الإماراتية، زاعمًا أن أسلوب الشركة في الاستثمار لم يتماشَ مع شروط الدولة، إذا متى توقف المشروع الذي لم يبدأ أصلا؟ وما سبب كل التصريحات السابقة عن التنفيذ؟ وبذلك يسدل الستار على أهم مشاريع "الفنكوش" التي دشنها قائد الانقلاب، عقب مشروع "الكفتة".