«وَكم ذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ.. وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكا» بيت من الشعر يعود إلى العصر العباسي ولكنه يصف بدقة المشهد الهزلى المسيطر على الساحة المصرية منذ الانقلاب العسكري على مكتسبات ثورة يناير، ويؤكد أن الحال في بلاد المحروسة لم يتغير منذ مئات السنين ولن يتغير في قادم الأعوام طالما بقيت عقلية البلاد هي من تكتب سيناريوهات الأحداث وتحتكم السلطة. وفي الوقت الذي تلاحق فيه أحكام الإعدام والسجن الثوار وتنهش مليشيا العسكر الحريات، خرجت زبانية الحزب الوطني وعصابة المخلوع لتطل على الشعب المصري بوجهها القبيح في محاولة لإعادة رسم مشهد قبيح ثار عليه الشعب المصري في يناير 2011، قبل أن تدخل العصابة في حاضنة العسكر وتخرج من عباءتهم بعد 4 سنوات أكثر جراءة وتبجحا واستفزازًا لمشاعر شعب أفته الكبرى النسيان. ولأن العصابة الحاكمة لا يمكن لها أن تواصل المسير دون استنساخ نموذج دولة المخلوع وحتى وإن لجأت إلى ذات الشخوص ونفس الأسماء، كانت ليلة واحدة كفيلة بأن تثير حالة من الغثيان لدى الشعب المصرى، مع إطلالة عراب التزوير في الحزب الوطني المنحل ورجل الأعمال الفاسد أحمد عز عبر قناة الانقلاب "النهار" وفي ضيافة الصحفي الأمنجي خالد صلاح في محاولة لتلميع تلميذ جمال مبارك في فيلم رديء. ولم يكن المشهد ليكتمل لولا ظهور سامية حداقة أو الراقصة "سما المصري" لتتحدث عن البرلمان اللقيط ورؤيتها لتجاوز "الهزة" التى أصابت البلاد، وكيفية زيادة "النقطة" لدعم الاقتصاد المنهار، ومحاولات ضبط "إيقاع" الحياة الاجتماعية التي شطرها العسكر إلى شعبين متناحرين. وأكد أن الترويج لمثل تلك الأشكال التي أفسدت الحياة السياسية وأفقرت الشعب في يوم واحد وقبيل هزلية البرلمان اللقيط، لم يكن من قبيل المصادفة، كان الحنجوري رجب هلال حميدة ثالث أضلاع مثلث انعاش دولة مبارك البائدة وخروجها من البيات الشتوي الذي دخلته بالاتفاق مع العسكر من أجل امتصاص الشارع وإعادة تشكيل مكونات الثورة باستقطاب عبيد البيادة ومحاصرة الثوار. ظهور الثالوث "عز - حداقة - حميدة" أثار سخرية مواقع التواصل الاجتماعي على الحالة التي وصلت إليها مصر الثورة، خاصة وأنها تزامنت مع أحكام "الشامخ" على عدد من الشباب الثوري بأحكام قاسية على خلفية أحداث مجلس الوزراء، ليكتب الناشط وائل زغلول: "أحمد عز الآن على الفضائيات وشباب الثورة في السجون.. هذا ملخص ثورة 25 يناير". وعلق الصحفي هشام يونس -عضو مجلس نقابة الصحفيين- على محاولات تلميع أمين التنظيم بالحزب المنحل، قائلا: "تجميل صورة أحمد عز في الإعلام.. بيفكرني بزمان لما كان واحد يغتصب واحدة (يغتصبها والله يغتصبها) فقوم إيه يجوزوهاله (يجوزوهاله والله يجوزوهاله) عشان تبقى تحت إيده على طول خادمة مطيعة، منكسرة وموطية راسها، يا جماعة الخير.. اللي اغتصب البلد لازم يتحاسب ويأخذ إعدام مش نجوزهاله.. مكانه الزنازين والكلابشات مش الاستديوهات والكاميرات". وكتب الناشط إسلام شبانة: "حلو الفيلم الداير بين أحمد عز وخالد صلاح.. على فكرة يا عم خالد يا ثورجي تسريبك أيام الثورة لسة على اليوتيوب.. فيلم فكسان".
فيما علق محمود الصيرفي: "الحرامي أحمد عز على قناة النهار بيقولك إن كان في موجة غضب عارمة على النظام.. وهو كان واحد منهم.. الناس دي هتطلع الفترة جاية يعملوا نفسهم أولياء صالحين وللأسف في ناس بردوا هيصدقوهم! آفة حارتنا النسيان". وعلقت الصحفية ياسمين محفوظ: "من محمد إبراهيم سليمان للإخوان ل" محمد بن سحيم القطري" ل"أحمد عز".. حط خالد صلاح على أي حاجة ينور ويعرف يمثل".
وعلق عمرو حمدون: "خالد صلاح دا شغال مع كل الألوان، طبّل لجمال مبارك، وأيام الإخوان طبل ليهم، وحاول يطْلع بسبوبة من أبو هشيمة، ودلوقتي مع عز". ومع قبول أوراق ترشيح الراقصة سما المصري، علق هيثم العابد: "أنت زعلان ليه إن سما المصري فى البرلمان.. طب ما إلهام شاهين وليلى علوى هما إللى كتبوا الدستور.. وخالد يوسف هو اللي أخرج 30 يونيو".
وكتبت أمنية شافي: "لما عز الطبال يرجع البرلمان يبقي لازم سما الرقاصة تترشح.. عشان يكمل فيلم الراقصة والطبال" وقالت الصحفية هند أحمد: "سما المصري الراقصة اللولبية البرلمانية المخضرمة بنت الأم المثالية".
وكتب عاصم عبد الفتاح: "ما بين امرأة هزت عرش مصر وامرأة هزت برلمان مصر.. تصبح الراقصة هي السياسي في برلمان الدم". الناشط محمد محي علق: "الفارق بين سما المصري وبعض مرشحي البرلمان.. أن سما بترقص وتغني للناس، ومرشحي البرلمان بترقص وتغني على الناس!، لكن الشبه بين الاتنين: إن الطبالين اللي حواليهم هما اللي بيلموا النقطة!". وسخر هيثم الصدفاوي من إمكانية تواجد راقصة -درجة ثالثة- في البرلمان، ورسم مشهدًا هزليًّا حال حصولها على مقعد في مجلس نواب العسكر، قائلا: "والآن مع نمرة.. قصدي مع كلمة العضوة سما المصري".