أصدر عدد من السياسيين والكيانات والائتلافات الثورية بيانا بمناسبة ذكرى أحداث محمد محمود، دعوا فيها شركاء الثورة إلى الاصطفاف مجددا لإسقاط دولة مبارك. قال البيان: إن أطراف الثورة أخطأت، إما بالثقة في مؤسسات نشأت لخدمة نظام مبارك، أو بالوقوف إلى جوار نفس المؤسسات، لحسم الخلاف مع شريك في الثورة، مؤكدا أن ثورة يناير لم تسقط، وإنما ازدادت عزما وإصرارا على إنهاء مظاهر الظلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وبناء دولة العدل. نص البيان: اقتربت ذكرى أحداث محمد محمود التي دفع فيها الثوار دماء غزيرة لمواجهة المؤامرة المستمرة على ثورتهم.. ولتكون منطلقا لاصطفاف المصريين بعد أن كانت سببا في اختلافهم وافتراقهم باجتهادات تبين لكل ذي بصيرة خطؤها، وبفعل مؤامرة قادها نظام مبارك وهو متخفٍ وراء مؤسسات الدولة العميقة وبأردية العسكر. اليوم أدرك الجميع أن أخطاء جساما وقعت من كل طرف، فبينما وضع فريق ثقته في مؤسسات نشأت بخدمة نظام مبارك بدل تطهيرها، فقد قبل الآخر اصطفافا مع نفس المؤسسات لحسم خلافه مع الفريق الأول بما مهّد الطريق إلى عودة النظام القديم بفساد أشد وقمع أشد لم ينجو منه أي من أبناء الشعب". إن الأخطاء الكبيرة تستدعي تضحيات كبيرة لم يقصر البعض من الثوار في تقديمها، وما زلنا نتوقع منه مزيدا من التضحيات ومزيدا من المراجعات.. منتظرين من البعض الآخر من الثوار أن يستعيدوا مكانتهم في الثورة، وأن يقدموا ما يتوقعه الشعب منهم من مواقف ومراجعات تتجاوز المرارات وتهدر الاختلافات، وتقدم المستقبل ومصلحة البلاد على كل حساب آخر. سيشهد التاريخ أن ثورة 25 يناير لم تسقط رغم أخطاء أبنائها، ولا بتولي طغمة عسكرية دموية سدة الحكم في غفلة من الشعب وانقسام من القوى الثورية، وإنما ازدادت عزما وإصرارا على مواصلة الدرب للوصول إلى الغاية الكبرى بإنهاء كل مظاهر الظلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وبناء دولة العدل والاستقرار والرخاء بعد أن يمتلك الشعب إرادته ويسيطر على ثرواته وخيراته ويزيح الطغاة المفسدين إلى ما يستحقونه في مهاوي تاريخ العار. اقتربت ذكرى أحداث محمد محمود لتفتح بابا لكل أبناء الثورة لكي يصطفوا من جديد.. ليستعيدوا توافقهم، وليكونوا أوفياء لدماء المصريين التي روت أرض مصر الطاهرة في ميادين مصر، من التحرير إلى رابعة، ومن سيناء إلى الفرافرة، ومن أسوان إلى الأسكندرية، وليلتفوا حول راية مصر الجامعة بشعبها الواحد، وليعودوا لاحتضان أهداف ثورتهم وشعارهم كما كان في يناير "عيش كريم..حرية أساسية ،كرامة إنسانية..عدالة اجتماعية.. وجه البيان نداء لمن وصفهم بالصامدين في الشوارع والميادين رغم القمع وقصف الرصاص: لتعلموا أن ثورة واحدة لثوار مصطفين لا يمكن أن تقمعها سلطة لم تستقوِ إلا بتفرق الثوّار.. وأن ما سيزيل الاختلاف هو التكاتف في مواجهة الاستبداد والفساد.. وأن المستقبل سيكتبه الثوار -هذه المرة- في الشوارع والميادين بوثيقة لا تعلوها وثيقة، وشرعية لن تدانيها شرعية.. فاجعلوا أيام محمد محمود أياما مضيئة في تاريخ نضالكم وبداية مدوية لانتصار ثورتكم.. لا تأخذنكم لحظة كبر.. فالثورة خلُقُها التواضع، ولا تمنعنكم مرارة الخلاف فمرارة الانكسار أشد، واجعلوا الحوار سبيل حل اختلافاتكم، والميدان طريق انتصار ثورتكم.. حفظ الله مصر وشعبها. وقع على البيان "المجلس الثوري المصري، تحالف دعم الشرعية، طلاب ضد الانقلاب، مجموعة وثيقة المبادئ العشرة، مجموعة اللقاء المصري، اللجنة التنسيقية لانتفاضة السجون، والمجموعة المصرية لاستعاة ثروات الشعب المنهوبة". ومن بين الشخصيات الموقعة على البيان، السفير إبراهيم يسري، وأيمن نور، وثروت نافع، وحاتم عزام، والناشط عبد الرحمن فارس، والشاعر عبد الرحمن يوسف، ود.سيف عبد الفتاح، وطارق الزمر، ومحمد محسوب.